تعيد دول ومدن عدة حول العالم فرض تدابير الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا، مع ارتفاع عدد الإصابات مجدداً، ما ينذر بموجة ثانية حادة وسريعة، خصوصاً في أوروبا، حيث تتخوف “منظمة الصحة العالمية” من “طفرة” إصابات.
ولا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً بالوباء مع 234.876 وفاة، فيما سجلت أكثر من 120 ألف إصابة جديدة الخميس خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية جديدة، بحسب بيانات نشرتها جامعة “جونز هوبكنز”.
وفي إيطاليا، يبدأ اليوم تطبيق حظر تجول اعتباراً من الساعة 22:00 حتى 05:00 ويستمر حتى 3 ديسمبر. وفُرض على المدارس التعليم عن بُعد، وعلى المتاحف والمراكز التجارية الإغلاق خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وستُقسَّم المناطق الإيطالية العشرين إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء تبعاً لخطورة الوضع الوبائي فيها، وستُفرض في كل منطقة قيود متفاوتة.
وصُنفت لومبارديا وبييمونته وفاليه داوستا وكالابريا بين “المناطق الحمراء”، ما يعني أنها “عالية الخطورة”، وأعيد فرض تدابير تطال 16 مليون إيطالي وإن كانت أقل صرامة مقارنة بالربيع الماضي.
وفي اليونان، وخشية تخطي الإصابات قدرة المستشفيات على الاستيعاب، أعلنت السلطات إعادة فرض حجر يبدأ السبت ويستمر 3 أسابيع، وبموجبه لن يتمكن اليونانيون من مغادرة منازلهم إلا بعد الحصول على تصريح عبر رسائل نصية هاتفية.
وأودى الفيروس بحياة 673 شخصاً في اليونان من بين قرابة 47 ألف إصابة، لكن أعداد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات ويرقدون في وحدات العناية المركزة هو ما يقلق السلطات.
وفي فرنسا، التي أعادت فرض إجراءات عزل منذ 30 أكتوبر، قال المدير العام للصحة جيروم سالومونف إن الموجة الثانية “حادة وتنتشر بسرعة” مع تسجيل 58 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت رئيسة بلدية باريس آن إيدالجو، الخميس، إغلاق بعض متاجر بيع المشروبات ومحلات البقالة ومطاعم الوجبات الجاهزة اعتباراً من الساعة 22:00 (21:00 ت. غ) في المدينة وضواحيها، بعدما أصبح الوضع “مقلقاً جداً”.
وقررت الصين منع دخول المسافرين الأجانب الآتين من فرنسا وقرابة 10 دول أخرى، من الأكثر تضرراً بالوباء، في مسعى إلى تجنب عودة الوباء إلى أراضيها.
وبعد أيرلندا وفرنسا، أعادت إنجلترا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا، فرض حجر الخميس لاحتواء الفيروس الذي أودى بقرابة 48 ألف شخص على أراضيها.
ويتعين على المتاجر غير الأساسية الإقفال، فيما سيقتصر على المطاعم والحانات والمقاهي تقديم خدمات توصيل أو تسليم الطعام للزبائن من دون السماح بالجلوس. في المقابل، ستبقى المدارس مفتوحة.
ويُطلب من السكان العمل من المنزل ويمكنهم مغادرة منازلهم لأسباب محددة فقط، مثل ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى الطبيب أو التسوق لشراء الطعام.
ورغم تجمع بعض المتظاهرين وسط لندن مساء الخميس للاحتجاج على إعادة الإغلاق، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى تأييد المواطنين لهذه الإجراءات بشكل عام. لكن المخاوف تتزايد بشأن تأثيرها على الاقتصاد والصحة النفسية.
وفي سلوفينيا، شهدت تظاهرة في العاصمة ليوبليانا مساء الخميس شارك فيها مئات الأشخاص، احتجاجاً على تدابير الحجر، مواجهات عنيفة، بعدما تدخلت الشرطة لتفريق الجموع بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
بحسب أحدث تعداد، باتت أوروبا في الأسابيع الأخيرة مركزاً للوباء، وتشهد أسرع انتشار له في العالم، ويسجل فيها أكبر عدد من الإصابات، إذ أحصت أكثر من 11.6 مليون إصابة، نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، ونحو 294 ألف وفاة.
وأمام هذا الواقع، قال المدير الإقليمي لـ”منظمة الصحة العالمية” هانس كلوجه، إن أوروبا تشهد راهناً “طفرة” في عدد الإصابات مع تسجيل “مليون إصابة إضافية خلال أيام قليلة فقط”، و”نشهد أيضاً زيادة تدريجية في الوفيات”.
وأضاف أنه “مع تعميم وضع الكمامة والرقابة الصارمة على التجمعات، يمكننا إنقاذ حياة أكثر من 261 ألف شخص بحلول فبراير في أوروبا”.
وفي الإكوادور، أعيد فرض تدابير لاحتواء الفيروس بسبب تزايد عدم الالتزام بالإجراءات، ومنعت سلطات غواياكيل (جنوب-غرب) إقامة الحفلات والفعاليات.
وعبّرت رئيسة بلدية غواياويل سينتيا فيتري عن أسفها “لتراخي أهالي” بلدتها الساحلية حيث “توفي في المعدل 6 أشخاص يومياً خلال الأيام الـ28 الماضية”.
في كولومبيا التي فرضت 5 أشهر من العزل استمرت حتى نهاية أغسطس، ألغت السلطات شرط تقديم المسافرين فحص كورونا سلبي النتيجة، ما استدعى انتقادات عدة.
وتسبب الفيروس بوفاة ما لا يقل عن 1.226.154 شخصاً في العالم منذ إعلان “منظمة الصحة العالمية” ظهور الوباء في الصين أواخر ديسمبر الماضي.
المصدر: وكالات