أكدت فاعليات جلسة العمل الأولى للندوة الدولية “الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكاملٌ”، والتي تنعقد برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين اهتمام الإسلام بالحوار مع الآخر ونشر ثقافة السلام وحوار الحضارات .
وأشارت مناقشات الجلسة التي ترأسها الدكتور مصطفى الفقي ، مدير مكتبة الإسكندرية، بعنوان “تطور العلاقة بين الإسلام والغرب”، وشارك بها الأمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وحاضر لها الدكتور محمد شامة أستاذ الدراسات الإسلامية بالأزهر وكازوتكاهاشى نائب رئيس الرابطة اليابانية للدراسات ومنير حنا مطران الكنيسة الأسقفية.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين ، مستشار شيخ الأزهر لشؤون مكتبة الأزهر الجديدة خلال كلمته في الجلسة، إن إسهامات المسلمين أثرت الحضارة الأوروبية، وتركت بصمة لا زالت مستمرة في تلك الحضارة .
وأضاف أن الخوف النفسي لدى بعض الأوروبيين من الإسلام هو نتيجة للأعمال الإرهابية التي يرتكبها متطرفون يتبعون تفسيرات خاطئة للدين الإسلامي، داعيًا إلى ضرورة التفريق بين الجماعات المتطرفة وبين المواطنين المسلمين المتواجدين بأوروبا وكذلك المهاجرين إليها، وأن لا يوضع الكل في سلة واحدة .
وخلال الندوة اكد رئيس جمهورية ألبانيا الأسبق رجب ميداني ان المهاجرون المسلمون في الغرب نموذج حقيقي للتكامل بين الأديان حيث إن الأقليات المهاجرة مندمجة داخل المجتمعات ذات الأغلبية في الغرب.
واوضح ميداني الأسبق إن الحوار بين الأديان مهم جدًا لتعزيز الاندماج، مشيرًا إلى أن هناك فرصة للأقليات لإيجاد آليات للاندماج داخل الأغلبية في المجتمعات التي يهاجرون إليها.
ولفت ميداني إلى وجود حقيقتين متعارف عليهما في التعامل مع المهاجرين، هما الاستيعاب والاندماج، فالاستيعاب يولد نوعًا من العزلة ما يخدم التطرف، بالإضافة إلى انتشار البطالة وصور التمييز، وهو يولد انقسامًا اجتماعيا.
وأشار الرئيس الألباني الأسبق إلى أن الحقيقة الثانية هي الاندماج، وهو طريق مزدوج تتبادل فيه ثقافات الأغلبية والأقلية التأثير دون أن يتخلى كل طرف عن هويته، وهي أفضل حل لخلق نموذج معاصر، مضيفا أنه علينا أن نستبدل فكرة الاندماج بالاستيعاب، من خلال توفير فرص للمهمشين لضمان التلاحم الحقيقي بين الأفراد بدون تمييز.
واختتم ميداني كلمته، بأن الأبعاد المالية تؤثر علي ثقافة المجتمعات، فالنظام التعليمي الذي يمنح فرص اجتماعية لكل الأطراف يعزز الاندماج الحقيقي، مشددًا علي ضرورة اتخاذ خطوات أكثر، لتقليل العداوات بين المجتمعات المختلفة.
من جانبه قال رئيس الوزراء البلجيكي السابق إيف ليتريم، إن ندوة “الإسلام والغرب..تنوع وتكامل” في رحاب الأزهر الشريف، تستهدف تعزيز التعاون المشترك وتقريب وجهات النظر، وترسيخ ما جاءت به الأديان السماوية من دعوة للتعارف ونبذ العنف ومواجهة الأفكار المغلوطة.
وأشار ليتريم، في كلمته خلال الندوة الدولية التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إلى أن الغرب يعلم أن الإسلام رسخ للديمقراطية والمساواة، مؤكدًا أهمية أن يكون الحوار معتمدًا على دعم القيادات السياسية والدينية والاجتماعية بما يضمن تحقيقه لنتائج عملية.
وأوضح رئيس الوزراء البلجيكي السابق، أن هناك عدة عوامل أدت لزيادة التعصب الديني في الفترة الأخيرة، ولا حل لهذا التعصب سوى التعليم والتثقيف، والاعتماد على مشروعات ملموسة بين القيادات الدينية يسهل تنفيذها على أرض الواقع.
وقال ليتريم إنه يجب تعزيز الحوار بين الأديان لمواجهة الجدل والخلاف الحالي…وأنه يجب إتاحة الفرصة للتعبير والتعاون والعمل مع المسلمين داخل المجتمع الغربي..حيث إنه لا بديل عن ذلك…
وأضاف أن إنشاء منصات للحوار والتبادل الثقافي بين الأديان مسئولية الكيانات السياسية والقيادات الدينية..وأنه يحب السماح للأفراد الدخول في الحوارات والنقاشات للمساهمة في تعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات.
وأوضح أن بلجيكا كدولة عملت على مواجهة الانقسام وتوحدت منصات للحوار بين مختلف الأديان والثقافات والمجتمعات اللغوية.. موضحا أن الأمر ليس بالسهل دائما بل على العكس هو أمر بالغ الصعوبة.
وأشار إلى أنه يوجد مجال في الغرب لفتح الباب أمام إقامة نقاشات وفتح باب الحوار بين مختلف الأديان والمجتمعات الإثنية والأقليات داخل دول الغرب.
وتابع أنه يجب تعزيز القيم المشتركة بين الإسلام والغرب..موضحا أن الإعلام لا يعكس الصورة الحقيقية للإسلام..حيث إنه يتناول ما تقوم به الجماعات الإرهابية مثل “داعش” وحركة “الشباب” والتي لديها مفهوم يختلف عن المفهوم الحقيقي للإسلام.
وأكد رئيس وزراء بلجيكا السابق أن التعاون بين مختلف الأديان والثقافات والإثنيات يعمل بشكل إيجابي على تقدم في المجتمعات؛ لذا يجب تعزيز الحوار بين الأديان.
وتبحث ندوة “الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل” على مدار ثلاثة أيام القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا