تنعكس آثار التغيرات المناخية على كل بقعة من بقاع الارض :لكن انعكاساتها على القطب الشمالي الأشد والاكثر أهمية ،فذوبان الجليد هناك تترتب علية أمور كثيرة ،أبرزها ارتفاع مستوى البحار في العالم ،وتترتب علية ايضاً إعادة رسم خريطة الملاحة العالمية:حيث يؤدي تقلص الجليد إلىفتح سبل جديدة لإيجار السفن في المياة الشمالية ،لكن القدر رتب عاملاً آخر يتوازى ويتفاعل مع آثار التغييرات المناخية على المنطقة،هو توالي اكتشاف مكامن هائلة للبترول والغاز الطبيعي فيها جعلها مقصداً متزايد الاهمية لعمليات الاستكشاف الجيولوجي والتنقيب عن هذة الثروة المهولة في عالم نهم إلى الطاقة ،ولذلك آثاره المؤكدة على اوضاع العالم البيئية والاقتصادية والاستراتيجية .
لدى البحرية الامريكية برنامج علمي اسمه المختصر “ميز” لوضع تصورات في هذا الشأن ،ووفقاً للبرنامج فإن ال35 عام الماضية شهدت تقلص الكتلة الجليدية “للمحيط المتجمد الشمالي” بنسبة 11% ،واعتباراً من مارس الماضي :اخذ البرنامج في نشر اجهزة متطورة لرصد احوال المنطقة المناخية ،بما في هذا قياس التغير في طبقتها الجليدية ،وترتبط تلك الاجهزة باقمار صناعية ،وفي يوليو الماضى :بدأت سفينة الابحاث “اوكييك:التابعة للبرنامج والمجهزة تجهيزا أخاصاً تجوب المنطقة لجمع معلومات علمية لا مثيل لها من قبل.
السفينة”اوكبيك” مزودة باربعة من اجهزة الروبوت التي صممت خصيصاً لدراسة موقف الجليد ،وأطلق على هذا الروبوت اسم “سيجلايدر” وهو يشبة في شكلة الطوربيد ،وهو يغوص لجمع بيانات مهمة من تحت الماء.
في اكتوبر القادم ، ستكون لدى برنامج”ميز” شبكة متكاملة معتمدة على تكنولوجيا بالغة التطور ،تضع تحت أنظار العلماء بيانات مستمرة لكافة احوال المنطقة القطبية الشمالية ،وموقف الجليد فيها.
إن قيام البحرية الامريكية بهذا البرنامج الكبير له دلالته الواضحة :فالتغييرات الحادثة في تلك المنطقة القطبية من العالم ،والتي كانت مهملة إلى حد بعيد ،لها أثرها الاستراتيجي الأكيد .
التغييرات المناخية – في النهاية- تجعل من مستقبل القطب الشمالي مستقبلاً للعالم كلة:بما يمثلة من أهمية كبرى بيئياً واقتصادياً واستراتيجياً.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل للاخبار