أكد وزير الخارجية سامح شكري انه لا مجال لعلاج جذري ونهائي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، إلا بإنهاء الأزمة السياسية التي أفرزت هذا الوضع الإنساني المتردي ،مشيرا إلى أن الحل السياسي هو بيت الدواء للأزمة الإنسانية، وبدونه ليس أمامنا إلا المسكنات .
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير اليوم / الاثنين / أمام اجتماع وزراء خارجية تحالف دعم الشرعية باليمن.
وشدد شكري على أن الطريق للحل السياسي ، ومن ثم العلاج النهائي للأزمة الإنسانية، هو من خلال المرجعيات الواضحة التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 2216 ومقررات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية ، وكل مراوغة أو محاولة لشراء الوقت أو التنصل من مرجعيات الحل، لن تفضي إلا لإطالة أمد الأزمة ومد أجل الكارثة الإنسانية التي تهدد مقدرات اليمن الشقيق.
وأضاف إن الهدف من اجتماع اليوم هو تجديد التزامنا، المستمر منذ اليوم الأول لتشكيل تحالف دعم الشرعية في اليمن، بتخفيف الأوضاع الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، هذه بطبيعة الحال هي الأولوية القصوى في بلد بات مهددا بتفشي الأوبئة وبمعدلات غير مسبوقة لنقص الغذاء والمؤن والأدوية.
وأشار إلى أنه وفي هذا السياق، فقد قامت مصر بتقديم حزمتين من المساعدات لأشقائنا في اليمن، تم تسليمهما عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، ونقوم حاليا بالإعداد لحزمة جديدة من المساعدات الإنسانية تتضمن مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية.
ولفت شكري إلى أن مصر قامت بزيادة عدد المنح الدراسية والبرامج التدريبية الموجهة للكوادر اليمنية، ومضاعفة المنح العلاجية لاستقبال وعلاج الجرحى اليمنيين في إطار بروتوكول تعاون بين وزارتي الصحة في البلدين. هذا بالإضافة إلى إجراءات عديدة لتسهيل دخول الأشقاء اليمنيين إلى مصر لأغراض العلاج والدراسة.
وقال إن الأزمة الإنسانية في اليمن لم تنشأ بفعل كارثة طبيعية أو أسباب قدرية لم يكن منها مفر ، وإنما جاءت كنتيجة مباشرة، لأزمة سياسية، وإصرار فريق سياسي محدد هو جماعة الحوثي على ارتهان اليمن كله، وبكل ما لذلك من كلفة إنسانية وسياسية باهظة، والاستقواء بأطراف خارجية لفرض إرادته على الشعب اليمني، بل وإبطاء عمليات إنفاذ المساعدات الإنسانية لمن يحتاجونها، وارتهان ملف المساعدات الإنسانية كله لصالح محاولات غير أخلاقية لتوظيف هذه المساعدات سياسيا وعلى هذا الفريق تقع مسئولية استمرار الأزمة السياسية في اليمن، وتبعاتها الإنسانية الفادحة.
وأكد وزير الخارجية على الاستمرار في تقديم كل عون لأشقائنا في اليمن، لتخفيف الأزمة الإنسانية، وملتزمون في الوقت نفسه، بدفع جهود الحل السياسي في اليمن، ليتسنى لنا طي هذه الصفحة الحزينة من تاريخ هذا البلد العريق.
المصدر : أ ش أ