ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن شركاء الولايات المتحدة التجاريين يتسابقون للحصول على إعفاءات من رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن شركاء الولايات المتحدة التجاريين يضغطون على البيت الأبيض للحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ اليوم الخميس، في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى إيجاد سبل للحد من تأثير مساعي ترامب لإعادة تنظيم التجارة العالمية على اقتصاداتها.
ورأت الصحيفة أن هذا الجهد الدبلوماسي يُظهر أن أشهرا من محادثات التجارة لم تنتهِ بعد، على الرغم من سلسلة الاتفاقيات التي أعلن عنها البيت الأبيض خلال الشهر الماضي.
وبحسب الصحيفة، يُعد الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية من بين الدول التي أبرمت اتفاقيات مع ترامب، بينما يواصل مفاوضوها، خلف الكواليس، مناقشة قضيتهم مع المسؤولين الأمريكيين من أجل مزيد من الإعفاءات لقطاعات التصدير القيمة. وقد سُمح بالفعل بعشرات الإعفاءات والاستثناءات، لمنتجات تشمل عصير البرتقال البرازيلي والنحاس التشيلي.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، يسعى المفاوضون إلى مزيد من الوضوح بشأن خطط الرسوم الجمركية الأمريكية. فالتفاصيل الرئيسية للعديد من الاتفاقيات المبرمة حتى الآن لم تُحسم بعد، أو في بعض الحالات، يُفسر كل طرف هذه الاتفاقيات بشكل مختلف.
وقالت (وول ستريت جورنال) إن هذا الارتباك ، واستعداد ترامب لتعديل التعريفات الجمركية تلقائيا سعيا لتحقيق أهداف سياسية متنوعة ، يعني أن حالة عدم اليقين بشأن الوصول إلى السوق المحلية الأمريكية الشاسعة أصبحت سمة أساسية من سمات النظام الاقتصادي الناشئ، مع تداعيات سلبية على استثمارات الأعمال والتوظيف والأسعار. وقد صرح ترامب أمس بأن الواردات من الهند ستُفرض عليها ضريبة إضافية بنسبة 25% كعقوبة على شرائها النفط الروسي، بالإضافة إلى تعريفة جمركية بنسبة 25% تواجهها بالفعل.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الإدارة الأمريكية أصروا لأشهر على أنه “لا إعفاءات ولا استثناءات” من التعريفات الجمركية الخاصة بكل دولة، والتي أعلن ترامب في أبريل أنها ستُفرض قريبا، مستهدفا الحلفاء والخصوم على حد سواء، فيما وصفه الرئيس الأمريكي بأنه رد من الولايات المتحدة على عقود من المعاملة غير العادلة في التجارة الدولية.
ومع الاتفاق على المزيد من الصفقات التجارية، أُعلن عن المزيد من الإعفاءات. ووقع ترامب الأسبوع الماضي أمرا تنفيذيا يفرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على البضائع البرازيلية، إلا أن الصادرات البرازيلية الرئيسية، بما في ذلك الطائرات وبعض المعادن والوقود وعصير البرتقال، تم إعفاؤها. وفي المجمل، أدرج البيت الأبيض 694 منتجا معفيا، تُمثل حوالي 43% من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، والبالغة قيمتها 42.3 مليار دولار، وفقا لغرفة التجارة الأمريكية في البرازيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن تشيلي أيضا دولة أخرى أقنعت إدارة ترامب بإعفاء سلعة تصديرية رئيسية من التعريفات الجمركية. وتشيلي مورد رئيسي للنحاس للولايات المتحدة، وقد نجحت في الحصول على إعفاء من تعريفة جمركية بنسبة 50% أعلن ترامب أنه سيفرضها على واردات النحاس ، وقالت : ” بدأ السعي الآن للحصول على المزيد من الإعفاءات”.
ووافق الاتحاد الأوروبي على تعريفة جمركية أساسية بنسبة 15% على معظم الواردات الأمريكية من الاتحاد، كجزء مما وصفه باتفاق سياسي مع البيت الأبيض ، وأعلن الاتحاد أنه يتوقع استبعاد بعض المنتجات من التعريفة الأساسية البالغة 15% لأن الولايات المتحدة تعتبرها سلعا استراتيجية. ومن المتوقع أن تُدرج الطائرات ومكوناتها ضمن قائمة السلع التي لن تخضع لرسوم جمركية أمريكية إضافية عند الإعلان عن مزيد من التفاصيل، وفقا لمسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ولا يزالون يتنافسون لتأمين المزيد من الاستثناءات لمنتجات تشمل المواد الكيميائية والأدوية.
وأوضحت الصحيفة أن جهود تأمين الإعفاءات تعد جزءا فقط من مساعي إبقاء المفاوضات مع الولايات المتحدة مفتوحة، وسط قلق في العواصم الأجنبية من المزيد من التقلبات في سياسة ترامب التجارية. وقد صرح ترامب بأن الرسوم الجمركية الجديدة الباهظة على الأدوية قد تصل إلى 250%.
وتستعد كوريا الجنوبية، التي أبرمت اتفاقية تجارية مع واشنطن الأسبوع الماضي، بالفعل لمزيد من المحادثات، كما سافر كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمواصلة المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين. وقال إن من بين أسئلة طوكيو تحديد موعد سريان التخفيض المتفق عليه في الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات.
كما لا تزال الدول الأصغر تعمل على تحسين صفقاتها. وقال كبير المفاوضين الكمبوديين في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، نائب رئيس الوزراء سون تشانثول، إن بلاده تأمل في الحصول على استثناءات من التعريفات الجمركية البالغة 19% على العديد من القطاعات، بما في ذلك الملابس والأحذية والأمتعة.
المصدر: أ ش أ
