في رسالته السنوية بمناسبة اليوم العالمي للكاتب العربي الذي يوافق 11 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق يوم ميلاد الكاتب نجيب محفوظ، طالب حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بأن تكون القدس قضية الكتاب والأدباء العرب الأولى والمركزية.
وجاء في الرسالة: نحن الكتاب العرب، أعمارنا، لا تكفي، بين البيت والعمل، وبين الحب والمرض، وبين الحياة والموت، مهما طالت، فكيف إذا كانت منذورة، بهذا الشكل الصارخ وكأنه الضجيج، للقدس ولكتابة القدس، ولفلسطين ولكتابة فلسطين، بين كل موت مفاجئ وكل حياة مفاجئة؟
وأضاف الصايغ: نريد أعمارا تكفي لكتابة فلسطين، أعمارا قادرة على تجاوز مسافات الركض، نحو فلسطين، بين الخيال والخيلاء، فقد أتعبنا الحاضر ونحن نقف صفوفا إلى جانب الغفلة لأخذ صورة تذكارية، وحين نقبل على غدنا، غد البراهين والبراكين، بوعي كتابة القدس وفلسطين، نصل إلى أنفسنا أسرع، ونحب أوطاننا أكثر، ونتمسك بقيمنا وشيمنا العربية أبعد.
وذكر أن المهم، الأهم، ألا نحول فلسطين وكتابتها إلى قضية موسمية، ولا نسجن كتابة فلسطين في أية مناسبة، مهما دقت أو جلت، ففلسطين هي فلسطين، وهي لا تختزل في القدس على أهمية القدس، كما أن القدس لا تختصر في المسجد الأقصى على أهميته.. فلسطين هي فلسطين، الفكرة والجهة والبوصلة، رمز اعتزازنا، وعنوان أسمائنا، فلتكن القدس وهي في قلوبنا وفي قلب قضيتنا الأولى والمركزية، معنا على الدوام، كما فلسطين، قبل وعد بلفور وبعده، وقبل وعد ترامب وبعده.
ورأى الصايغ أنه في سنة القدس، وزمن فلسطين، فلتعبر كتابة فلسطين عن نفسها بلا قيود، لتكن العاطفة والعاصفة، لتكن العبارة والشرارة، ولتكن الحرف والكلمة والأبجدية، لتعانق كتابة فلسطين مصابيح الشوارع ولافتات وإشارات المرور، ولتغنى على ألحان الأشجار والأغصان، ولنردد على ألسنة العمال والموظفين وربات البيوت ومشجعي كرة القدم.
واختتم بقوله: من وعي القدس وفلسطين، تكتسب كل كتابة احترامها، وتنزع نحو الجدية والأصالة والمعاصرة والعمق والإبداع والتفرد والذوق والرشاقة والصدق والعذوبة والوضوح والغموض والحضارة والحضور والحاضر والمستقبل والتجاوز والانتماء والوطنية والبوح والحب والصداقة والأخوة والمعنى والشكل والأخلاق والشجاعة والمفارقة والمجد والخلود والصعود والضمير.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
