قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو اليوم الجمعة إن القوى الدولية تسعى للبدء بنهاية يونيو حزيران على صياغة حوافز اقتصادية وضمانات أمنية لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على إحياء محادثات السلام بحلول نهاية العام.
وقال أيرو في مؤتمر صحفي بعد اجتماع ضم نحو 25 وزيرا لمناقشة إعطاء دفعة جديدة لمحادثات السلام “هناك خطر حقيقي يهدد حل الدولتين. وصلنا لنقطة اللاعودة حيث لن يصبح هذا الحل ممكنا.”
وقال بيان ختامي للاجتماع إن جميع الأطراف أكدت الحاجة للتوصل لحل الدولتين القائم عن طريق التفاوض وأن تستند المفاوضات المباشرة بين الجانبين على القرارات الحالية لمجلس الأمن الدولي.
وحذر البيان من أن الوضع القائم حاليا لا يمكن استمراره.
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القي في وقت سابق اليوم كلمة الافتتاح في المؤتمر الوزاري، وقال إن التغيرات التي اجتاحت الشرق الأوسط تعني أن المساعي السابقة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تعد ذات مغزى وينبغي أن تعمل القوى الكبرى معا لإعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات.
وفي ظل تجمد مستمر منذ عامين لمساعي الوساطة الأمريكية للتوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية وتركيز واشنطن على الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني تضغط فرنسا على لاعبين مهمين لعقد مؤتمر يهدف إلى كسر حالة اللامبالاة بالأزمة وخلق زخم دبلوماسي جديد.
وفي الوقت الذي يدعم فيه الفلسطينيون المبادرة قال مسؤولون إسرائيليون إنه محكوم عليها بالفشل وإن المفاوضات المباشرة وحدها هي التي يمكن أن تتمخض عن حل.
وقال هولاند للوفود في افتتاح المؤتمر بباريس “النقاش حول شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينبغي أن يضع في الحسبان المنطقة بأكملها.”
وتابع “المخاطر والأولويات تغيرت. التغيرات تجعل إيجاد حل للصراع أكثر إلحاحا وهذا الاضطراب الإقليمي يولد التزامات جديدة أمام السلام.”
وتنامى لدى فرنسا الشعور بالإحباط لعدم إحراز أي تقدم بشأن “حل الدولتين” منذ انهيار آخر جولة من محادثات السلام في أبريل 2014. وقالت إن السماح ببقاء الوضع الراهن أشبه “بانتظار انفجار برميل من البارود.”
ولم توجه الدعوة لإسرائيل ولا للفلسطينيين.
وهذا هو أول مؤتمر دولي بشأن القضية منذ مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة عام 2007. ولن يتطرق إلى أي خلافات جذرية بين الجانبين.
وفشلت محاولات سابقة لإقناع الجانبين بإبرام اتفاق. ويقول الفلسطينيون إن أنشطة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تقوض أي احتمال لقيام دولة تتوافر لها مقومات البقاء وتكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وتطالب إسرائيل بتشديد الإجراءات الأمنية من جانب الفلسطينيين وكبح جماح النشطاء الذين يهاجمون المدنيين الإسرائيليين أو يهددون سلامتهم. كما تقول إن القدس هي عاصمتها التي لا يمكن تقسيمها.
وقال هولاند “في نهاية المطاف سيكون اتخاذ خيار السلام الشجاع أمرا يخص الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم… مبادرتنا تهدف إلى ضمان أن يكون هذا السلام دائما وصامدا.”
المصدر: رويترز