وجه المشاركون في افتتاح معرض (ثلاثون عاما..حفائر بالمدخل الشرقي لمصر 1987-2017)، اليوم /الخميس/، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الآثار، رسالة إجلال وتقدير لشهداء مصر الأبرار، وللذين بذلوا أرواحهم الاهرة، لحماية سيناء هذه البقعة الغالية من أرض مصر.
ودعا وزير الآثار الدكتور خالد العناني – خلال كلمته في افتتاح المعرض، يرافقه مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي – الحضور للوقوف دقيقة حدادا على أرواح أبناء القوات المسلحة بسيناء، وقال “لا يمكن أن ننسى شهداء مصر الأبطال من رجال القوات المسلحة”، موضحا أن الحفائر بدأت شرق وغرب سيناء عام 1983، تلاها مشروع إنقاذ آثار سيناء، ثم عمليات استرداد الآثار التي استولت عليها إسرائيل بطريقة غير شرعية عام 1993، ثم مشروع الحفائر وترميم الآثار بسيناء.
وأضاف الوزير أن المعرض يضم حوالي ألف صورة توضح أعمال الحفائر ونتائجها، وصور للاكتشافات الخاصة بالقلاع العسكرية، وتاريخ تطور العمارة العسكرية من خلال سلسلة من الحصون والقلاع المكتشفة، لافتا إلى أن افتتاح المعرض سيشهد سلسلة من المحاضرات التي يلقي من خلالها الباحثون العديد من الأوراق البحثية التي تدور حول دور الاكتشافات الأثرية المصرية الحديثة لبعثات الآثار العاملة في محور قناة السويس.
من جانبه، قال مدير مكتبة الإسكندرية إن المكتبة تعتز كثيرا بهذا المعرض، لما له من أهمية كبيرة في إلقاء الضوء على أعمال حفائر البعثات المصرية والأجنبية بالمدخل الشرقي لمصر، والتي كشفت عن تاريخ مصر العسكري على مر العصور.
وأكد أن المعرض يتناول نتائج الاكتشافات الأثرية المصرية في منطقة شديد الحساسية، وبقعة غالية على قلب مصر، والتي أصبحت مشهد للمواجهة الباسلة بين القوات المسلحة المصرية وفلول الإرهاب الإجرامي.
وأضاف أن السلعة الثقافية هي أغلى ما تملك مصر، ويأتي في مقدمتها الآثار العظيمة التي تشهد على التاريخ العريق لهذا الوطن، منوها إلى أن العالم كله يدرك القيمة العظيمة لحضارتنا وثقافتنا، لذا ينبغي علينا أن نقدر هذه القيمة وأن نواصل الاهتمام بالسلعة الثقافية والأثرية.
ووجه الفقي تحية لجميع العاملين في مجال الحفاظ على الآثار والتراث، مشددًا على أن مكتبة الإسكندرية تضع كل إمكاناتها في خدمة الثقافة والآثار في هذا الوطن العريق.
وشهد افتتاح المعرض – الذي يستمر خلال الفترة من 13 إلى 30 يوليو 2017، في قاعة المعارض الغربية بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية – عرض فيلم تسجيلي يوضح جهود مصر الدبلوماسية بعد انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 لاستعادة آثار سيناء التي تم نهبها نتيجة أعمال الحفائر غير الشرعية التي قامت بها إسرائيل، وبدأت أعمال الحفائر عام 1983، حيث تم الكشف عن مدن وتلال وقلاع مصر القديمة. وفي منطقة بلوزيوم تم الكشف عن أكبر المسارح الرومانية بمصر، ومتحف ومحطة مياه رئيسية وحمامات رومانية. وفي موقع تل المخزن تم الكشف عن مجمع للكنائس. وتم العثور على مباني لمنازل وأسوار قلعة بالطوب اللبن الاسطواني الشكل في تل الحير. أما في موقع تل حبوه، وهو الموقع الأهم، والذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات شرق قناة السويس، تم العثور على أضخم تحصينات عسكرية على رأس طريق حورس تجاه فلسطين.
وقام كل من الدكتور مصطفى الفقي والدكتور خالد العناني بتكريم عدد من الشخصيات البارزة التي كان لها دورًا رياديًا وتنويريًا في الحفاظ على التراث والآثار.
جدير بالذكر أن المعرض يتناول نتائج أعمال حفائر البعثات المصرية والأجنبية في 15 موقعًا أثريًا شرق وغرب قناة السويس؛ والاكتشافات الخاصة بالقلاع العسكرية وتاريخ العمارة العسكرية المكتشفة بمنطقة طريق حورس بين مصر وفلسطين منذ عصر الدولة الوسطى 2055 ق.م.، وإلى العصرين اليوناني والروماني، من خلال عدد من اللوحات التوضيحية مدعمة بالصور لتلك الاكتشافات الحديثة مثل قلاع عسكرية من عصر الدولة الحديثة وقصور ملكية من عهد الملك “تحتمس الثالث” والملك “رمسيس الثاني”، وذلك بمعرفة البعثة المصرية في شرق قناة السويس، بالإضافة إلى معبد من عصر الأسرة السادسة والعشرين ومنطقة مخازن ومنطقة صناعية في موقع تل دفنة غرب قناة السويس، وكذلك مبنى مهم من العصر الروماني بمنطقة بلوزيوم في الركن الشمالي الغربي من المدينة، بالإضافة إلى اكتشافات البعثة المصرية الفرنسية في تل الحير شرق قناة السويس، واكتشافات البعثة المصرية السويسرية في منطقة بلوزيوم وأعمال ترميم قلعة بلوزيوم.
ويقدم المعرض التصور المقترح لمشروع تتعاون فيه كل من وزارة الآثار ووزارة الدفاع لإقامة بانوراما لتاريخ مصر العسكري شرق قناة السويس.
/أ ش أ/