قالت صحيفة لوموند الفرنسية، في افتتاحيتها، إنّ الحكومة الإسرائيلية أكدت أن التوصل إلى وقف للقتال في غزة وتحرير الأسرى المحتجزين ليس من أولوياتها، من خلال محاولتها في 9 سبتمبر، اغتيال القيادة السياسية في المنفى لحركة حماس في الدوحة، من دون نجاح واضح، بينما كانت هذه الأخيرة تدرس مقترحًا لوقف إطلاق النار قدّمته الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية القول إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو العام الماضي، كان قد أشار بالفعل إلى أن أي قائد حمساوي ليس في مأمن بفعل التفوق الساحق للجيش الإسرائيلي وأجهزة استخباراته.
غير أنّ الرد في قطر، حتى وإن حاولت الحكومة الائتلافية تبريره كردّ على “هجوم إرهابي” وقع في القدس عشية العملية، يضع حدًا للدبلوماسية ولأمد طويل.
واعتبرت صحيفة لوموند أن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية منغلقة في تطرّفها حتى النهاية، والذي يجرّ عليها عزلة دولية متزايدة لا تُبالي بها، تبدو عاجزة عن قبول أي تسوية، مهما كان الثمن الذي يدفعه الإسرائيليون الرهائن والأسرى في غزة.
وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إن بنيامين نتنياهو نجح مرة أخرى في التلاعب بإدارة دونالد ترامب، من دون أن تُحمّله هذه الأخيرة أي تبعات. فردّ البيت الأبيض، الذي رأى أن هذا القصف الإسرائيلي الجديد لبلد يُفترض أنه حليف لواشنطن، وقد زاره الرئيس الأمريكي في فصل الربيع، بأنه “لا يخدم أهداف إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية”. لم يكن ذلك بأي حال توبيخًا قاسيًا، تقول صحيفة لوموند.
أما حملة القصف على إيران في يونيو الماضي، في وقت كان من المفترض أن تُعقد فيه مفاوضات بين الإيرانيين والأمريكيين حول البرنامج النووي لطهران، فقد أظهرت بالفعل أنه في الشرق الأوسط يقرّر بنيامين نتنياهو ويتبعه دونالد ترامب، تضيف الصحيفة الفرنسية.
وتعتبر الصحيفة أن هذا القبول الأمريكي مقلق أكثر، لأن القوة المستعملة بلا حدود وفي ازدراء للقانون الدولي، أصبحت اللغة الوحيدة التي يمارسها الكيان العبري، الذي يقصف إلى جانب اليمن، لبنان بشكل شبه يومي، رغم شروط وقف إطلاق النار الذي وافق عليه بنفسه، وكذلك سوريا التي تواجه انتقالًا حساسًا.
وليس القبول الأمريكي وحده هو المطروح. فمَن من بين الدول التي دانت بالإجماع السلوك الخارج عن القانون الذي اعتمدته إسرائيل، سيتجرأ على استخلاص النتائج على الصعيدين السياسي والدبلوماسي؟ تتساءل صحيفة لوموند، قائلةً إن الجميع يعرف ما يعنيه ذلك بالنسبة لقطاع غزة.
فإبادته وتدميره لن يتوقفا عن بلوغ مستوى جديد إذا مضت إسرائيل في هجومها على مدينة غزة نفسها، ومن دون أن يقدّم ذلك أي جواب على السؤال المُلِح حول “اليوم التالي”.
المصدر: وكالات
