أكد التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن تأييده عقد محادثات سلام خلال الأسابيع المقبلة، مؤكّدا رغبته فى خفض وتيرة أعمال العنف، رغم تجدّد المعارك فى محيط مدينة الحديدة.
يأتي ذلك بينما حققت القوات اليمنية الشرعية تقدما ميدانيا واسعا فى معاركها التى تجددت منذ 3 أيام فى الحديدة لتحريرها من قبضة المتمردين الحوثيين الموالين لإيران.
وقال مصدر فى التحالف، اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس، إن «التحالف ملتزم بخفض وتيرة أعمال العنف فى اليمن، ويدعم بشدة العملية السياسية التى يقودها مبعوث الأمم المتحدة».
واندلعت معارك عنيفة فى محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، وقتل فى المواجهات التى تواصلت خلال الأيام الثلاثة الماضية، عشرات المتمردين والعناصر فى القوات الموالية للحكومة، بحسب مصادر طبية فى مستشفيات فى المنطقة، وسط غارات مكثّفة من طيران التحالف، وتزامنت المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين منذ يومين.
وجاء التأكيد الحكومى غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع فى غضون شهر، بعد مطالبة واشنطن بوقف إطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسى خلال 30 يوما.
وقالت مصادر عسكرية محلية وسكان، أمس الأول، إن القوات اليمنية التى يدعمها التحالف تقدمت لمسافة أقرب من مدينة الحديدة فى معركتها ضد المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والمتحصنين بالمدينة .
وتركز القتال حول المطار الذى فشل التحالف فى السيطرة عليه فى هجوم سابق، وعند المدخل الشرقى للمدينة، وقرب الجامعة التى تقع على بعد 4 كيلومترات جنوبى الميناء الذى يستقبل معظم واردات اليمن.
وقال مصدر عسكرى يمنى مدعوم من التحالف: «هذه هى المرة الأولى التى تصل فيها الاشتباكات إلى الجامعة».وقال سكان إنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار بالمنطقة.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة لملايين السكان .
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» حذرت من أن «اليمن جحيم حى»، مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب، ومنذ بدء عمليات التحالف، خلف نزاع اليمن أكثر من 10 آلاف قتيل و«أسوأ أزمة إنسانية» بحسب الأمم المتحدة، التى حذرت من أن 14 مليون شخص قد يصبحون «على شفا المجاعة» خلال الأشهر المقبلة فى اليمن فى حال استمرت الأوضاع على حالها فى هذا البلد.