أكد العديد من الخبراء لصحيفة “واشنطن بوست ” الأمريكية أن الوضع في قطاع غزة يزداد سوءا؛ حيث يواجه سكانها خطر مجاعة كارثيا مع حجب إسرائيل المساعدات منذ مارس الماضي.
وأوضحت نائبة مدير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيث بيكدول، في مقابلة للصحيفة، أن الوضع أصبح يشكل أزمة غير مسبوقة فيما يتعلق بالجوع ومستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، ومن الواضح أن المجاعة تلوح في الأفق”.
وأشارت بيكدول، إلى بيانات نشرها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي لجنة أعدتها المنظمة التابعة للأمم المتحدة، حيث صُنِّف ما لا يقل عن 244 ألف شخص أي 12% من السكان على أنهم يعيشون في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي أشد مستويات انعدام الأمن الغذائي قبل المجاعة، قائلة إنه :” في حين امتنع التصنيف عن إعلان المجاعة في غزة، إلا أن القطاع يضم أكبر نسبة سكانية في العالم ضمن الفئة الأشد خطورة من نظام التصنيف المكون من خمس درجات”.
وقالت إنه لإعلان المجاعة، يجب استيفاء ثلاثة معايير محددة: أولا يجب أن يواجه 20% من جميع الأسر نقصا حادا في الغذاء، وأن يعاني ثلثا الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان على الأقل من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب الجوع الشديد أو نتيجة تفاعل سوء التغذية مع المرض، مشيرة إلى أن غزة تُلبي الحد الأدنى للمعيار الأول، لكن تحليل التصنيف المرحلي لم يُثبت بعد بشكل كامل استيفاء غزة للمعيارين الآخرين، مؤكدة أن غزة أقرب ما تكون إلى حافة المجاعة.
وذكرت الصحيفة أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، أفادت بأن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية متبقية على طول ممرات المساعدات المؤدية إلى غزة، مضيفة أن هذه الكمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، قولها “العائلات في غزة تتضور جوعًا بينما الطعام الذي تحتاجه موجود على الحدود، إذا انتظرنا حتى تأكيد المجاعة، فسيكون الأوان قد فات بالفعل بالنسبة لكثير من الناس”.
وفي مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة، قال مدير المستشفى بكر قاعود للصحيفة، إن الوضع شهد ارتفاعًا في حالات سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين، وقد توفيت فتاة صغيرة، مضيفا أن المستشفى يستقبل ما بين 40 و50 مريضًا يعانون من سوء التغذية أسبوعيًا، وأوضح أن السبب الرئيس لسوء التغذية في هذه الحالات هو نقص البروتينات الحيوانية المتاحة والأغذية الصحية.
وكانت الهيئة العالمية الرائدة في مجال الطوارئ الغذائية قد أعلنت يوم أمس الاثنين، أن واحدًا من كل خمسة سكان غزة يواجه خطر المجاعة، بينما يواجه القطاع بأكمله خطرًا محدقًا بالمجاعة، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع في الأشهر المقبلة.
كما صدر تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في خضم حصار إسرائيلي مستمر منذ أكثر من شهرين على قطاع غزة، حيث دعت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة إلى إنهاء الحصار، ووصفته بأنه “سياسة عقاب جماعي قاس”، ويقول خبراء قانونيون وجماعات حقوقية إنه ينتهك القانون الدولي.
وخلص تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن وقف إطلاق النار الذي انتهكته إسرائيل في مارس الماضي قد خفف من حدة انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في أجزاء من غزة، حيث زادت المنظمات الإنسانية من كمية المساعدات المقدمة إلى القطاع.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
