أكد وزير الداخلية اللواء محمود توفيق أن الإرهاب ما زال يمثل تحديا رئيسيا محليا وعربيا ودوليا، وسيظل الخطر الأول على مقدرات الأمم، مشيرا إلى أن مساعي العناصر الإرهابية لإعادة تنظيم صفوفها تجسد تهديدا مستمرا للأمن العربى، لافتا إلى أن وزارة الداخلية المصرية تضع كافة امكانياتها اللوجيستية وخبراتها الأمنية فى خدمة قضايا الأمة العربية.
جاء ذلك في كلمة وزير الداخلية خلال الدورة الـ 38 لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية، بحضور كل من الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب و أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الداخلية العرب.
ونقل وزير الداخلية تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتمنياته بأن يضطلع مجلس وزراء الداخلية العرب بإنجاز المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه، داعيا المولى – عز وجل – أن يتمم أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح .
وأضاف وزير الداخلية أن “عقد اللقاء السنوى لوزراء الداخلية العرب افتراضيا عبر الاتصال المرئى نتيجة جائحة كورونا ، وبقدر تقديرنا للإجتماع بأشقائنا السادة وزراء الداخلية العرب لتبادل الرؤى تجاه أولوياتنا الأمنية وقواسمنا المشتركة ، نسأل المولى عز وجل أن يرفع عن عالمنا هذا الوباء ، وأن نلتقى فى دورتنا القادمة بحول الله وقوته لنستكمل أعمالنا سواء على المستوى المتعدد أو الثنائى”.
وتابع: إن ظروف الجائحة فرضت مواجهة الأجهزة الأمنية العربية، خلال العام المنقضي، تحديات مضاعفة وفى مقدمتها تأمين الأطقم الطبية ومستشفيات العزل للقيام بأعمالها ، ومتابعة التزام الأفراد والمؤسسات والأماكن العامة والخاصة بالإجراءات الاحترازية والقواعد التنظيمية المتصلة بتوقيتات الأنشطة التجارية والاجتماعية والخدمية المختلفة ، فضلا عن تطبيق الإجراءات الوقائية داخل المرافق الشرطية والسجون ومراكز الاحتجاز.
ونوه وزير الداخلية إلى أنه إدراكا بمتطلبات مواصلة تطوير السياسات الأمنية لمواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية ، ومواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن ومقدرات أمتنا العربية ، تأتى أهمية اجتماعنا اليوم لتعزيز مجالات التعاون الأمنى وخدمة القضايا العربية المشتركة بما يلبى تطلعاتنا نحو مستقبل تنعم فيه شعوبنا العربية بالمزيد من الأمن والاستقرار والازدهار .
وأشار إلى أنه على الرغم من نجاح الجهود الرامية لتقويض حركة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية وتشديد الحصار عليها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب لتنفيذ مخططاتهم الهدامة، إلا أن الإرهاب ما زال يمثل تحديا رئيسيا محليا وعربيا ودوليا ، وسيظل الخطر الأول على مقدرات الأمم ينتهك أحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهو الحق فى الحياة وعائقا رئيسيا لتنفيذ خطط التنمية .
وأردف إن مساعي العناصر الإرهابية لإعادة تنظيم صفوفها تجسد تهديدا مستمرا للأمن العربي من خلال محاولاتها إيجاد تمركزات جديدة لها بمناطق الشرق الأوسط والقارة الإفريقية باتخاذ المسار البحرى سبيلا لنقل “المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، والاستفادة من التقنيات الحديثة فى استقطاب الشباب عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمتفجرات ونشر الشائعات والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها أو تنفيذ هجمات سيبرانية تستهدف البنية التحتية لأجهزة الدولة .
واستطرد: وفي هذا السياق، فإن المحاولات المستمرة لإغراق المنطقة العربية بالمواد المخدرة تمثل أحد التحديات الرئيسية باعتبارها تستهدف عقول شعوبنا وهو ما يؤكده تزايد نشاط العصابات الإجرامية فى مجال تهريب المخدرات والتى لجأت لاتخاذ الممرات البحرية والبحر الأحمر مسارا رئيسيا واستخدام أساليب تهريب غير نمطية فى إخفاء المهربات ؛ وقد نجحت جهود أجهزة وزارة الداخلية المصرية بالتعاون مع نظرائها فى إجهاض تلك المحاولات والحيلولة دون إستهداف البلاد بالمواد المخدرة أو اتخاذها كمحطة للتهريب للدول العربية الشقيقة .
وأكد وزير الداخلية أنه انطلاقا من تلك المعطيات واستمرارية التهديدات التى تستهدف استقرار دولنا ،يتعين التأكيد على أهمية التمسك بحق دولنا فى حماية سيادتها والدفاع عن شعوبها باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الكفيلة بدحر الإرهاب وفق ثوابت ومقتضيات المواثيق العربية والدولية.
و تتعاظم أهمية مواصلة الجهود المشتركة فى مجال تبادل المعلومات لرصد حركة العناصر الإرهابية والجريمة المنظمة .
كما أكد اللواء محمود توفيق إعادة التأكيد على دعم وزارة الداخلية المصرية الكامل لكافة الإجراءات التى تتخذها الدول العربية الشقيقة فى مواجهة التهديدات الإرهابية الموجهة لأراضيها ، وتضع كافة امكانياتها اللوجيستية وخبراتها الأمنية فى خدمة قضايا أمتنا العربية.
وأردف وزير الداخلية قائلا: إن مسيرة الأمن المصري تمضي محملة بخبرات وظيفية متميزة لتأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ومواكبة التطور غير المسبوق الذى تشهده الدولة على جميع المستويات، حيث ارتكزت سياستها الأمنية المعاصرة على تحقيق مفهوم الأمن الشامل وتطوير السياسات الوقائية والحرص على إتساق كافة الجهود مع التزامات مصر الدولية والإقليمية .
وأوضح وزير الداخلية أنه إدراكا بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة تتطلب من رجل الأمن مواصلة الارتقاء بقدراته وتنمية مهاراته لمواكبة المتغيرات ، فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية، وقد استحدثت فى هذا الإطار مركزا للدراسات الأمنية والاستراتيجية تم تزويده بأحدث الوسائل التكنولوجية لإجراء البحوث المتخصصة ذات الإهتمام المحلى والإقليمى .. وترحب الوزارة بتوظيف إمكانيات المركز لصالح العمل الأمني العربي والخروج برؤى فاعلة فى مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
وأشار الوزير إلى أنه تم استحداث المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام ويعنى بتنظيم الدورات التدريبية المتخصصة للكوادر الوطنية والعربية والأجنبية وفقا للمعايير الأممية لتأدية مهامهم فى عمليات حفظ السلام، وذلك فى إطار تعزيز الجهود المصرية والعربية فى هذا المجال.
وأكد اللواء محمود توفيق ترحيب وزارة الداخلية المصرية باستقبال الكوادر الأمنية العربية بالمركز، وجميع المؤسسات التعليمية والتدريبية التابعة للوزارة لتبادل الخبرات وتنفيذ تدريبات مشتركة تحاكى الواقع الأمني بما ينعكس على تفعيل التعاون العربى المثمر فى مواجهة الجرائم التى تتعدى النطاق المحلي للنطاق الإقليمي.
وتابع وزير الداخلية: إنه في إطار تعزيز التعاون العربى تحت مظلة المجلس الموقر ، تقدمت الوزارة بمبادرة لأمانة المجلس للتعاون مع المكتب العربى للتوعية الأمنية والإعلام بالقاهرة فى مجال تنمية مهارات العاملين بمجال الإعلام الأمنى بوزارات الداخلية العربية من خلال تنظيم دورات تدريبية بمعهد تدريب وبحوث الإعلام الأمنى بالوزارة على أن تكون أولى تلك الدورات خلال العام الجارى .
وقال الوزير: في ضوء قرار المجلس بدورته المنقضية.. إضافة ملف حقوق الإنسان لاختصاصات المكتب العربى للتوعية الأمنية والإعلام بالقاهرة وحرصا على تعزيز التعاون المشترك فى إجراء البحوث الأمنية، فقد طرحت الوزارة تنظيم مسابقة بحثية فى مجال حقوق الإنسان ، ويتم حاليا التنسيق مع الأمانة العامة للمجلس حول إجراءاتها .
وأضاف أن أكاديمية الشرطة المصرية اضطلعت بتخصيص 92 منحة لمنتسبي الأجهزة الشرطية العربية للدراسة بكليتى الشرطة والدراسات العليا خلال العام الحالى.
وفي نهاية كلمته، أعرب اللواء محمود توفيق وزير الداخلية عن أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخرى للمجلس الموقر على الدعم المتواصل للمجلس والحرص على نجاح دوراته المتعاقبة.
كما توجه بالتحية لعثمان على فرهود الغانمى وزير الداخلية العراقى ، داعيا الله – عز وجل – أن يوفقه فى رئاسته لدورة المجلس الجديدة ، والشكر موصول للأمانة العامة.. وعلى رأسها الدكتور محمد بن على كومان أمين عام المجلس على الجهود المتواصلة والحكيمة لتسيير أعمال المجلس رغم تحديات الجائحة والحرص على إقامة أكبر قدر من الفعاليات والإجتماعات واللقاءات الأمنية العربية افتراضيا وتفعيل ما يصدر عنها من توصيات وقرارات .
المصدر : أ ش أ