اتفقت مصر وروسيا على تنمية وتعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية وعلى رأسها مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والصناعة والاستثمار والطاقة والتعليم والزارعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والنقل والسياحة .
جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة الحادية عشر للجنة الوزارية المصرية الروسية المشتركة فى دورتها الـ 11 والتي عقدت بالعاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 21-23 مايو الجاري وترأسها عن الجانب المصري المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة وعن الجانب الروسي دينيس مانتروف وزير التجارة والصناعة.
وأوضح قابيل في بيان اليوم أن اجتماعات اللجنة عكست الروابط الوثيقة التي تربط بين مصر وروسيا، وجاءت متواكبة مع توجهات حكومتي البلدين الهادفة إلى تفعيل العمل المشترك لتوثيق تلك الروابط، وتوطيد أطر التعاون الثنائي لمستويات غير مسبوقة، مشيدا بروح التعاون والتفاهم بين ممثلي الجانبين المصري والروسي خلال اجتماعات اللجنة والتي ساهمت في الاتفاق على عدد من الموضوعات والتي من شأنها إحداث طفرة في مستوى العلاقات المشتركة بين البلدين.
وأشار إلى أن الجانبان اتفقا على إتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها إزالة العراقيل والمعوقات التي تعترض التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين فضلا عن تحديد الآليات التي من خلالها يتم تفعيل التعاون الصناعي، لافتا إلى أن الدورة الحادية عشر للجنة ناقشت عددا من الموضوعات والملفات ذات الاهتمام المشترك والتي شملت عددا كبيرا من المجالات ذات الأهمية القصوى لتنمية الاقتصادين المصري والروسي على حد سواء.
وقال قابيل إن اللجنة تناولت موضوعات إزالة المعوقات غير الجمركية التي تعترض انسياب حركة التبادل التجاري بين البلدين ، وناقشت سبل تسهيل إجراءات تسجيل الدواء وشركات تصدير الأسماك المصرية بروسيا ،كما تابعت المفاوضات الخاصة بعودة السياحة الروسية إلى مصر واستئناف رحلات الطيران المباشر بين روسيا وكافة المدن الرئيسية المصرية .
وقد تضمن محضر الاجتماع اتفاق القاهرة وموسكو على تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة، واتفق الجانبان على حل كافة المشكلات التي تواجه التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، كما أكدا التزامهما الكامل بتنفيذ كافة التوصيات والاتفاقات التي تم التوصل اليها خلال اللقاء الذى جمع الرئيسين عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين في العاشر من ديسمبر الماضي بالقاهرة، كما رحب الجانبان بتوقيع عقد إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس وتعهدا باتخاذ الخطوات اللازمة لبدء تنفيذ المشروع.
وأشار الجانبان إلى أهمية اللجنة المشتركة في تنمية وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وروسيا الاتحادية، كما أكدا أهمية تشكيل مجموعات عمل فرعية للعمل على الملفات والموضوعات التي تضمنتها أعمال اللجنة وبما يضمن حسن المتابعة والتنفيذ خلال الفترة البينية لحين عقد الجولة القادمة للجنة المشتركة والتى تم الاتفاق على عقدها بموسكو خلال العام القادم.
وقد تضمنت نتائج اعمال اللجنة المشتركة التعاون التجاري والاقتصادي والمالي والمصرفي ، حيث قام الجانبان بمراجعة موقف العلاقات التجارية بين مصر وروسيا وأعربا عن تقديرهما للنمو الحالي بمعدلات التبادل التجاري والذي تجاوز العام الماضي الـ 3.8 مليار دولار منها 504 مليون دولار صادرات مصرية، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الربع الأول من العام الجاري 1.66 مليار دولار بنسبة زيادة بلغت 75% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017.
واتفق الجانبان على تنسيق الإجراءات الخاصة بخلق بيئة مواتية للتجارة البينية خاصة فيما يتعلق بتسهيل النفاذ للسلع والخدمات بالبلدين، وتفعيل التواصل بين البنوك التجارية المصرية ومركز الصادرات الروسي لتسهيل تمويل هذه البنوك لعمليات التبادل التجاري بين البلدين، كما أكدت هيئة تنمية الصادرات المصرية على استعدادها للعمل مع البنوك التجارية الروسية والبنك المصري لتنمية الصادرات لتصدير منتجات مصرية للسوق الروسي.
ورحب الجانبان بالتفويض الرسمي الذي منحه المجلس الاقتصادي الأوراسى للدول الأعضاء بالاتحاد لبدء عملية التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة مع مصر.
واقترح الجانب الروسي إمكانية اجراء عمليات التسوية التجارية بالعملات الوطنية وإمكانية إيجاد ألية للتواصل المصرفي بين البنوك الروسية ونظيرتها المصرية للحفاظ على أمن المعلومات.
وأكد الجانبان على رغبة دوائر الاعمال بالبلدين في تعزيز التعاون المشترك وتعزيز الاستثمارات بكل من مصر وروسيا، كما اكدا أهمية التعاون في مجالات تبادل المعلومات السوقية وتبادل البعثات التجارية والمشاركة في المعارض الدولية والمتخصصة المنعقدة بمصر وروسيا.
ورحب الجانبان بالتواصل الفعال بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية واتحاد غرف صناعة وتجارة روسيا، مشددين على أهمية جذب المزيد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودمجها بمجتمعي الاعمال بالبلدين.
واقترح مجلس الاعمال العربي – الروسي عقد منتدى الأعمال المشترك خلال العام الجاري بموسكو، فى اطار فعاليات الدورة القادمة لمعرض ” ارابيا اكسبو” والمقرر عقده بموسكو خلال الفترة من 2-5 ابريل 2019.
وفي مجال التعاون الصناعي ، أكد الجانبان على المصلحة المشتركة في تنمية القطاع الصناعي بالبلدين واتفقا على تعزيز التعاون الاستثماري المشترك في القطاع الصناعي خاصة بالمنطقة الصناعية الروسية في مصر بمنطقة محور قناة السويس.
كما أعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة ( JSC SINARA ) لصناعة وسائل النقل في توريد عربات القطارات للسوق المصري وتقديم خدمات الدعم والصيانة لخطوط السكك الحديدية.
وأكد الجانبان على التعاون المثمر بين شركة ( PJSC AVTOVAZ ) الروسية وشركة ” الأمل” المصرية في مجال توريد قطع غيار السيارات ماركة “لادا” حيث تم التأكيد على أهمية تحقيق المزيد من التعاون بين الجانبين.
كما أعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة ( JSC Uralvagonzavod ) في توريد منتجات مدنية للسوق المصري تشمل مضخات وآلات ومعدات انشاء الطرق وتانكات تخزين ونقل البترول والمواد الكيماوية.
وأحاط الجانب الروسي نظيره المصري برغبة شركة JSC TYazhprom export بالمشاركة في تطوير القطاع الصناعي في مصر في مجالات (إعادة الانشاء – التحديث – التوسع) حيث ان الشركة تدرس حالياً موقف مصنع حلوان للصناعات المعدنية تمهيداً لاتخاذ قرار بدء اعاده تأهيله.
وأعربت شركة TYAZHMASH الروسية عن رغبتها في العمل مع مصر في مجال انشاء محطات كهرباء تعمل بالفحم وتوفير كافة الآلات والمعدات في هذا المجال.كما أعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة PJSC KAMAZ في توريد قطع غيار السيارات للسوق المصري وإنشاء شبكة لخدمات صيانة الآلات والمعدات في مصر.
ورحب الجانبان بمشاركة شركة Metrom المملوكة للحكومة الروسية في تحديث شركة حلوان للصناعات المعدنية والمشاركة فى مشروع انشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر.
وأعرب الجانب المصري عن رغبة معهد التبين للدراسات المعدنية للتعاون مع الجامعة الوطنية الروسية للعلوم والتكنولوجيا لإنشاء معامل متخصصة في مجال صناعة تطبيقات الليزر واستخدامات تكنولوجيا الروميلت.
واعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة ” رينو- روسيا” في دراسة الفرص الاستثمارية بالسوق المصري.واقترح الجانب الروسي بمجلس الاعمال المصري الروسي المشترك انشاء تجمع صناعي للصناعات الغذائية في مصر.
واعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة ” “Transmashholding” الروسية في توريد 1300عربة ركاب سكك حديد لمصر وتوفير قطع الغيار وخدمات الصيانة.
وحث الجانب المصري نظيره الروسي على الترويج لخريطة الاستثمار الصناعي في مصر والتي تتضمن 4800 فرصة استثمارية في 8 قطاعات مختلفة.
وفي التعاون في مجال النقل الجوي ، اتفق الجانبان على أهمية ايلاء المزيد من الأهمية لتطوير مشروعات البنية التحتية في مجالات النقل الجوي في مصر.
وطلب الجانب المصري من نظيره الروسي بناء مركز تدريبي بمطار القاهرة الجوي يكون مزوداً بمحاكيات طيران مصنعة من روسيا.
وفيما يتعلق بالتعاون الاستثماري ، أكد الجانبان على الحاجة الماسة لتعزيز الجهود المشتركة في مجال التعاون الاستثماري حيث أعرب الجانب المصري عن امله في توسيع تواجد الاستثمارات الروسية في مصر.
واتفق الجانبان على تشجيع الشركات الروسية والمصرية للعمل بالبلدين وهو ما يسهم في خلق فرص العمل وزيادة المنافسة وتنفيذ أنشطة وتطبيق تكنولوجيات جديدة بالقطاعات المختلفة بالاقتصادين المصري والروسي.
كما اتفق الجانبان على دراسة إمكانية تطوير آليات التمويل غير الحكومي للمشروعات المصرية الروسية. وأكدا أهمية تعزيز التعاون بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي وبنكي مصر والأهلي لإنشاء مشروعات استثمارية مشتركة.
واتفق الجانبان على أهمية استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بالبلدين في مجالات الزراعة والصحة والتعليم والبنية التحتية والهندسة الميكانيكية والبتروكيماويات والخدمات البترولية.
واتفقا الجانبان على بحث إمكانيات جذب شركات الطاقة المصرية والروسية لإنشاء مشروعات مشتركة في مجال الطاقة بالمنطقة الصناعية الروسية في مصر، خاصة في مجالات الدعم الفني في مجال التخطيط الأمثل لنظم الطاقة الكهربائية ودراسات الجدوى لمحطات توليد الكهرباء وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا الحديثة في إدارة توليد الكهرباء باستخدام محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، وأيضاً التي تعمل بالضخ، وكذلك بناء القدرات في الدراسات البيئية لمحطات توليد الطاقة، وشددا على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مصر وروسيا في مجال الغاز الطبيعي والبترول وما يتعلق بذلك من أنشطة مثل الاستكشاف والتنقيب.
ودعا الجانب المصري الشركات الروسية للمشاركة في المناقصات الدولية للبحث والتنقيب عن البترول والغاز الطبيعي في الأراضي المصرية، وهيئات الاستثمار الروسية لدراسة المشروع المقترح للاستثمار في مصر في مجال تكرير المواد البتروكيماوية والموارد المعدنية، والشركات الروسية للاستثمار في صناعة التعدين في مصر وتبادل الخبرات في هذا المجال، خاصة بعد صدور قانون التعدين الجديد.
كما رحب الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم بين شركة ( Zarubezhneft ) وشركات البترول والغاز المصرية ( EGPC EGAS GANOPE ) حيث أعربا عن دعمهم الكامل لإجراء مفاوضات مباشرة لتنفيذ مشروعات للتعدين في مصر خاصة مشروع ” رأس فنار” ومشروعات للبترول والغاز بمنطقة خليج السويس.
وأعرب الجانب الروسي عن اهتمامه بتعزيز التعاون بين شركة RUSNEFTEGAZ الروسية والوزارات والشركات المصرية المعنية وعقد مباحثات بينها للتوصل لاتفاقيات محددة خاصة بمشروعات مستقبلية، بما في ذلك توريد معدات النفط والغاز، ورغبة شركة ( Tatneft ) إحدى كبريات الشركات النفط الروسية- في التعاون مع مصر في تقديم خدمات هندسية في مجال التنقيب عن البترول، وتوريد المعدات اللازمة، والكواشف الكيميائية، ومنتجات الإطارات، وزيوت المحركات، والأسمدة المعدنية، والزجاج ومنتجاته، والمواد المركبة المصنعة من راتنجات البوليستر غير المشبع؛ فضلاً عن تقديم خدمات استشارية والدعم الفني لتنفيذ مشروعات بناء وتحديث متكاملة في مجال معالجة البترول والغاز وإنتاج البتروكيماويات في مصر.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال النقل أعلن الجانب الروسي رغبته في بحث إمكانية إقامة شراكة مع الجانب المصري في مجال تطوير مشروعات سكك حديدية فائقة السرعة.
كما أعرب الجانب المصري عن رغبته في عقد الاجتماع الأول للجنة البحرية المصرية الروسية المشتركة في النصف الثاني من العام الجاري لتفعيل الاتفاقات المبرمة بين البلدين في مجال النقل البحري.
وأكدت الشركة الروسية القابضة للسكك الحديدية عن رغبتها في المشاركة في مشروعات لإنشاء وتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية المصرية إلى جانب توفير خدمات استشارات هندسية وخدمات إدارية لمجمعات السكك الحديدية في مصر.
وحول التعاون في مجال الزراعة، أعرب الجانبان عن اهتمامهما باستمرار العمل في منظومة التسهيلات التفضيلية لنفاذ السلع الزراعية لأسواق البلدين.
ودعا الجانب الروسي المختصين المصريين لزيارة مراكز المواصفات والجودة الخاصة بالحيوانات والمنتجات الغذائية للحيوانات والمركز القومي لصحة الحيوان، واتفقا على تبادل المعلومات في مجال المصايد والمزارع السمكية والمجال البيطري.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الجمارك، شدد الجانب المصري على أهمية تفعيل الجانب الروسي للاتفاقية المبرمة بين الجانبين بشأن الدعم الإداري المشترك في مجال الجمارك ومكافحة الجرائم الجمركية، والتأكيد على أهمية البروتوكول المبرم بين مصلحة الجمارك المصرية وهيئة الجمارك الروسية في مجال تبادل المعلومات بشأن البضائع والنقل بين البلدين.
وحول التعاون في مجال البحث والتنقيب، أعرب الجانب الروسي عن رغبة شركة روس جيولوجي في تعزيز التعاون المشترك مع الجانب المصري في تبادل المعلومات العلمية والفنية وكذا تنفيذ المشروعات الجيولوجية المشتركة التي تتركز في مجالات التنقيب عن المعادن الصلبة والهيدروكربونات، والمسح والتخطيط الجيولوجي.
وأكد الجانب المصري على رغبته في تلقي الدعم من الجانب الروسي في عدد من المجالات تتضمن تحسين وتجديد أنظمة ومحطات الري، وتحسين نظام الأمان بالسد العالي ومشروعات المياه الجوفية للمساهمة في مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أعرب الجانبان عن رغبتهم في تدشين تعاون مشترك بين الجهات المعنية بالبلدين في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
وفي مجال التعليم، قام الجانبان بمراجعة موقف التعاون المشترك في مجال التعليم والعلوم، وأكدا رغبتهما في توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في هذه المجالات، وتعزيز منظومة التنقل الأكاديمي وإنشاء شراكات مباشرة بين المنظمات التعليمية والعلمية بالبلدين
وحول التعاون في مجال الصحة، أعرب الجانبان عن تقديرهما لمستوى التعاون الثنائي في مجال الرعاية الطبية والاستعداد الكامل لبحث إمكانية توسيع التعاون المشترك، حيث اتفق الجانبان على مواصلة التعاون البناء في مجال الصحة على المستوى الثنائي وفي إطار الهيئات متعددة الأطراف بما في ذلك منظمة الصحة العالمية.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال السياحة، عبر الجانبان عن سعادتهما بقرار استئناف الرحلات الجوية الروسية المنتظمة للقاهرة، والمطالبة ببحث استئناف الرحلات الجوية للغردقة وشرم الشيخ.
ت م ش
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)