أكدت وزير التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي ، أن كل المؤشرات تعجز عن رصد التحديات اليومية والإلمام بالتفاصيل الصغيرة في حياة الأمهات.
وقالت والي – خلال كلمتها في الاحتفال بتكريم المرأة المصرية والأم المثالية – ” إننا نجتمع اليوم في مناسبة تقديرا منا لمكانة المرأة في مختلف المجالات ، مشيرة إلى أن كل المؤشرات وسبل الرصد تعجز عن الإلمام بالتفاصيل الصغيرة في حياة الأمهات كما تعجز كل آليات المتابعة والتقارير عن رصد التحديات اليومية التي واجهتها بكل الرضى السيدات ” وفاء أو نوال أو سعدية ” بطلات فيلم “ست الحبايب” أو غيرهن من الأمهات .
وأضافت أن وزارة التضامن الاجتماعي استمرت في ترجيح الأسرة الصغيرة والأم المكافحة التي ربت وعلمت وتحدت وغيرت واقعها، مشيرة إلى أنه لاختيار الأم المثالية ورغم أن القصص متكررة ومتشابهة إلا إننا كلما اطلعنا على قصة تعكس صمودنا وتحدينا وتحكي آمالا وآلما نتصور أنها الأحق بلقب الأم المثالية ، ونكتشف أن هناك دائما قصصا أكثر إلهاما .
وأشارت إلى أن الاحتفال بعيد الأم بدأ في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ، وأن مسابقة الأم المثالية بدأت في أوائل عهد السادات وكانت أول أم مثالية على مستوى الجمهورية اسمها أمينة الشرقاوي ، لافتا إلى أنه من المفارقات أن اختيار أمينة الشرقاوي من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت كان لتبرعها بجزء من عظامها لعلاج ابنها المصاب بمرض في العظام ، وبعد 50 سنة اختارت وزارة التضامن الاجتماعي السيدة سعدية ثابت الأم المثالية على مستوى الجمهورية ، لتبرعها بكليتها في سن متقدم لإنقاذ حياة ابنها بعد ترملها لمدة 34 سنة وتربيتها لثلاثة أبناء نجباء .
وقالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعى – في كلمتها خلال الاحتفال بتكريم المرأة المصرية والأم المثالية بمركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة لقد ” تأملت تاريخ المرأة المصرية فوجدته عظيما عظمة تاريخ هذا الوطن فهو نتاج حضارة لا تمتد ل 100 عام ونضال لم يبدأ منذ عام 1919 ، ولكن بدأ منذ فجر التاريخ .. فالمرأة المصرية والأم المصرية تستمد في اعتقاد عظمتها وقوتها من حضاراتنا السابقة على معظم الحضارات بالآف السنين ، حضارة غنية بالقيم الإنسانية السامية كانت للمرأة فيها دائما وابدا مكانة مرموقة”.
وأضافت والي ” تحية لكل امرأة مصرية تراها فتظنها امرأة عادية قد تكون بسيطة المظهر ومتوسطة التعليم والاطلاع ومتوسطة الحال ولكنها تحمل صلابة الجبال في المزارع والأسواق .. تراها في المواصلات العامة، وقد تكون عاملة في مصنع أو في مدرسة أو ربة منزل لا تعمل تفرغت لرعاية أسرتها فتظنها امرأة عادية ولكنها ابدا ليست كذلك يبهرك صبرها وصلابتها عند وفاة الزوج تنكفئ على رعاية الأبناء وتزهد في مباهج الحياة .. يذهلك إيمانها ورضاها عند استشهاد أبنائها دفاعا عن الوطن تتساءل حينها هل مات مرفوع الرأس مستقبلا بصدره رصاص الأعداء وتلحقها بجملة (مش هيغلى على مصر) ” .
وأكدت أنه إذا كان جيش مصر هو درع الوطن وسيفه فسيدات مصر هن قلب الوطن النابض، مشيرة إلى أن المرأة المصرية تعول وحدها 14 % من الأسر المصرية وهي التي تستشعر الخطر حينما يحيط بالوطن والابناء وهي من تنتفض دفاعا عن وطنها واسرتها وابنائها وهي من تستدعي كل حكمتها ومهارتها للتعامل مع تبعات الإصلاح الاقتصادي لقدرتها على البذل وإنكار الذات ولإيمانها بأن الغد أفضل والمستقبل أرحب .
واستعرضت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي – خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية – جهود الوزارة لحماية ورعاية وتنمية المرأة المصرية للعام الماضي.
قالت الوزيرة “إننا نقدم الدعم النقدي لـ 2 مليون و735 ألف سيدة بأسمائهن بإجمالي دعم سنوي يتخطى الـ 14 مليارا ويقارب الـ 15 مليار جنيه مصنفين بين ربة أسرة مطلقة وأرملة ومهجورة وسيدة مسنة أو سيدة ذات إعاقة.
وأضافت أن الحماية الاجتماعية للمرأة المصرية شملت استخراج أوراق ثبوتية وشملت نشاط مهم هذا العام وهو توثيق زواج 27 ألفا و300 سيدة في المحافظات الحدودية ، حيث أن تلك المشكلة تم اكتشافها عند وقوع النكبات ونبدأ في تقديم التعويضات فنلاحظ أن كثير من الأسر تنقصها الأوراق الرسمية والثبوتية فقمنا باستخراج أوراق زواج لـ 27 ألف سيدة.
وتابعت أنه بالنسبة للحماية الاجتماعية للأمهات في فترة الحمل فقد لا يعرف الكثير أنه في أثناء الحمل تتحمل صناديق التأمينات 75% من الأجر الأخير لمدة 90 يوما تسدده للعاملات في القطاع الخاص ، بالإضافة إلى دعم الأمهات في الألف يوم الأولى في حياة الطفل وهو برنامج مهم ننفذه في محافظات الصعيد للسيدات التي تعانين من سوء التغذية فنقدم سلة غذائية لـ 28 ألف سيدة ، أما بالنسبة لحملة حماية المتعافيات من الإدمان فنحن لدينا 4 مراكز لعلاج الإدمان بها أقسام للسيدات وقمنا بمعالجة ومساعدة 2000 فتاة على التعافي من التعاطى من الإدمان.
وأكدت الدكتورة غادة والي أن صندوق النفقة لدعم المطلقات والأرامل والمهجورات يقوم بسداد 56 مليون جنيه شهريا تنفيذا لـ 120 ألف حكم محكمة وتلك الأحكام يستفيد منها زوجات وأمهات وأطفال ، مشيرة إلى أنه تم بدء صرف النفقة بالمحمول وأقبل عليه 17 ألف سيدة وهو ما يعمل على توفير الوقت والمجهود وتكلفة المواصلات للسيدات ، لافتة إلى أنه بفضل التعديلات التشريعية تم تحريك 75 ألف جنحة ضد الممتنعين عن سداد النفقة فعمل ذلك على ارتفاع نسبة التحصيل من 20% إلى 60% ومستمرين في البحث عن الوسائل التي تمكننا من زيادة التحصيل.
وأوضحت أنه بالنسبة للتمكين الاقتصادي للمرأة فنحن في الوزارة قمنا بتمويل العام الماضى 81 ألف مشروع متناهي في الصغر قائمين حاليا ، 76% منهم تقوم بها النساء في مشروعات متناهية الصغر منها مشروعات تجارية وانتاجية وحرفية صغيرة جدا ، حيث قمنا بتدريب حرفي لعدد كبير من السيدات في أفقر 10 محافظات ودربنا 9 آلاف و300 سيدة في مراكز الأسر المنتجة ، ولدينا 42 مركز خدمة مرأة عاملة وأقمنا عددا من المعارض للأسر المنتجة داخليا وخارجيا ومستمرين فيها في كل المحافظات والتي وصلت مبيعاتها إلى 33 مليون جنيه ومعظم إنتاجها لسيدات مصريات يعملن في منازلهن ومستمرين في تطوير الحضانات لتمكين المرأة من الوصول لسوق العمل.
وفيما يخص حماية وتأهيل النساء المعرضات للعنف قالت الوزيرة إننا قمنا بتطوير مراكز لاستضافة النساء ضحايا العنف خلال الـ 4 سنوات السابقة ، وانتهينا من تطويرهم في العام الماضي وزاد معدل استخدام خدمات المشورة والاستضافة بنسبة 430% بإجمالى 2715 سيدة منذ بدء تطوير المراكز في 2016 وتم إجراء 10 حوارات مجتمعية تضم قيادات شعبية ومحلية من النساء والرجال لمناقشة قضية حقوق النساء وحماية النساء من العنف فيما يخص وجودهم في مراكز الاستضافة نعمل على استخراج الأوراق الثبوتية لهن كما يتم تدريبهن ومساعدتهن في الحصول على فرصة عمل.
وتابعت الدكتورة غادة والي ” أن مشروع الحد من الزيادة السكانية من أهم المشروعات التي نعمل بها في وزارة التضامن ونركز على السيدات الحاصلات على دعم نقدي وتكافل ونفذنا 439 ألف زيارة طرق أبواب ونتعاون مع المجلس القومي للمرأة والجمعيات الأهلية، حيث أنه من أول يناير حتى 15 مارس 50760 سيدة توجهن إلى الوحدات الصحية وعيادات المشروع لتلقي الخدمة ونفذنا 686 ندوة ونعمل في 10 محافظات هي الأعلى في نسبة الخصوبة و افتتحنا 33 عيادة وتم تعيين طبيبات وممرضات متدربات وجاري الانتهاء من تطوير 37 عيادة إضافية في مناطق محرومة من الخدمة وبالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان ” .
وأشارت إلى أنه تم إطلاق حملات إعلامية وميدانية ومكثفة وتوظيف طاقات 1271 مثقفة مجتمعية للتوعية يترددن على المنازل لنشر فكرة الأسرة الصغيرة للحفاظ على صحة المرأة .
وأضافت والي ” قدمت الوزارة رعاية وتأهيل لاجمالى 102 ألف سيدة من ذوي الاعاقة ولدينا 5000 سيدة معاقة حصلن على أطراف صناعية ولدينا 11 مصنعا قديما بنيت في الستينات ونحتاج لتطويرها ولكن تقدم الأطراف بأسعار رخصية”، مشيرة إلى أنه تم تقديم منح دراسية لـ 27200 من الدراسات للكفيفات بالجامعات المصرية ، كما أنه تم توفير الرعاية والحماية للنساء المسنات ويتم ذلك من خلال 168 دار مسنين ولدينا 3400 مسنة يقيمن فيهن ، كما أن لدينا مستفيدات من المعاشات التأمينية وصلت نسبتهم لـ 60 %.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أن مشروع مودة يهدف إلى توفير المهارات والمعارف الاساسية للشباب المقبل على الزواج بما يمكنهم من تكوين أسرة مستقرة، مؤكدة أن المشروع يستهدف 800 ألف ويتم العمل في 5 جامعات بالمحافظات الثلاث الأعلى في نسبة الطلاق وهي القاهرة والإسكندرية وبورسعيد و يتم تنفيذه مع المجلس الأعلي للجامعات ووزارة التعليم العالي .
وأضافت والي ” تم زيادة عدد الملتحقات بتكليف الخدمة العامة من 40 ألف إلى 109 آلاف و 51% منهم تم توزيعهم على وزارة التربية والتعليم و35 % وزارة التضامن و 18 % يعملن في مشروعات لخدمة المجتمع والمبادرات المختلفة .
وأشارت إلى أننا بدأنا في تنفيذ برنامج كبير وجديد اسمه “وعي” لمحاربة زواج القاصرات والختان والتشجيع على السلم المجتمعي وقيم احترام الآخر ولدينا أكثرمن 50 ألف يعملوا معنا و26 ألف من المتطوعين في برامج الإدمان 38 % منهم من السيدات .
وأكدت غادة والي أن هناك عددا كبيرا تخطى الألفين في الرائدات الريفيات في برامج المشروعات متناهية الصغر، بالإضافة إلى عدد من المثقفات الصحيات والذي تخطى الألفين في برامج “2 كفاية”.
وأضافت والي أنه يتم الاعتماد على عدد كبير من الفتيات والسيدات على مستوى القرية، حيت تعمل الفتاة بعد تلقي التدريب اللازم من أجل توجيه رسائل مهمة تساهم في تقدم وتطوير قريتها.
وعقب ذلك قدمت الدكتورة غادة والي نموذجا من الفتيات والمثقفات اللاتي تعملن مع وزارة التضامن الاجتماعي، لافتة إلى أنه من بين هذه النماذج ، أصغر متطوعة تبلغ من العمر 17 عاما والتي تم تكريمها في الأمم المتحدة في فيينا وهي من متطوعات برامج التوعية ضد التدخين والإدمان في المدارس.
المصدر : أ ش أ