انضمت فرنسا وإسبانيا إلى إيطاليا في فرض إجراءات لتقييد حركة عشرات الملايين وأمرت استراليا جميع الأجانب القادمين إلى البلاد بالالتزام بالعزل الذاتي ووسعت دول أخرى نطاق حظر على دخول أراضيهما في إطار المساعي العالمية لاحتواء وباء كورونا.
ودفع إقبال المستهلكين على الشراء بدافع الذعر في استراليا والولايات المتحدة وبريطانيا القيادات للدعوة إلى التزام الهدوء إزاء انتشار الفيروس الذي أصيب به أكثر من 156 ألف شخص على مستوى العالم وتجاوز عدد ضحاياه 5800.
وفرض عدد من الدول حظرا على التجمعات الكبيرة وأوقفت الأنشطة الرياضية والثقافية والدينية في الوقت الذي حث فيه خبراء الطب الناس على الالتزام ”بالتباعد الاجتماعي“ للحد من انتشار الفيروس.
وحث المستشار النمساوي الناس على عزل أنفسهم وأعلن حظر التجمعات التي تضم أكثر من خمسة أشخاص وفرض قيودا أخرى على من يسمح لهم بدخول البلاد.
وكان لانتشار الفيروس أيضا أثره على الكنائس وقال الفاتيكان إن قداديس البابا في عيد القيامة ستعقد دون حضور مصلين في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وفترة عيد القيامة التي تستمر أربعة أيام مفعمة بالأحداث الكنسية وتبدأ من الخميس إلى الأحد وعادة ما تجتذب عشرات الآلاف إلى مواقع في روما وفي الفاتيكان.
وقال سكوت موريسون رئيس وزراء استراليا إن جميع المسافرين القادمين من دول أخرى سيتعين عليهم عزل أنفسهم 14 يوما اعتبارا من منتصف ليل الأحد وإنه سيتم منع السفن السياحية الأجنبية لمدة 30 يوما في ضوء ارتفاع الحالات المنسوبة لمصادر عدوى خارجية.
وقال موريسون في مؤتمر صحفي ”ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة هو تزايد عدد الدول التي يتفشى بها الفيروس وهذا يعني أن مصدر بعض حالات العدوى تلك يأتي من عدد متزايد من الدول“.
وتماثل أحدث القيود الاسترالية ما أعلنته نيوزيلندا يوم السبت.
وتأكدت عدم إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفيروس وفقا لما ذكره طبيبه السبت لكنه وسع القيود على السفر لتشمل بريطانيا وأيرلندا.
وكان ترامب اجتمع الاسبوع الماضي بوفد برازيلي تأكد إصابة أحد أفراده على الأقل بالفيروس.
ودفعت قرارات حظر السفر وهبوط شديد في حركة السفر جوا على مستوى العالم شركات الطيران إلى تقليص نشاطها. وتعتزم شركة أمريكان ايرلاينز تقليص الرحلات الدولية بنسبة 75 في المئة حتى السادس من مايو أيار وأوقفت تشغيل كل أسطولها من الطائرات عريضة البدن تقريبا.
وشددت الصين فحص المسافرين الدوليين القادمين إلى مطار بكين يوم الأحد بعد أن فاق عدد حالات الإصابة الواردة من الخارج عدد حالات العدوى المحلية لليوم الثاني على التوالي.
وقال مسؤول حكومي من بكين إن أي شخص يصل إلى العاصمة قادما من الخارج سينقل مباشرة إلى منشأة مركزية للحجر الصحي لمدة 14 يوما لملاحظته اعتبارا من 16 مارس .
ويبدو أن الصين التي كانت بؤرة انتشار المرض في ديسمبر كانون الأول تواجه الآن خطرا أكبر من خارج حدودها مع استمرار تراجع الفيروس محليا.
وسجلت الصين 80984 حالة إصابة و3203 حالات وفاة. وفرضت البلاد إجراءات بالغة الصرامة منذ يناير فأغلقت تماما عدة مدن رئيسية.
وقيدت إسبانيا جزئيا حركة سكانها البالغ عددهم 47 مليون نسمة يوم السبت في إطار حالة طوارئ لمدة 15 يوما بهدف التصدي للوباء في ثاني أسوأ الدول الأوروبية تأثرا به بعد إيطاليا.
وبدت شوارع مدريد وبرشلونة مهجورة يوم الأحد ونشرت جميع الصحف الرئيسية على صفحاتها الأولى شعارا أطلقته الحكومة يقول ”معا سنوقف هذا الفيروس“.
وقال التلفزيون الإسباني إن عدد الوفيات في إسبانيا من جراء الإصابة بالفيروس بلغ 193 حالة وعدد الإصابات 6250 وذلك ارتفاعا من 120 حالة وفاة حتى يوم الجمعة الماضي.
وقررت فرنسا إغلاق المتاجر والمطاعم ومنشآت الترفيه اعتبارا من يوم الأحد وطلبت من سكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة البقاء في بيوتهم بعد أن تضاعف عدد حالات الإصابة في 72 ساعة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إن الحكومة ليس أمامها خيار بعد أن قالت السلطات الصحية إن 91 شخصا توفوا في فرنسا وإن عدد الإصابات بلغ الآن 4500 تقريبا.
لكن الانتخابات المحلية الفرنسية مضت قدما.
وقال مات هانكوك وزير الصحة البريطاني إن بريطانيا تستعد لحظر التجمعات الكبيرة وقد تعزل من تزيد اعمارهم عن 70 عاما لمدد تصل إلى أربعة أشهر في إطار خطط لمكافحة الفيروس.
وأعلنت حكومة الأرجنتين السبت منع دخول غير المقيمين فيها ممن سافروا إلى الدول التي بها إصابات مرتفعة بالمرض في الأيام الأربعة عشر الأخيرة.
وأعلنت الحكومة الكولومبية السبت أنها ستطرد أربعة أوروبيين لخرقهم إجراءات العزل الصحي الإجباري وذلك بعد ساعات من إغلاق حدودها مع فنزويلا.
واعتبارا من يوم الأحد بدأت كوريا الجنوبية إخضاع الزائرين القادمين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا لفحوص أشد صرامة بعد فرض قيود مماثلة على الصين وإيطاليا وإيران.
وبخلاف قياس حرارة القادمين من هذه الدول في المطار سيتعين عليهم تنزيل تطبيق إلكتروني أعدته حكومة كوريا الجنوبية على الهواتف المحمولة للإبلاغ من خلاله عن أي أعراض تتعلق بالفيروس بصفة يومية.
وتجري كوريا الجنوبية فحوصا لمئات الآلاف وتراقب من يحتمل أن يكون حاملا للفيروس باستخدام الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.
المصدر: رويترز