أطلقت قوات الأمن السودانية، الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بمحيط شارع القصر في الخرطوم، مع اندلاع احتجاجات جديدة تطالب بإعادة المدنيين إلى السلطة واستكمال الانتقال الديمقراطي الذي بدأ عام 2019.
وخرج آلاف السودانيين في مسيرات جديدة في العاصمة الخرطوم وعدد كبير من مدن البلاد الأخرى رفضا للحكم العسكري، وسط انتشار أمني كثيف في الشوارع الرئيسية والمناطق المحيطة بالقصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وأعلنت لجنة أطباء السودان مقتل سبعة متظاهرين وإصابة عشرات آخرين المظاهرات التي دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين، في وقت طالبت فيه قوى الحرية والتغيير بإنشاء آلية دولية بهدف تقوية المبادرة الأممية لحل الأزمة في السودان.
من جانبه، أدان مجلس الأمن والدفاع السوداني ما سماه بالخروج عن الشرعية في المظاهرات واتباع منهج العنف، مؤكدا على مواجهة ذلك وفقا لقانون الطوارئ والقانون الجنائي، كما قرر المجلس تأسيس قوة خاصة لمكافحة الإرهاب لمجابهة التهديدات المحتملة.
وجاءت احتجاجات الاثنين في ظل توتر أمني كبير بعد مقتل قائد قطاع الخرطوم في قوات الاحتياطي المركزي العميد علي بريمة.
وفي الساعات التي سبقت انطلاق المسيرات، نفذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة شملت عدد من أحياء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، طالت العشرات من الشباب والناشطين في اللجان التي تقود الحراك الحالي في الشارع السوداني.
وتحدثت تقارير إعلامية عن اقتحام عدد من المستشفيات واعتقال عدد من المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج بداخلها.
ونظم الأطباء والعاملون في القطاع الصحي عددا من الوقفات الاحتجاجية خلال اليومين الماضيين مطالبين بوقف الانتهاكات المتكررة على المستشفيات والاعتداءات التي تتعرض لها الكوادر الطبية.
ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر يعيش السودان أوضاعا أمنية وسياسية معقدة إثر إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء، وما أعقب ذلك من اتفاق سياسي في الحادي والعشرين من نوفمبر مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي تقدم باستقالته في الثاني من يناير تاركا فراغا سياسيا كبيرا في ظل الفشل في تشكيل حكومة تنفيذية لإدارة البلاد حتى الآن.
وقدمت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي مبادرة للحوار بين مختلف الأطراف، لكن عددا من الجهات الفاعلة رفضت الانخراط فيها وعلى رأسها تجمع المهنيين الذي قاد الحراك الشعبي الذي أسقط نظام عمر البشير في الحادي عشر من أبريل 2019.
المصدر: وكالات