شدد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، اليوم الجمعة، على أن الحديث عن الكمال والجمال ومحاسن ومكارم الأخلاق الموجود في كتاب الله عز وجل لم ولن تنقطع.. مشيرا إلى أن القرآن الكريم كما تحدث عن الصبر الجميل والصفح الجميل والدفع الجميل والقول الجميل والعطاء الجميل والتحية الجميلة، ومكانة الرسول صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية الشريفة، تحدث أيضا عن علم قيام الساعة”.
وأضاف جمعة، في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله عز وجل وبيان مقاصده وأسراره، أن الله تعالى حسم قضية قيام الساعة وموعدها، فلا يعلم وقتها إلا هو، وهذا مما استأثر به سبحانه وحده، فقال سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، كما قال تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ).
وتابع “أن بعض الناس إذا حل بمكان ما خطبٌ أو حدثٌ كوني ربطوا بين الحدث الكوني وبين قيام الساعة مع أن الساعة غيب، لا يعلم وقتها إلا الله تعالى وحده، ومن الذي يجترئ على الحديث عن موعد الساعة وقد سئل سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها فقال “ما المسئول عنها بأعلم من السائل”، وبهذا حسم سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الفتوى في هذا الأمر ، فمن الذي يتجرأ على الخوض في أمر توقف عنه رسول الله؟!”.
ولفت إلى أن الأهم هو الاشتغال بما أعددنا لقيام الساعة، حيث لما سأل رجل النَّبِيَّ عَنِ الساعة، فقال: (مَتَى السَّاعَةُ؟)، فنبهه النبي إلى ما هو أهم، حيث قال (وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟)، فلو أن الساعة بعد أمد طويل أو أجل قريب فالمهم ما أعددت لها؟.. فقال الرجل (لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فقال صلى الله عليه وسلم (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
كما أشار إلى أنه عندما حضرت الوفاة سيدنا بلال بن رباح (رضي الله عنه) وبكت ابنته، قال “أي بنيه لا تبكي ولا تحزني، غدا ألقى الأحبة محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وصحبه”.. ولما احتضر أحد الصالحين وبكت زوجته إلى جانبه، فقال: “أي امرأة، لا تبكي عليّ فقد بكيت لهذا اليوم أربعين عاما من خشية الله تعالى، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، أي داهمه الموت وهو في غفلته”.
واستطرد جمعة “فعلم الغيب عند الله تعالى وحده، حيث قال تعالى (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
واختتم وزير الأوقاف “لا دار للمرء بعد الموت يسكنها، إلا التي كان قبل الموت يبنيها، فإن بناها بخير طاب مسكنها، وإن بناها بشر خاب بانيها.. ومن ثم ينبغي أن نتحدث فيما يترتب عليه عمل، ونترك ما استأثر الله تعالى بعلمه، حيث يقول عز وجل (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)