فقدت الأوساط الفنية في جنوب أفريقيا المصور “ديفيد جولد بلات” الذى يرجع إليه الفضل فى توثيق الفصل العنصرى الذى شهدته بلاده، وتمت أعماله بسيطرة البعد الأخلاقى وذلك عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاما .
و قد قام المصور الراحل بتوثيق الإنقسام العرقى فى بلاده خلال السنوات الأكثر إضطرابا فى تاريخ جنوب إفريقيا ، وكان له الفضل فى إظهار البعد الأخلاقى فى أعماله .. وكشف “جولدبلات”، من خلال تصوير مشاهد بسيطة مثل لهو الأطفال أو نومهم فى رحلة الحافلات إلى منازلهم ، عن اختلال توازن القوى فى قلب مجتمع جنوب إفريقيا.
وأكد “جولدبلات” فى أحدى مقابلاته الصحفية مع صحيفة”الجارديان “البريطانية، أنه خلال تلك السنوات كان قلقه الرئيسى هو القيم – ماذا كنا نقدر فى جنوب إفريقيا، وكيف وصلنا إلى تلك القيم وكيف نعبر عن تلك القيم .. مضيفا بقوله :” لقد كنت مهتما جدا بالأحداث التى كانت تحدث فى البلد كمواطن ، ولكننى بصفتى مصورا ، لست مهتما بشكل خاص “.
هذا وقد ولد المصور الإفريقى الراحل فى مدينة “راندفونتين”فى عام 1930 ، وهى مدينة تبعد 25 ميلا غرب العاصمة جوهانسبرج .. بدأ مشواره مع عدسة الكاميرا وعالم التصوير فى سن الثامنة عشرة .. على مرّ العقود ، طوّر أسلوبًا استحوذ على لحظات هادئة ، و التي تحدثت معًا عن الصدمة الناجمة عن الانقسام العرقي الذي فرضته بلاده .. وتظهر صورته التي تعود إلى عام 1964 ، وهو ابن المزارع مع رعايته ، يد الصبي على كتف ملونة أمام سياج من الأسلاك الشائكة. كانت هذه اللحظات الخفية ، وليس نقاط التحول التاريخية الدرامية ، هي الأكثر غرابة في جولدبلات كمصور.
يذكر أنه قد تم عرض أعمال “جولدبلات ” الفوتغرافية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك عروض في متحف “موما للفنون” في نيويورك ، وباربيكان في لندن ، و مركز “بومبيدو للفنون” فى باريس .
المصدر : أ ش أ