كتب طلال عوكل إنه في أحيانٍ كثيرة، كان المرء يستغرب، وجود عائلات في مناطق تمّت السيطرة عليها كلياً، وإجبار ساكنيها على النزوح مثل بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا، والشجاعية، والزيتون، وحي الدرج.
من بقي في تلك المناطق، تعرّض للقصف الهمجي، والتدمير. وحتى اليوم، حيث اجتاح الجيش الإسرائيلي الشجاعية والدرج والزيتون، توجد عائلات، تستسلم للقدر، بعد أن فقدت القدرة على تكرار مآسي النزوح.
حال الناس في مدينة غزّة المهدّدة، يشبه تماماً حال من تبقُّوا في أماكنهم في المناطق التي احتلتها إسرائيل شرق المدينة. تماماً كما أن من يذهب إلى شاحنات المساعدات، فهو إمّا أن يعود بكيس من الدقيق، وإما أن يعود في كيس طالما أن الموت يُلاحق الإنسان أينما كان ومهما فعل.
إذا كان الأمر كذلك وفق عوكل، فإن أغلب سكّان مدينة غزّة، لم يعد لديهم خيار سوى البقاء حيث هم، فالموت يُلاحقهم في كل مكان، فلماذا، إذاً، يتكبّدون عذابات النزوح إلى المجهول؟

