أفاد مصدر دبلوماسي أن المحادثات الدولية في فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ستستأنف الاثنين بعد أشهر من تعليقها.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية كبير مفاوضيها في فيينا، علي باقري، قوله: “لقد اتخذنا خيارنا، ويجب على الغرب أن يدفع ثمن عدم الالتزام بتعهداته في الاتفاق النووي”.
وقال باقري إن الهدف الأول لطهران من المفاوضات في فيينا هو إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران، وأضاف: “يجب أن يكون الإلغاء الكامل والقابل للتحقق للعقوبات ضد إيران، والهدف الثاني هو تسهيل انتفاع طهران بالعلوم النووية ضمن حقوق الشعب الإيراني”.
وبحسب الدبلوماسي الإيراني فإن الغرب لا يسعى للوصول لاتفاق بل يريد الحصول على امتيازات من إيران، مضيفا أن “أخطاء الماضي لا ينبغي أن تتكرر.. الشعب الإيراني لا يثق بالاتفاق النووي”.
وتابع رئيس الوفد أن “على الغرب أن يدفع ثمن أي خرق لالتزاماته النووية”، مضيفا: “لن تخضع إيران أبدا للتهديدات العسكرية والعقوبات والضغوط.. يؤيد الشعب الإيراني التعامل الواقعي مع الغرب”.
وأكد مساعد وزير الخارجية استعداد طهران لحوار “مبني على أساس الحصول على الضمانات والتحقق من العمل بالتعهدات، وذلك من أجل تأمين مصالح الشعب الإيراني”.
من جهته، أفاد ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف الأحد بعقد مشاورات غير رسمية بين بلاده والصين وإيران استعدادا للاستئناف الرسمي لمحادثات فيينا النووية.
وقال أوليانوف عبر حسابه على تويتر: “كان تبادل وجهات النظر مفيداً من أجل فهم أفضل لأحد تطورات الموقف التفاوضي لطهران”.
وصرح الدبلوماسي الأوروبي بأن المحادثات بين الشركاء المتبقين في الاتفاق، إيران والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، ستستأنف قرابة الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13,00 بتوقيت غرينتش).
وسترسل الولايات المتحدة وفدا برئاسة مبعوثها الخاص إلى إيران روب مالي ليشارك في المحادثات بشكل غير مباشر.
وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في فيينا ميخائيل أوليانوف قال هذا الأسبوع، إنه من المتوقع عقد “اجتماعات غير رسمية” بين المشاركين قبل المحادثات الرسمية التي ستنظم في فندق قصر كوبورغ بالعاصمة النمساوية.
وأشار أوليانوف إلى أن استئناف المحادثات يأتي بعد أكثر من خمسة أشهر على تعليقها، “وهي فترة توقف طويلة للغاية”.
وكتب أوليانوف على تويتر السبت: “المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. هناك حاجة واضحة لتسريع المسار”.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت السبت، أن كبير المفاوضين في الملف علي باقري وصل إلى فيينا، بعد أيام من جولة خليجية.
ووضع اتفاق 2015 المسمى رسميا خطة العمل الشاملة المشتركة، لمنع إيران من تطوير سلاح نووي من خلال فرض قيود صارمة على برنامجها مقابل رفع بعض العقوبات، لكنه انهار عام 2018 عندما سحب الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترمب بلاده أحاديا منه.
وبعد ذلك بعام، بدأت إيران بالتراجع عن التزاماتها الواردة في النص.
وأعرب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عن رغبته في أن تعود بلاده إلى الاتفاق، لكن لم يتحقق تقدم يذكر منذ وصوله إلى المنصب.
المصدر: وكالات