نصار أمام مؤتمر أفريقيا الآن : مصر تدعم التحول الاقتصادى والاجتماعى فى إفريقيا لتحقيق تطلعات شعوبها
أكدت مصر دعمها لعملية التحول الاقتصادي والاجتماعي بالقارة الإفريقية، وتحقيق تطلعات شعوبها، وأهمية تكامل الجهود وتكاتف السواعد لتحقيق رغبة دول القارة في الانطلاق نحو التنمية المستدامة وتحقيق إنجازات حقيقية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمضي قدما على طريق الإندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي، والدفع بكل قوة نحو تغيير الظروف، وتمهيد الطريق لإحداث تطورات جذرية تضمن وصول القارة لمكانة متميزة على الخريطة العالمية.
وذكرت وزارة التجارة والصناعة ـ في بيان اليوم ـ أن ذلك جاء في سياق كلمة المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فعاليات مؤتمر (إفريقيا الآن) الذي يعقد بالعاصمة الأوغندية كمبالا تحت رعاية الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.
ونقل الوزير تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الاتحاد الإفريقي لعام 2019 لنظيره الأوغندي الرئيس يوري موسيفيني والتي أشاد فيها برعايته لهذا المؤتمر المهم في وقت تحتاج فيه القارة الإفريقية لتكثيف الحوار وتبادل الرؤى حول مُستقبلها، واستعراض أفضل السُبل لتنفيذ ما تحلم القارة بتحقيقه والتغلُب على ما تواجهه من تحديات.
وأشار نصار إلى تقدير الرئيس السيسي لرؤية أوغندا المتكاملة حول الاندماج السياسي في إفريقيا، والتي طرحتها أمام قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة في فبراير 2019 بأديس أبابا، منوها بتوافق الرؤى بين مصر وأوغندا بأن جذور التعاون والاندماج الإفريقي متأصلة في تاريخها المشترك والممتد لقرون عبر الزمان، وأن أُسس بناء مُستقبل القارة تنبع من شواغل وآمال وتطلعات شعوبها.
وأكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة أهمية قيام الدول الإفريقية بتعزيز وحدتها وتعاونها المشترك لمواجهة المشكلات التي تواجه القارة في إطار منهجي، ووضع خطط تنفيذية عملية وواقعية لمجابهتها والتغلب عليها.
ونوه نصار بأن مصر لديها رؤية شاملة لمواجهة تحديات القارة الرئيسية (الأحد عشر) التي تم طرحها خلال قمة الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء عام 2015 بجنوب إفريقيا والتي تمثل عنق الزجاجة للقارة نحو الاستقرار والتقدم، إذ تتطلع مصر للمضي قدماً من خلال 3 محاور رئيسية، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تتطلب قرارات سياسية واستراتيجية ضرورية لتحقيق أهداف التكامل والنهضة الإفريقية المشتركة، وتعزيز دور التجمعات الاقتصادية الإفريقية باعتبارها حجر الزاوية لتحقيق التكامل الإقليمي والاندماج الاقتصادى في إفريقيا.
وأوضح أن المحور الأول يتضمن ضرورة إعداد وتجهيز القارة بشكل مُتكامل لتنفيذ اندماج اقتصادى ناجح ومُستدام وفاعل، والاسترشاد بتجارب الغير للاقتضاء بقصص النجاح وتجنب السقوط في ذات الأخطاء إلى جانب المضي بعزيمة حقيقية نحو تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في أقرب وقت ممكن؛ نظرا لأهميتها ودلالتها السياسية والاقتصادية والتي تعد عاملا رئيسيا لتحقيق الاندماج الاقتصادي.
وأكد أهمية إرساء بنية سياسية قارية تزيل العقبات التي تواجه التبادل التجاري الإفريقي، وتدشين بنية تشريعية تتيح لمؤسسات القطاع الخاص الإفريقي قيادة مسار التعاون الاقتصادى والاستثماري مع الاضطلاع بدوره في تعزيز التنمية الاجتماعية لشعوب القارة، فضلا عن إرساء منظومة تكامل صناعية تحافظ على موارد القارة الطبيعية وترفع نصيبها من استثمار هذه الموارد خلال سلاسل القيمة المضافة الإقليمية التي تخلق المزيد من فرص العمل لأبناء القارة.
وأشار إلى أن المحور الثاني يشمل تعزيز الاستقرار والسلم والأمن القاري، والبناء على التطورات التي تشهدها القارة على صعيد تعزيز السلام وحل النزاعات، ونجاحها في تدشين الآليات الإفريقية المشتركة لخلق حلول إفريقية للمُشكلات والتي تمثل دافعا لتكثيف التعاون المشترك في الوساطة لحل النزاعات والعمل على بناء القدرات الإفريقية في مجال الوقاية من النزاعات، مؤكدا ضرورة تعزيز منظومة الوقاية من النزاعات والحرص على تحصين هذا السلام من الانتكاس من خلال برامج إعادة الإعمار والتنمية، مع التأكيد على العلاقة الوطيدة بين تحقيق الأمن والسلم في إفريقيا وبين تحقيق التنمية المستدامة لشعوب القارة.
وأوضح نصار أن المحور الثالث يؤكد ضرورة العمل على إحياء الإرث الإفريقي الثقافي الاجتماعي العريق، ليكون أساسا متينا لبناء مستقبل القارة ، إلى جانب ترسيخ دور المرأة الإفريقية وتعزيز قيادتها بما يثري التجربة الإفريقية ويعزز متانة النسيج المُجتمعى وتمكين الشباب الإفريقي من التقدم لصفوف القيادة وتوجيه دفة المستقبل كما يضمن استدامة التنمية واستمرار التقدم، مؤكدا أهمية إعلاء قيمتي العلم والعمل على تحصين مكتسبات الأمم وتعزيز استقرارها إلى جانب تعميق التواصل الثقافي الإفريقي وترسيخ مبادىء الوحدة والتضامن لتتحدث القارة بصوت موحد يضمن لها حماية حقوقها واسترداد مكانتها دوليا.
كما أكد حرص مصر على أهمية استمرار تكثيف الحوار، وتبادل الرؤى بين الشعوب والقادة الأفارقة على كافة المستويات الحكومية والشعبية، وفى مختلف المجالات بهدف التعرف على اهتمامات دول القارة واستعراض جميع مقترحات التنمية في إطار ترسيخ ملكية كل إفريقي لمستقبل القارة.
المصدر : أ ش أ