لأشعة ليزر أنواع متعددة :كل منها يختلف عن الآخر باعتبارات جوهرية ،أهمها الأساس الفيزيائي الذي تنتج به الاشعة ،والمادة التي تنتجها :وبهذة الاعتبارات يختلف كل نوع من الليزر عن الآخر في خواصه وطبيعته ،وبالتالي في تطبيقاته واستخداماته ،وفي صناعة الليزر يدخل العامل الاقتصادي كعامل حاسم ،إذ لابد أن يكون مصدر الليزر ملائماً اقتصادياً وتجارياً ، ونذكر هنا أن هناك أنواعاً ومصادر لهذه الاشعة يقتصر وجودها على مراكز البحوث الكبرى وحدها :لانها مكلفة للغاية ،وقد وجد علماء الفيزياء منذ سنوات طويلة أن هناك ظاهرة فيزيائية بصرية يعرفونها جيداً يمكن استغلالها في توليد ليزر ذي خواص متميزة تتيح تطبيقات كثيرة ،إنها الظاهرة المعروفة “بظاهرة رامان” نسبة إلى مكتشفها ،والاشعة المولدة باستغلالها تسمى “ليزر رامان”.
المشكلة الكبرى في “ليزر مان”أن توليده لا يتم الا بالاعتماد على مادة غالية جداً :هي الماس ، لذلك فهو يسمى أيضاً “ليزر رامان”، وقد نجح العلماء في توليدها : لكن استعمالها ظل في أضيق نطاق لارتفاع تكلفتها.
اعتمد “ليزر رامان” على الماس الطبيعي باهظ الثمن ،والآن يؤكد باحثون في “جامعة ماكيوراي” الاسترالية أنه أصبح من الممكن عملياً توليد هذا النوع من الليزر بواسطة الماسالاصطناعي :بحيث يكون مقبولاً اقتصادياً تماماً ،بما يفتح أمامه الباب واسعاً لاستخدامه في مزيد من الادوات الجديدة في شتى التطبيقات والمجالات.
لقد أمكن “ليزر رامان” بالماس الاصطناعي بألوان ضوئية تشمل ألوان الطيف كلها: بل وتتعداها إلى الحيز غير المرئي أيضاً ، إذا أمكن انتاجها في حيز الاشعة فوق البنفسيجية العميقة وحيز “الاشعة تحت الحمراء الوسطى” ،ويعني هذا تنوعاً كبيراً في الاغراض التطبيقية التي تستغل فيها.
مزيد من استعمال الليزر في الطب والاتصالات والصناعة والبصريات والكومبيوتر وغيرها يتوقع تحقيقه الآن ،بعد أن أصبح “ليزر رامان” مقبولاً اقتصادياً.
مجدي غنيم :المحرر العلمي لقناة النيل للاخبار