وصل عدد المصابين بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم إلى نصف مليون مصاب، اليوم الخميس، حيث بدت إيطاليا والولايات المتحدة على استعداد لتجاوز أعداد الصين، إذ ظهر الوباء، بينما تقدم نحو 3.3 مليون أمريكي بطلبات للحصول على إعانات بطالة الأسبوع الماضي في عرض صارخ للأضرار التي لحقت بأكبر اقتصاد في العالم.
هذا وتداعت أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا ونيويورك تحت وطأة رعاية المصابين، مع ارتفاع حصيلة القتلى في إسبانيا إلى أكثر من 4000 شخص.
وفي الولايات المتحدة، حصلت حزمة إنقاذ اقتصادي غير مسبوقة تبلغ 2.2 تريليون دولار لمساعدة الشركات والمستشفيات والأميركيين العاديين على تجاوز الأزمة، على موافقة مجلس الشيوخ، ومن المتوقع التصويت عليها في مجلس النواب، الجمعة.
في المقابل، يخضع ما لا يقل عن 2.8 مليار شخص، أي أكثر من ثلث سكان الأرض، لقيود صارمة على السفر.
بدوره، أطلق رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، على الفيروس “العدو العام رقم 1”.
وفي الهند، صدرت أوامر لنحو 1.3 مليار شخص في البلاد بالبقاء في منازلهم، هناك أعداد لا حصر لها من العاطلين عن العمل الآن، وترك العديد من العائلات تكافح من أجل تناول الطعام.
في حين، تعتزم جنوب إفريقيا اتخاذ وضع الإغلاق عند منتصف الليل، فيما سجلت البلاد أكثر من 700 حالة إصابة بكوفيد- 19 وهي أعلى نسبة في القارة.
أما في الولايات المتحدة، التي ارتفع عدد الوفيات فيها إلى 1050، مع ما يقرب من 70 ألف مصاب، بدا الضرر الناتج عن الإغلاق الاقتصادي واسع النطاق واضحًا، حيث بلغ عدد الأشخاص المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي أكثر من أربعة أضعاف الرقم القياسي القديم، الذي تم تسجيله في عام 1982.
أما إسبانيا فباتت أكثر دول أوروبا التي يتفشى فيها المرض بشكل أسرع. وأعلنت وزارة الصحة، الخميس، تسجيل ما يقرب من 8600 إصابة جديدة و655 حالة وفاة، ليصل إجمالي الحالات إلى أكثر من 56 ألف إصابة وأكثر من 4000 حالة وفاة – في المرتبة الثانية بعد حصيلة القتلى في إيطاليا بنحو 7500.
بدوره، سعى وزير الصحة سلفادور إيلا لطمأنة الإسبان إلى أن الإجراءات الحكومية لإبطاء الفيروس كانت ناجحة، وأخبر البرلمان أن الزيادات كانت أقل مما كانت عليه في الأيام السابقة، و “تشير إلى اتجاه متغير يجعلنا نعتقد أننا ندخل مرحلة من الاستقرار”.
وفي إيطاليا، يتوسل أطباء وممرضات للحكومة يوميًا لتقديم المزيد من الأقنعة والقفازات والنظارات الطبية، وحثوا المواطنين على تفهم مدى أهمية تدابير الإبعاد الاجتماعي المرهقة.
هذا ويقول علماء إن إيقاف شخص واحد فقط من المصابين بالفيروس يعني أن عشرات آخرين لن يصابوا بالعدوى.
في المقابل، أشار الدكتور هانز كلوج، رئيس المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن معدل الزيادة في إيطاليا قد تباطأ قليلاً.
وقال إن المسؤولين يأملون أن يكتشفوا عما قريب ما إذا كانت إجراءات الإغلاق في العديد من الدول قد نجحت أم لا.
هذا وكان لدى ألمانيا عدد كبير من الإصابات تجاوز 39 ألف حالة، ولكن 222 حالة وفاة فقط – والتي نُسبت على نطاق واسع إلى اختبارات مبكرة وعدوانية، من بين عوامل أخرى.
ومع ارتفاع عدد الوفيات في أوروبا إلى أكثر من 12 ألفا، أطالت إسبانيا حالة الطوارئ التي ستسمح لها بفرض عمليات إغلاق أوسع نطاقا، في حين أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “عملية الصمود”، المدعومة من الجيش لمكافحة الوباء.
فيما بدأت فرنسا في إجلاء مواطنين مصابين من منطقة “الألزاس”، التي يتفشى فيها المرض، شمال شرقي البلاد باستخدام قطار طبي خاص فائق السرعة، وصفه وزير الصحة بأنه “الأول في أوروبا”.
كما أمرت بريطانيا بتجهيز 10 آلاف جهاز تنفس صناعي للتعامل مع أزمة مرض كوفيد-19 بالتعاون مع مهندسين من شركة دايسون، وتريد الحكومة زيادة عدد أجهزة التنفس الصناعي التي لديها من 8000 إلى 30 ألفا.
المصدر: وكالات