أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأحد أنها ترغب في الترشح لفترة رابعة في انتخابات العام المقبل وذلك في دلالة على الاستقرار بعد تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي وفوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
ورغم تراجع التأييد بسبب سياستها المرحبة بالمهاجرين قالت المستشارة الألمانية المحافظة (62 عاما) إنها سترشح نفسها من جديد في انتخابات سبتمبر المقبل لتنهي شهورا من التكهنات بشأن قرارها.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي عقب اجتماعها بكبار أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه “فكرت في هذا الأمر لوقت طويل للغاية. إن القرار (بالترشح) لفترة رابعة بعد 11 عاما في المنصب ليس سهلا بالمرة.”
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “إيميند” نشر في صحيفة “فيلت ام زونتاج” اليوم الأحد أن نحو 55 بالمئة من الألمان يريدون من ميركل الترشح لفترة رابعة مقابل 39 بالمئة يعارضون ذلك.
وقادت ميركل أكبر اقتصاد أوروبي عبر الأزمة المالية وأزمة ديون منطقة اليورو وحظيت باحترام عالمي ووصفها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس بالحليفة “البارزة”.
ومع فوز ترامب بمنصب الرئيس الأمريكي وزيادة شعبية الأحزاب اليمينية في أوروبا يرى بعض المعلقين ميركل حصنا للقيم الليبرالية الغربية.
لكن قرارها في العام الماضي فتح حدود ألمانيا أمام نحو 900 ألف مهاجر فر معظمهم من مناطق الحرب في الشرق الأوسط أثار غضب العديد من الناخبين المحليين وأضر بشعبيتها.
من أبرز مهام ميركل إذا أعيد انتخابها لفترة رابعة المساعدة في قيادة المحادثات الخاصة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتهدئة التوتر مع تركيا الشريك الأساسي في أزمة المهاجرين وأيضا بناء علاقة مع ترامب.
وعلى الصعيد المحلي فإن أكبر تحدي سيواجهها على الأرجح سيكون دمج اللاجئين في مجتمع منقسم بشكل متزايد وإبقاء أقوى اقتصاد أوروبي في مساره.
وأظهر استطلاع أجرته “إيمنيد” اليوم الأحد تراجع كتلة المحافظين التي تتزعمها ميركل بنقطة واحدة إلى 33 في المئة لكنها تظل متقدمة بتسع نقاط على أقرب المنافسين وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي شريكها في الائتلاف الحاكم.
ولم يقرر الحزب الديمقراطي الاشتراكي هل سيخوض رئيسه زيجمار جابريل نائب ميركل ووزير الاقتصاد الانتخابات ضد المستشارة الألمانية.
ولا تحدد ألمانيا عددا لفترات تولي المستشارية وبفترة رابعة قد تتساوى ميركل مع مرشدها هيلموت كول الذي شغل المنصب 16 عاما.
المصدر: رويترز