يظل المؤتمر العام لأدباء مصر هو التجمع الأكبر للأدباء على مستوى الوطن العربي، وظل المؤتمر يحمل هموم الشارع من خلال متنه الثقافي خلال دوراته الثلاثين الماضية منذ عام 1984م.
وفي دورته الجديدة الـ31 المنعقدة حاليا في محافظة المنيا يسعى المؤتمر إلى إزالة الفوارق والحواجز بين الهامش والمتن وبين من هم خارج الضوء ومن هم في دائرة الاهتمام، ويستحضر رموزا أدبية وثقافية وطنية كانت في الهامش قبل أن يتصدروا المشهد ويرتقوا إلى جانب العظماء.
وترى الأديبة منى الشيمي المكرمة عن الأديبات أن الدورة الجديدة لمؤتمر أدباء مصر لحظة ربما تكون فارقة في تاريخ هذا الوطن لأنها تؤكد دوما بأن الثقافة هي الملاذ، أما عن التكريم فقالت الشيمي أنها كُرمت عن منجزها الأدبي من دول مختلفة، ويعد هذا التكريم هو الأول لها من مصر، وكأن المؤتمر ينتصر لنا في عنوانه وتكريماته.
وأشار عضو الأمانة الشاعر عبد الحافظ بخيت، أن المؤتمر يناقش قضية هامة وهي قضية الهامش والمتن وعلاقتهما بالواقع وكلاهما يفضي إلى الآخر، فالنظريات الثقافية التي أثرت الثقافة المصرية كانت مشروع الهامش، لافتا أن طه حسين والعقاد لم يكونا متناً على سبيل المثال.
بينما ترى الباحثة وسام جار النبي أن اختيار شخصية المؤتمر للأديب يحي الطاهر عبد الله جاء موفقا، لأنه تناول الصعيد الذي عانى من التهميش لعقود عديدة، وأضافت أن عرض فيلم مأخوذ عن رواية بأهمية رواية الطوق والإسورة على هامش الفعاليات أثرى المؤتمر كثيراً واتسق مع عنوانه، وهو ما اتفقت معه الشاعرة شادية الملاح التي أضافت أن وجود الفعاليات والندوات الخارجية وامتداد الأنشطة بطول المحافظة بما فيها بعض المناطق المهمشة أعطى ثقلاً للمؤتمر هذا العام.
وأعرب رئيس نادي الأدب المركزي بالمنيا محمد عبد القوي حسن، عن سعادته بتمسك الإدارة السياسية بدرع الثقافة والفنون في مواجهة الظلاميين، مشيراً لأهمية موضوع المؤتمر الذي يثير قضايا ملحة تحتاج إلى البحث الجاد، وهو ما اتفق معه الشاعر عطية معبد ولكنه أخذ على المؤتمر إقامة المشاركين في أماكن متفرقة مما يقلل من التواصل بينهم وتبادل الخبرات.
وأكد الشاعر مجدي عطية أنها دورة ناجحة على صعيد الموضوعات التي تناقشها وتطرقت لفروع عدة، وأشار إلى أن إقامة المؤتمر في فصل الشتاء تؤثر سلبا على فعالياته وعلى حضور الجمهور لفعاليات الأنشطة المصاحبة للمؤتمر.
ويرى الأديب سيد الخميسي أن المؤتمر سكت عن الهامش الديني في هذه الدورة ولم يتناوله بالقوة اللازمة وهو ما يجعله سكت عن المسكوت عنه.
بينما يرى الشاعر سعيد شحاتة، أن الكلمات جاءت مؤثرة، فقد عبر الشاعر سعيد عبد المقصود عن أزمات الشارع المصري التي تنحيه بعيدا عن الثقافة، وكلمة الدكتور سيد خطاب التي رصدت بدقة واقعنا الثقافي الذي نعيشه، وأكد أن الوجوه الجديدة التي تحضر المؤتمر تؤكد اتساق المؤتمر مع عنوانه وتخليه عمن اعتبروه في أوقات كثيرة متناً ثابتا في المؤتمر، وهو ما أكده الشاعر حازم المرسي مشيراً إلى النقلة التي يشهدها المؤتمر من حيث التنظيم والفعاليات المصاحبة ولمسه من جهد كبير للإدارة العامة للثقافة العامة في الإعداد.
المصدر : وكالات
