أدان فلسطينيون تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقف المساعدات في المستقبل بسبب ما وصفه بعدم استعداد الفلسطينيين لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل باعتباره ابتزازا.
وتلقى ترمب إشادة من وزيرة في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية لكنه تلقى تحذيرا من مفاوضة إسرائيلية سابقة في محادثات السلام من مخاطر قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين.
وكتب ترمب على تويتر يوم الثلاثاء يقول إن واشنطن تمنح الفلسطينيين ”مئات الملايين من الدولارات سنويا ولا تنال أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام تأخرت كثيرا مع إسرائيل… لماذا يتعين علينا دفع كل هذه الأموال في المستقبل لهم“.
وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ردا على ذلك ”لن نخضع للابتزاز“.
وتأجج الغضب الفلسطيني من ترمب بالفعل بسبب قراره يوم السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي خطوة أثارت كذلك غضب العالم العربي وقلق حلفاء واشنطن الغربيين.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ”القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة“.
وأضاف ”نحن لسنا ضد العودة إلى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها وإذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على السلام وعلى مصالحها عليها أن تلتزم بهذه المرجعيات“.
وقالت عشراوي ”إن الحقوق الفلسطينية ليست للبيع، وقيام ترمب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، وإنما تدميرا شاملا لأسس ومتطلبات السلام، كما أنه يكرس ضم إسرائيل غير الشرعي لعاصمتنا“.
وتابعت ”لن نخضع للابتزاز، لقد أفشل الرئيس ترمب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والآن يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته هو المتهورة وغير المسؤولة!“.
ووصف إسرائيل، التي سحبت قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005، حدود ما قبل حرب عام 1967 بأنها لا يمكن حمايتها وتعهدت بالتمسك بالقدس كاملة إلى الأبد.
أفاد تقرير أعدته خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي في ديسمبر عام 2016 للعرض على الكونجرس أن الدعم الاقتصادي الأمريكي السنوي للضفة الغربية وقطاع غزة بلغ في المتوسط نحو 400 مليون دولار منذ سنة 2008 المالية.
ويوجه أغلب هذا المبلغ إلى مشروعات مساعدة تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ويوجه بقية المبلغ إلى دعم الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية التي تدير حكما ذاتيا محدودا في الأراضي الفلسطينية بموجب اتفاقات السلام المرحلية.
ورحبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف العضو في حزب ليكود الذي ينتمي له نتنياهو بتعليقات ترمب الخاصة بالمساعدات وقالت لإذاعة راديو الجيش الإسرائيلي ”أنا راضية جدا … ترمب يقول إن الوقت حان لوقف ترديد كلمات الإطراء على الفلسطينيين“.
لكن تسيبي ليفني وهي سياسية إسرائيلية معارضة ومفاوضة سلام سابقة قالت إن أي ”حكومة إسرائيلية جادة ومسؤولة“ يتعين عليها أن تبلغ ترمب بهدوء أنه سيكون من مصلحة إسرائيل منع وقوع ”أزمة إنسانية في غزة“ والاستمرار في تمويل قوات الأمن الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء كشفت سفيرة إدارة ترمب لدى الأمم المتحدة النقاب عن خطط لوقف تمويل وكالة تابعة للأمم المتحدة تقدم مساعدات إنسانية للاجئين الفلسطينيين.
وقالت السفيرة نيكي هيلي للصحفيين ردا على سؤال بخصوص مستقبل التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ”الرئيس قال بشكل أساسي إنه لا يريد إعطاء أي تمويل إضافي، أو وقف التمويل، إلى أن يوافق الفلسطينيون على العودة إلى مائدة المفاوضات“.
وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا في بيان أرسله بالبريد الإلكتروني ”الإدارة الأمريكية لم تبلغ الاونروا بأي تغير في التمويل الأمريكي للوكالة“.
والولايات المتحدة أكبر مانح للاونروا وقدمت تعهدات بنحو 370 مليون دولار حتى 2016 وفقا للموقع الإلكتروني للوكالة.
ويقول الموقع الالكتروني للأونروا إن هناك 5.9 مليون لاجيء وأشخاصا آخرين مسجلين لتلقي خدماتها التي تشمل التعليم والرعاية الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا.
المصدر : رويترز