أصدر الشاعر عبدالرحمن مقلد، الفائز بالجائزة الأولى فى مسابقة الشعر العربى التى نظمها المركز الثقافى المصرى فى باريس، ديوانه الثانى “مساكين يعملون فى البحر”، ضمن مطبوعات سلسلة “إبداعات”، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
سبق وقدم مقلد ديوان بعنوان “نشيد للحفاظ على البطء”، وهو الديوان الفائز بالمسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة، والصادر عنها فى 2011، والذى أعيد إصداره إلكترونيًا فى 2014.
وفى ديوانه الجديد مجموعة من القصائد المتنوعة بين الطول والقصر، منها “يعملون فى البحر، مثل فلاسفة قدماء، أنا مثلكم أتألم، الدم، عدوان، ثلاث وعشرون قاطرة، موعظة الرحلة، نوار يضئ ويختفى، أثر العابر”.
ومن أجواء الديوان: “فى الحَقيقةِ/ لم نَكْترِثْ للمُلوكِ/ ولا للعَبيدِ/ ونَعملُ فى البَحرِ/ مُنذُ قَديمٍ../ ولا نتَمنَى نَهارًا يُضىءُ/ ولا مَنزِلًا نَستَقرُ بِه/ فالسَكِينةُ تَحمِلُنا/ كلَّ لَيلٍ طَويلٍ إلى كَهفِنا/ فى البَياضِ/ ولا نَتمرَّسُ فى الصَيدِ/ أو نَتبارَزُ من أجْل سَردينةٍ/ أو مَحَارٍ/ لنا الجُوعُ مُتسَعٌ/ والشَرابُ سيكفى الجَميعَ”.
فى تصديره للديوان، اقتبس مقلد الآية 79 من سورة الكهف، كما اقتبس من أبو يزيد البساطى قوله: “قالوا إن سبعة آلاف من السنين قد مضت ولكن النرجس لا يزال عضًا طريًا لم يصل إليه كف أى أمل بعد”، وفى تصديره أيضًا كتب من يانيس ريتوس، بترجمة الشاعر رفعت سلام: “صيادون عجائز/ لم يعد لديهم قوارب ولم يعد لديهم شباك/ يجلسون على الصخرة ويدخنون غلايينهم/ يتأملون أحزان الترحال والظل”.
كما ذكرنا بكلمات جورج ديهامل، فى “اعتراف منتصف الليل”، بترجمة شكرى عياد: “وأنا كما ترى أقرب إلى الطول والنحول وقد قوست ظهرى مهنة الكاتب واحتقار الرياضة البدنية وأقف بشىء من الميل كما تقول أمى، وحين أقرأ وأنا جالس القرفصاء على كرسى الذى لا مسند له أحس أن كل نَقْصٍ فى مظهرى العادى يزداد شناعة: فأنا أتداعى وأنكمش، وكأن حياتى تهرب وتغادرنى لتذهب مع حياة أولئك الرجال والنساء الذين أشاطرهم بفكرى وقائعهم الغريبة”.
فى قصيدته “نُوُّارٌ يُضىءُ ويَختفِى” التى تتوسط قصائد الديوان، ويرثى بها والده، يقول: “لو كنتُ فى حَالٍ يَروقُ لى المَجازُ بها/ لشَبهتُ انقباضِىَ/ بانقطاعِ الكَهْرُباءِ فُجاءةً عن بيتِنا الرِيفى/ ذلك كانَ يَستدعِى خَيالَ الطِفلِ فىَّ../ وقلتُ: إنى ذلك “المَنسِىُّ”/ حيثُ ولدتُ فى أَبريل/ فى بدْءِ الرَبيعِ/ ومَوسِمِ البَرسِيم/ وقلتُ: إنى لم يقيدْنى أبى/ فى دَفترِ الأحِوالِ إلا بعدَ مِيلادى بخمْسِ سنينَ/ لا تَثقوا إذًا فى حَدْسِكم/ أو فى سِجلاتِ الحُكومةِ”.
المصدر : وكالات