شهدت العاصمة الفلبينية مانيلا وعدد من المدن الأخرى موجة احتجاجات واسعة شارك فيها الآلاف، تحت مسمى “مسيرة التريليون بيسو”، وذلك للتنديد بانتشار الفساد في مؤسسات الدولة والمطالبة بمحاسبة المسؤولين بعد ما تردد من معلومات حول حصولهم على رشى كبيرة من مشاريع للسيطرة على الفيضانات في البلاد التي تعاني من الفقر وتواجه خطورة العواصف.
وبدأت التجمعات أمام كامب أجوينادو قبل أن ينتقل المحتجون إلى حديقة ريزال في قلب مانيلا، وكذلك إلى النصب التذكاري لقوة الشعب في منطقة EDSA، في مشهد أعاد للأذهان التحركات الشعبية التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية.
الاحتجاجات جاءت بدعوة من منظمات المجتمع المدني والكنائس والطلاب، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب بتقديم المشتبه في تورطهم بقضايا فساد إلى العدالة، واسترداد الأموال المنهوبة، بالإضافة إلى إلغاء قوانين السرية المصرفية التي تحول دون الكشف عن ثروات كبار المسؤولين.
ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة فقط، بل امتدت إلى مدن رئيسية أخرى مثل سيبو ونيجروس وكاجاينجان دي أورو وباجيو وبوهول، في حين نظّم الفلبينيون المقيمون بالخارج فعاليات مماثلة للتضامن مع مطالب الداخل.
من جانبه، علّق الرئيس الفلبيني على الاحتجاجات مؤكدًا دعمه لغضب الشعب ضد الفساد، داعيًا في الوقت نفسه إلى التزام السلمية في التعبير عن المطالب، وعدم الانجرار إلى أي أعمال عنف.
وتأتي هذه التطورات وسط ترقب داخلي وخارجي لمسار الاحتجاجات، خاصة أن الملف الذي أشعل الشارع يرتبط بمشاريع البنية التحتية ومكافحة الفيضانات، وهي ملفات حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وقد أصدرت سفارتا الولايات المتحدة وأستراليا تحذيرات سفر؛ حيث طالبتا مواطنيهما بالبقاء بعيداً عن مواقع الاحتجاجات كإجراء احترازي.
ويقول منظمو الاحتجاجات إن المظاهرات ستركز على إدانة المسؤولين الفاسدين في الأشغال العامة والنواب وملاك شركات البناء، بالإضافة إلى النظام الذي يسمح بالفساد واسع النطاق، ولكنهم لن يطالبوا باستقالة الرئيس فيرديناند ماركوس جونيور.
المصدر : وكالات

