مع تواصل الاحتجاجات.. “الرئاسات” العراقية ترفض أي حل أمني للتعامل مع المظاهرات السلمية
أكدت الرئاسات الثلاث العراقية (الجمهورية والحكومة والبرلمان)، اليوم الأحد، الموقف الثابت بالامتناع ورفض أي حل أمني للتعامل مع المظاهرات السلمية.
وذكرت الرئاسة العراقية، في بيان أوردته الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، أن الرئيس برهم صالح اجتمع، اليوم في قصر السلام ببغداد، مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان؛ لبحث مختلف التطورات السياسية والأمنية في البلاد في ظل التظاهرات الكبيرة التي شهدتها بغداد ومحافظات أخرى.
وأكد المجتمعون أن هذه الاحتجاجات الشعبية السلمية هي حركة إصلاحية مشروعة لابد منها، وذلك استجابة للرأي العام الوطني ولمتطلبات الحياة السياسية والخدمية التي يستحقها العراقيون بعد عقود من الطغيان والحروب والعنف والفساد، مشددين على المحاسبة الشديدة لأية مجابهة تعتمد العنف المفرط، لافتين إلى توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بمنع استخدام الرصاص الحي وجميع أشكال العنف التي تعتمد القسوة والمبالغة فيها.
وتطرق الاجتماع إلى حالات الاختطاف التي تجري ضد ناشطين من قبل جماعات منفلتة وخارجة عن القانون، وكذلك جرائم الاعتداء على المتظاهرين، مؤكدا أنه لن يبقى معتقل واحد من المتظاهرين. وطالب المجتمعون بضرورة التقيد بالطبيعة السلمية الديمقراطية للتظاهرات بما يحفظ الأمن العام والممتلكات ويمنع حرف مسار التظاهرات عن طبيعتها السلمية.
كما أكد الاجتماع أن السلطتين التنفيذية والقضائية باشرتا العمل القانوني في الشروع بفتح الملفات التحقيقية الخاصة بالفساد وملاحقة المتهمين فيها لتحقيق العدالة واستعادة الحقوق المنهوبة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل القضاء بحق من تسبب في مقتل وإصابة عدد من المتظاهرين والقوات الأمنية ومن اعتدى على الممتلكات العامة.
يأتي هذا فيما، تواصل الاحتجاجات التي تعم البلاد، فيما أفدت تقارير إخبارية نشرت اليوم باندلاع اشتباكات عنيفة في ساحة الخلاني بالعاصمة العراقية بغداد بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف المحتجين.
واقتحم مئات المتظاهرين حواجز الأمن في الساحة، في حين أطلق الأمن قنابل غاز وأخرى صوتية ضدهم.
بدوره، أكد مصدر أمني، الأحد، لموقع محلي، حدوث نحو 17 حالة اختناق على الأقل في ساحة الخلاني جراء القنابل، مشيراً إلى معالجة بعض تلك الحالات بنفس اللحظة، فيما نقلت حالات أخرى إلى المستشفى لخطورتها.
كما أشارت التقارير إلى اندلاع مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن شمال ساحة التحرير ببغداد.
وفي وقت سابق، أشار إلى وجود أمني كثيف في محيط الساحات وبالقرب من الجسور الرئيسية في بغداد.
وإلى جنوب العراق، أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين كانوا يحاولون إغلاق دائرة حكومية جديدة في مدينة الناصرية.
إلى ذلك أغلق مجهولون دوائر حكومية في مدينة النجف، وفق وسائل إعلام محلية.
وتجددت في مدينة الديوانية احتجاجات طلابية في ظل انتشار قوات الشرطة قرب المدارس والكليات لمنع الطلبة من الانضمام للتظاهرات.
كما بقيت المدارس والكليات وأغلب المؤسسات الحكومية مغلقة في مدينتي الحلة والكوت كلتاهما إلى الجنوب من بغداد.
المصدر: وكالات