من إديرسون إلى دوناروما.. كيف يكشف قرار جوارديولا أن كرة القدم تغيّر دور الحارس مجددًا؟
منذ وصول بيب جوارديولا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يعد دور حارس المرمى كما كان من قبل. التعاقد مع البرازيلي إديرسون في 2017 أحدث ثورة في كيفية بناء اللعب من الخلف، لكن رحيله المفاجئ هذا الصيف إلى فنربخشة وضم، جيانلويجي دوناروما، من باريس سان جيرمان يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في فلسفة مانشستر سيتي.
وبحسب تقرير لموقع “أوبتا” المتخصص في إحصائيات كرة القدم، فقبل قدوم جوارديولا إلى إنجلترا، كانت 74% من ركلات المرمى تُرسل إلى نصف ملعب المنافس، لكن بحلول الموسم الماضي انخفض الرقم إلى 40% فقط. إديرسون، بقدراته التمريرية الفريدة، جعل السيتي فريقًا يبدأ هجماته من الحارس بثقة، بل ويمتلك لاعبًا إضافيًا في عملية الاستحواذ. الأرقام تؤكد ذلك؛ فقد صنع سبع تمريرات حاسمة في الدوري الإنجليزي، أكثر من أي حارس آخر، بينها أربع في موسم 2024-25 فقط، ليتفوق على أسماء هجومية مثل فيل فودين ونوني مادويكي.
برحيل إديرسون، لجأ سيتي إلى الحارس الإيطالي العملاق دوناروما مقابل 26 مليون جنيه إسترليني. الإحصائيات تثبت أنه أحد أفضل حراس العالم في التصدي للتسديدات؛ فمنذ ظهوره مع ميلان عام 2015، منع 40 هدفًا أكثر مما كان متوقعًا أن يستقبلها، ليأتي خلف، يان أوبلاك وبريس سامبا فقط في الدوريات الخمسة الكبرى. لكن الجدل يظل قائمًا حول قدراته بالكرة. ففي دوري الأبطال الموسم الماضي، لم تتجاوز نسبة دقته في التمرير 73% مع زيادة ملحوظة في الكرات الطويلة. تصريحات لويس إنريكي – مدربه السابق في باريس – عقب استبعاده من السوبر الأوروبي أوحت بأن ضعف التوزيع كان السبب.
ورغم أن بعض الخبراء مثل، جو هارت، يؤكدون أن الحديث عن ضعف تمرير دوناروما مبالغ فيه، إلا أن الفارق مع إديرسون واضح. الأخير كان يرسل كرات طويلة دقيقة تخلق فرصًا مباشرة، بينما الإيطالي يعتمد أكثر على الأمان في التمرير. ومع ذلك، فإن الدوري الإنجليزي نفسه يتغير. جوارديولا أقر مؤخرًا أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعتمد على اللعب الموضعي فقط، بل على الانتقالات السريعة والهجمات المباشرة. الأرقام تدعم ذلك، فبداية موسم 2025-26 شهدت لأول مرة منذ عقد ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة ركلات المرمى التي تنتهي في نصف ملعب الخصم.
من غير المرجح أن يتحول مانشستر سيتي إلى فريق يعتمد كليًا على الكرات الطويلة، لكنه سيواجه ضغطًا أكبر من المنافسين الذين يدركون أن دوناروما ليس بمستوى إديرسون بالكرة. ومع وجود مهاجم مثل هالاند، قد يصبح خيار اللعب المباشر أكثر حضورًا. وبذلك فإن التعاقد مع دوناروما لن يحدث ثورة كتلك التي صنعها إديرسون، لكنه يعكس بوضوح اتجاه اللعبة نحو كرة أسرع وأكثر مباشرة.
المصدر : أ ش أ

