في كلمته أمام منتدي التعاون الصيني- العربي.. أبو الغيط: بكين شريك دولي فاعل للدول العربية
قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن افتتاح أعمال الدورة الوزارية الثامنة لمنتدي التعاون الصيني – العربي منذ تأسيسه عام 2004 يعكس حرص الجانبين وإصرارهما علي تثبيت أواصر العلاقات العربية الصينية ويجسد الاقتناع المشترك بضرورة الارتقاء بمستوي العلاقات بين الجانبين التي تمتمد جذورها إلي قديم الزمان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو الغيط صباح اليوم في افتتاح الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الصيني – العربي بالعاصمة الصينين بكين ، وأضاف أن الصين تعد شريكا دوليا فاعلا للدول العربية تربطهما روابط تاريخية وثقافية متميزة ولديهما تاريخ طويل من العلاقات الودية والمواقف الداعمة للطرفين في القضايا التي تم الجانبين وذلك انطلاقا من الثقة المتبادلة وتوافر الإدراة السياسية والشعبية لدي الجانبين للسير في خطوات عملية لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يصون الامن والاستقرار ويحقق المصالح المتبادلة لهما .
وأوضح أن الجانبين العربي والصيني أقدم منذ 14 عاما علي إنشاء حوالي 15 آلية للتعاون في إطار هذا المنتدي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والتنموية مثل مؤتمر رجال الاعمال والحوار بين الحضارتين العربية والصينية وحماية البيئة والصحة والطاقة والاعلام والمدن فضلا عن عقد العديد من الاجتماعات والفعاليات علي كافة المستويات في مختلف القطاعات .
كما تم التوقيع علي جملة من مذكرات التفاهم لتفعيل التعاون في عدد من المجالات التي تنص عليها البرامج التنفيذية للمنتدي .
وقال “إننا نشهد اليوم إطلاق المكتبة الرقمية العربية – الصينية التي ستفسح المجال أمام دفع التعاون العربي الصيني في مجال المكتبات وتشجيع علاقات التوأكمة والشراكة بين المكتبات المركزية والمتخصصة في الدول العربية والصينية مقدما الشكر لمكتبة الملك عبد العزيز علي استضافتها ومساهمتها في هذه المكتبة الرقمية”.
وأضاف أنه سيتم اليوم اعتماد البيان الختامي والبرنامج التنفيذي للعامين المقبلين والاعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص ببناء الحزام والطريق مشيدا بالتقدم الذي تحقق منذ الدورة السابقة للمنتدي حيث عقدت عدة فعاليات للتعاون الصيني – العربي منها الدورة 14 لاجتماع كبار المسئولين والدورة الثالثة للحوار السياسي والاستراتيجي والدورة الأولي لمنتدي الملاحة عبر الاقمار الصناعية (بايدو ) والدورة الثانية لاجتماع الخبراء في مجال المكتبات والمعلومات والدورة السابعة للحوار بين الحضارتين العربية والصينية والدورة السابعة لمؤتمر رجال الاعمال العرب والصينيين .
وأفاد أبو الغيط أن المنطقة العربية تمر الآن بمنعطفات خطيرة جراء الظروف والأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة ويتزامن انعقاد هذا الاجتماع مع تزايد التحديات والضغوط علي العالم العربي وفي مقدمتها ما تتعرض له القضية الفلسطينية بعد قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل بعثتها إليها ، مما يشكل خرقا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وانتهاكا صارخا للقانون الدولي والشرعية الدولية .
وأكد مجددا أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية في قمة بيروت عام 2002 مثمنا دور الصين ومواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية بما في ذلك تأييد حصول دولة فلسطين علي صفة مراقب في الامم المتحدة و دعمها الثابت لكافة القرارات التي تطرح أمام الجمعية العامة ومحلس الامن وآخرها تلك الخاصة بالقدس بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
وأعرب عن تطلعه إلي مزيد من الدعم الصيني للقضية الفلسطينية العادلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأن تستمر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، معربا عن ثقته في أن الصين ستبقي حريصة علي مساندة الانروا وتعزيز مستوي مساهماتها المالية في ميزانية وأنشطة الوكالة لتمكينها من أداء عملها في تقديم خدماتها التعليمية والصحية و والاغاثية للاجئين الفلسطينيين .
وأكد أبو الغيط ضرورة إيجاد حل سلمي لهذه الأزمات بما يكفل صون وحدة وسلامة وسيادة الدول العربية وضرورة العمل علي إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية عبر مسار جنيف ووقفا لقرار مجلس الامن رقم 2254 والقرارات الأخري ذات الصلة بما يحافظ علي حياة السوريين ويحقق طموحات الشعب السوري وتفاديا لأي أزمات إنسانية جديدة .. مطالبا الجميع إلي تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للدول العربية التي تستضيف اللاجئين السوريين وإلي دعم إعادة إعمار في سوريا .
كما أكد دعم المؤسسات الشرعية في لييبا بما يضمن الحفاظ علي وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها استنادا إلي الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات حيث تقوم جامعة الدول العربية بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية لمرافقة أشقائنا الليبيين لاستكمال المسار السياسي وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية المتبقية .
وتابع قائلا أن الجامعة العربية تؤكد علي التزامها بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ودعم الشرعية في اليمن وحل الأزمة اليمينية وقفا لمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج وآليتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وخاصة قرار 2216 .
وأوضح أنه “في ظل تفاقم الازمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط التدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية ، زاد تفاشي ظاهرة الإرهاب في المنطقة مما يشكل تحديا خطيرا علي الامن والسلم الإقليميين والعالميين وهذا يضعنا جميعا أمام مسئوليتنا تجاه توطيد التعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب والعمل علي إيجاد حلول شاملة تعالج كافة جوانبه وجذوره السياسية والاقتصادية والعالمية” .
وتابع أن العلاقات الاقتصادية العربية الصينية تخطو خطوات متقدمة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 191 مليار دولار عام 2017 وأقيمت العديد من المشروعات التي تقوم بها الشركات الصينية في الدول العربية و تطورات علاقات التعاون بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والمالية والصناعة والنقل والمواصلات والطاقة والموارد الطبيعية والبيئة والزراعة .
وذكر أن اليوم سوف يتم التوقيع علي وثيقة هامة ” الاعلان التنفيذي العربي – الصيني الخاص ببناء الحزام والطريق مما يمثل فرصة واعدة للتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية اللذان يعتبران شريكيين طبيعيين في بناء الحزام والطريق ويتشاركان الطموح لتحقيق الأهداف التنموية للجانبين وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية لديهما .. معربا عن ترحيبه بالمبادرة والانجازات التي تحققت في إطارها بما في ذلك توقيع 8 دول عربية علي وثائق تعاون في إطار المبادرة .
وأشار أبو الغيط إلي أن التطورات التي يشهدها النظام الدولي “يحتم علينا أن نوحد مواقفنا وجهودنا من أجل التصدي للأزمات والتحديات الراهنة من أجل تعزيز السلم والامن الدوليين وأن الرئيس الصيني ذكر في أكثر من مناسبة العمل علي أن تكون العلاقات الدولية أكثر انصافا وعدالة وشفافية في ظل المصير المشترك للمجتمع البشري وأخذا في الاعتبار ضروة احترام مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الامم المتحدة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري .. هذه القناعات التي تدفعنا نحو اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل بلورة رؤي مشتركة لتعزيز علاقات الشراكة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية بما يعزز ويحقق رفاهية الشعبين العربي والصيني” .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)