عصير البرتقال ليس مجرد مشروب منعش لبدء صباحك، بل هو مشروب غني بالعناصر الغذائية التي تدعم صحتك العامة، فهو يحتوى على فيتامين سى والبوتاسيوم ومركبات نباتية فعالة، كما يساعد على تقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة القلب، وتعمل مضادات الأكسدة الطبيعية فيه على حماية الجسم، بينما يدعم توازن العناصر الغذائية الدورة الدموية وضغط الدم، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أو انديا”.
وعند تناول البرتقال باعتدال، لا يقتصر الأمر على كونه لذيذًا فحسب، بل يُعد أيضًا طريقة بسيطة تمد جسمك بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة، مما يجعله خيارًا ذكيًا للحفاظ على صحتك على المدى الطويل.
كيف يدعم عصير البرتقال إدارة الكوليسترول؟
أبرزت العديد من الدراسات العلمية العلاقة بين عصير البرتقال وتحسين مستويات الكوليسترول، وقد أجريت دراسة نُشرت في مجلة “الدهون في الصحة والأمراض” على 129 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و66 عامًا، أظهر المشاركون الذين تناولوا حوالي 480 مل من عصير البرتقال يوميًا لمدة عام على الأقل انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الكوليسترول الكلي مقارنةً بمن لم يشربوه بانتظام، والأهم من ذلك، أن هذا التأثير الإيجابي لوحظ لدى الأشخاص ذوي مستويات الكوليسترول الطبيعية والمرتفعة، مما يشير إلى أن عصير البرتقال يمكن أن يفيد مجموعة واسعة من الأفراد.
يعتبر عصير البرتقال غنيًا بشكل طبيعي بالفلافونويد والبكتين، وهي مركبات قد تساعد على خفض الكوليسترول عن طريق تقليل امتصاص الدهون ودعم التمثيل الغذائي الصحي.
وتشير بعض الأدلة أيضًا إلى التأثير المحتمل على البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والذي يُشار إليه عادةً باسم الكوليسترول “الضار”، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أشار تحليل تلوي لتسع دراسات إلى أن عصير البرتقال قد يُخفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، ومع أن نتائجه المتعلقة بالكوليسترول الكلي والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول الجيد لا تزال متضاربة، قد دعا الباحثون إلى إجراء المزيد من التجارب السريرية لتوضيح هذه الآثار، ولكن الأدلة الحالية تُشير بقوة إلى أن عصير البرتقال قد يكون أداة غذائية مفيدة لإدارة الكوليسترول.
تأثير عصير البرتقال على ضغط الدم:
يُعد ضغط الدم عاملاً أساسياً في تعزيز صحة القلب، تمامًا مثل الكوليسترول، ويُجبر ارتفاع ضغط الدم القلب على العمل بجهد أكبر، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مع مرور الوقت، وبعض العناصر الطبيعية، مثل عصير البرتقال، تُساعد في تنظيم ضغط الدم بطريقة لطيفة وداعمة، حيث يحتوي عصير البرتقال على مركبات مثل الفلافونويدات ومضادات الأكسدة والزيوت الطبيعية التي تساعد على استرخاء الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم، وتقليل الالتهابات، ومن المركبات المهمة فيه، الهسبيريدين، الذى يحافظ على مرونة الشرايين وصحتها، مما يُسهل على القلب ضخ الدم.
قد يكون تناول كمية معتدلة من عصير البرتقال بانتظام في نظامك الغذائي طريقة بسيطة وطبيعية لدعم ضغط الدم الصحي، خاصةً لمن يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم.
اعتبارات هامة قبل إضافة عصير البرتقال:
رغم فوائد عصير البرتقال الصحية المذهلة، إلا أن الاعتدال ضروري، لأن الإفراط في تناوله قد يرفع مستويات السكر في الدم، وبالنسبة لمرضى السكري، أو مقاومة الأنسولين، أو من يحاولون إنقاص وزنهم، قد يُشكل الإفراط في تناول السكر مخاطر على صحة القلب، على الرغم من فوائده الإيجابية، وتحقيق الاستفادة القصوى من فوائده، يُفضّل اختيار عصير برتقال طبيعي 100% وغير مُحلى، بدلاً من الأنواع المعلبة المُضاف إليها سكريات.
كذلك يفضل تناول كوب واحد صغير يوميًا من عصير البرتقال ويمكن أن يُوفر فوائد للقلب والأوعية الدموية دون التأثير سلبًا على توازن سكر الدم، كما أن تناول عصير البرتقال مع الفواكه الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف واتباع نظام غذائي متوازن يُعزز الصحة على المدى الطويل.
كما يجب على أي شخص يعاني من مشكلات صحية، مثل ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى، استشارة الطبيب قبل إجراء تغييرات في النظام الغذائي، وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد فوائده طويلة الأمد، تشير الأدلة حتى الآن إلى أن شرب عصير البرتقال يوميًا قد يكون خطوة بسيطة نحو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة إذا اقترن مع عادات صحية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، ونمط حياة صحي، فقد يلعب دورًا فعالًا في الحفاظ على قوة القلب ومرونته.
المصدر: وكالات
