تستعد الحكومة الأفغانية لتوقيع مسودة اتفاق سلام اليوم الخميس 22 سبتمبر مع زعيم الحرب قلب الدين حكمتيار يتيح عودة أحد أبرز زعماء الحرب إلى كابول وإلى الساحة السياسية في البلاد.
وحكمتيار الذي يرئس شبكة المتمردين “الحزب الإسلامي” ثاني أكبر تنظيم في البلاد لكن لا يقوم بأي تحرك تقريبا، يعيش مختبئا منذ سنوات. وهو أحد الزعماء الأفغان الذين تسعى الحكومة إلى إعادتهم إلى الساحة السياسية.
ويشكل هذا الاتفاق انتصاراً رمزياً للرئيس الأفغاني أشرف غني الذي بقيت جهوده لاستئناف محادثات السلام مع حركة طالبان حتى الآن حبراً على ورق.
وقال المجلس الأعلى للسلم، الهيئة الحكومية المكلفة المفاوضات من أجل المصالحة الوطنية، الخميس في بيان “بعد سنتين من المفاوضات، أفضت محادثات السلام بين المجلس الأعلى للسلم والحزب الإسلامي إلى نتيجة سارة، وتم وضع اللمسات الآخيرة على الاتفاق بين الطرفين”.
وأضاف المجلس الأعلى أن “هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد أن يوقعه الرئيس اشرف غني وأمير الحزب الإسلامي في أفغانستان قلب الدين حكمتيار”.
وكانت المفاوضات مع الحزب الإسلامي الجارية منذ أشهر، تعثرت بسبب خلافات داخل الحكومة حول النص النهائي.
وحكمتيار الستيني من قدامى المجاهدين ضد السوفيات في الثمانينيات، متهم بقتل الآف الأشخاص في كابول خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي حين كان رئيسا للوزراء.
ومسودة الاتفاق التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس تضمن له حصانة قضائية عن “كل الأعمال السياسية والعسكرية السابقة”. كما تتضمن أيضا الافراج عن سجناء الحزب الإسلامي مقابل عدوله عن أي نشاط عسكري وعن “كل علاقة أو دعم لمنظمات إرهابية”.
ومشروع الاتفاق الذي لا يرتقب أن يترك عواقب فورية على الوضع الأمني في إفغانستان، يثير استياء منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
ورأت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن “عودة قلب الدين حكمتيار بعد عقود من المنفى ستعزز ثقافة الأفلات من العقاب التي اعتمدتها الحكومة الأفغانية والجهات المانحة الدولية عبر عدم محاسبة المسئولين عن سقوط مثل هذا العدد الكبير من الضحايا من قبل القوات التي كانت بقيادة حكمتيار وزعماء حرب آخرين أدوا إلى خراب البلاد في التسعينيات”.
المصدر:أ ف ب