نشرت صحيفة صانداي تليجراف مقالاً بعنوان الموجة الثانية التي يشهدها العالم حاليا لتفشي وباء كورونا لاتشبه ما شهده العالم عام 1918 إبان تفشي وباء الانفلونزا الإسبانية لأن الموجة الثانية تشبه، بشكل أكبر، تفشيات محلية شديدة.
وأضاف كاتب المقال أن رئيس الوزراء البريطاني السابق لويد جورج أصيب بالانفلونزا الإسبانية عام 1918 ضمن المصابين في الموجة الثانية لتفشي الوباء السابق والذي حصد أرواح الملايين، وأن لندن بمفردها شهدت 12 ألف حالة وفاة في الموجة الثانية للانفلونزا الإسبانية التي حلت في شتاء 1918 بما يعادل 10 أضعاف وفيات الموجة الأولى التي ضربت في صيف العام نفسه.
ويوضح الكاتب أن العالم شهد وفاة أكثر من 40 مليون إنسان خلال وباء الانفلونزا الإسبانية أغلبهم سقطوا خلال “الأشهر السود” بين أكتوبر عام 2018 ويناير عام 2019 وهي الأشهر التي شهدت موجة التفشي الثانية على مستوى العالم مقارنا ذلك بالتفشيات المحلية التي تشهدها عدة مناطق حاليا بينها مقاطعات شمالي بريطانيا.
ويقول “يجب أن نتساءل هل نشهد حاليا نمطا متوقعا للموجة الثانية من وباء كورونا، وهل تكون أكثر فتكاً من الموجة الأولى كما كانت الموجة الثانية للانفلونزا الإسبانية؟. حسنا طبقا لرأي الدكتور دافيد نابارو المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورنا، فالإجابة على الشق الأول من السؤال هي نعم”.
ويشير الكاتب إلى أن بريطانيا حاليا تشهد إصابات جديدة كل يوم تتخطى الثلاثة آلاف إصابة وهو معدل مقارب لما كان يحدث في الموجة الأولى ورغم ذلك لم يرتفع معدل الوفيات بعد إلى نفس المستوى بسبب أن أغلب الإصابات الجديدة تقع بين الشباب، بينما في نيويورك التي شهدت أغلب حالات الوفاة في الولايات المتحدة في الموجة الأولى لم تشهد بعد تصاعداً جديداً في عدد حالات الإصابة. لكن الأمر لاينطبق على مناطق أخرى مثل ولايات ميسوري وكاليفورنيا وتكساس وفيرجينيا.
ويخلص الكاتب إلى أن مقارنة نمط التفشي بين وباءي كورونا والانفلونزا الإسبانية ربما يقودنا إلى نتائج خادعة لأنه في الغالب ما يحدث حاليا يشير إلى أننا لن نشهد تفشياً ثانياً عاماً على مستوى العالم لكن مجموعة تفشيات محلية أو إقليمية.
المصدر: وكالات