شهد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع عدد من المواثيق التي تدعم مجالات العمل المشترك بين البلدين في العديد من المجالات.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المصرية اليمنية المشتركة، التي عقدت في القاهرة بين يومي 9 و 12 يوليو 2015.
وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، بأنه تم توقيع بروتوكول للتعاون في المجال الأمني، بين وزارتي الداخلية في البلدين، لتنسيق الجهود فيما يخص مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه للحفاظ على أمن الأوطان والمواطنين.
كما قامت الدكتورة نجلاء الأهواني، وزيرة التعاون الدولي، ممثلة عن الجانب المصري، والدكتور محمد عبد الواحد الميتمي، وزير التخطيط والتعاون الدولي، ممثلاً عن الجانب اليمني، بتوقيع عدد من المواثيق التي تتضمن مشروعات البرامج التنفيذية للتعاون بين مصر واليمن للأعوام 2015/2017، في المجال التربوي، ومجالات الإعلام، والتعليم العالي، والشباب والطلائع.
ومن ناحية أخرى فقد تم التأكيد من الجانبين على استمرار تنفيذ البروتوكول الصحي والدوائي الموقع بين البلدين للأعوام 2005 – 2007، وتفعيل البنود الواردة به، طبقاً للقواعد المتبعة بوزارة الصحة المصرية، مع أهمية التنسيق التام بين الوزارة والسفارة اليمنية بالقاهرة في هذا الشأن.
كان قد عُقد، الأحد، بمقر مجلس الوزراء اجتماع الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين مصر واليمن ، وترأس الجانب المصري المهندس إبراهيم محلب ، رئيس مجلس الوزراء، وترأس الجانب اليمني المهندس خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء اليمني، وحضر المباحثات عن الجانب المصري وزراء التخطيط، والصحة، والعدالة الانتقالية، والتعاون الدولي، والداخلية، وعن الجانب اليمني وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والداخلية، وحقوق الإنسان.
وقال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن المهندس إبراهيم محلب ألقى في بداية الجلسة كلمة رحب فيها بنائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء اليمني والوفد المرافق، وأعرب عن تطلع مصر إلى تحقق الاستقرار والسلام والأمن في اليمن، وأن تنتهي الأزمة اليمنية في أقرب وقت، وأن تشهد المنطقة العربية نهاية التوتر الذي تعيشه حالياً لكي تنعم شعوبها بالحياة الحرة الكريمة التي تستحقها.
ونقل رئيس الوزراء، من خلال الوفد اليمني إلى الجمهورية اليمنية، رئيساً وحكومةً وشعباًن تحيات مصر رئيساً وحكومةً وشعبًا، مؤكدًا وقوف مصر إلى جانبهم بكل ما لديها من إمكانيات وطاقات حتى تنتهي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، مثنيًا على العلاقات السياسية بين البلدين التي طالما كانت متميزة بكونها علاقات تاريخية وطيدة قائمة على أساس المصلحة العربية المشتركة، حيث دشنت معاهدة الصداقة والمودة الموقعة بين مصر واليمن عام 1945 بدء التعاون المشترك، كما تعاقب انعقاد اللجان المشتركة العليا بين البلدين بصورة منتظمة لمدة سبع دورات كان آخرها في عام 2008.
وأشار المهندس إبراهيم محلب إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حتى عام 2014 نحو 906 ملايين دولار، حيث قُدرت الصادرات المصرية بنحو 888 مليون دولار وبلغت الواردات نحو 18 مليون دولار، موضحا أن المساهمات اليمن ية في 284 مشروعا استثماريا مقاما في مصر حتى عام 2014 بلغت حوالي 250 مليون دولار، في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات والإنشاءات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما يؤكد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون بين الدولتين لترقى إلى مستوى الروابط العميقة بينهما.
وأكد رئيس الوزراء أن انعقاد الدورة للجنة العليا المشتركة سوف يشهد التوقيع على عدد من الوثائق في مجالات هامة تمس مصالح أبناء الشعبين في مجالات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام، والشباب والطلائع، والصحة والدواء، بما يدعم العلاقات بين البلدين الشقيقين.
من جانبه، ألقى نائب رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء اليمني، كلمة، أكد خلالها عمق وتفرد العلاقات المصرية اليمنية، حيث أشار إلى أن هناك نحو ثمانين ألف يمني يقومون بزيارة مصر سنويًا لتلقي العلاج في المنشآت الطبية، بالاضافة إلى الآلاف الذين يتواجدون بمصر لغرض الدراسة والسياحة والتجارة، وأشاد بالدور العروبي لمصر في اليمن وإسهاماتها الإيجابية عبر المراحل التاريخية، حيث وقفت إلى جانب الشعب اليمني في حماية النظام الجمهوري والتحرر من الاستعمار البريطاني، فضلاً عن وقوفها في الوقت الراهن إلى جانب الشرعية الدستورية.
وأثنى نائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء اليمني، على انعقاد اللجنة المشتركة في هذا التوقيت، بما يدعم ويطور العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، مؤكدًا تطلع بلاده إلى أن يكون لمصر العروبة دور ريادي ومحوري في دعم العملية السياسية باليمن، وذلك نظرًا لما تتمتع به من مكانة رفيعة ومتميزة لدى جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم واتجاهاتهم، مشددًا على أن مصر كانت وستظل الركيزة الأساسية والبوابة الرئيسية للسلام والاستقرار والأمن عربيا وإقليميا ودوليا، وأكد في ذات الوقت أهمية الحوار الاستراتيجي بين البلدين، لما له من انعكاسات إيجابية على ثبات وتطور العلاقات السياسية بين الدولتين وضمان تواصل التفاعل وتنسيق المواقف والسياسات بينهما حول تطورات الأوضاع إقليميا وعربيا ودوليا، وأيضًا الأوضاع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وتعزيز التعاون المستمر في مجال مكافحة الإرهاب.
المصدر: وكالات
