تستعد مدينة ميامى، لإطلاق مشروع بيئى وفنى ضخم يهدف إلى حماية الحياة البحرية وتحويل الساحل إلى معلم ثقافى وسياحى جديد، المشروع الذى يحمل اسم “ريف لاين” (Reef Line) هو حديقة منحوتات تحت الماء، ستنشأ على امتداد سبعة أميال، ومن المتوقع أن تصبح واحدة من أبرز مناطق الجذب فى المدينة، ميامى تعد موطنا للشعاب المرجانية الوحيدة فى أمريكا الشمالية، والتى بدأت فى التراجع منذ سبعينيات القرن الماضى بسبب تغير المناخ.
يقوم عالم الأحياء البحرية كولين فورد بزراعة آلاف من عينات المرجان الحى بهدف ترميم النظام البيئى البحرى الذى تضرر على مدى عقود، وأوضح فورد أن المختبر المحلى فى ميامى سيعمل على تكاثر المرجان الحضرى المقاوم للأمراض والابيضاض، ليتم زرعه داخل المنحوتات الخرسانية المغمورة تحت الماء، هذه المنحوتات ستكون مأوى جديدا للكائنات البحرية، ما يساهم فى استعادة التنوع البيولوجى قبالة سواحل ميامى بيتش.
المديرة الفنية للمشروع، زيمينا كامينوس، ترى فى “ريف لاين” دمجا بين الإبداع والحفاظ على البيئة، مؤكدة أن “الفن يمكن أن يكون أداة لبناء مستقبل أفضل”، أول عمل فنى ضمن المشروع هو “المرجان الخرسانى” (Concrete Coral) للفنان الأرجنتينى لياندرو إيرليتش، ويضم 22 سيارة بالحجم الطبيعى مصبوبة من خرسانة بحرية، وضعت فى قاع البحر على شكل ازدحام مرورى، فى استعارة رمزية لتحول أدوات التلوث إلى مصدر للحياة والتجدد.
بدأ نشر المنحوتات فى أواخر أكتوبر 2025، على أن تكون مرئية للغواصين من الشاطئ، وحتى للمسافرين الذين يحلقون فوق الساحل،كما يجرى العمل على منشآت جديدة مثل “نجمة الشعاب المرجانية فى ميامي” للفنانين كارلوس بيتانكورت وألبرتو لاتورى ومنشآت أخرى، المقرر افتتاحهما عام 2026، يتضمن المشروع أيضا إنشاء مركز تعليمى بحرى على اليابسة لتوعية الزوار بأهمية حماية الشعاب المرجانية والنظم البيئية الهشة، ومع مرور الوقت، ستتحول المنحوتات إلى شعاب مرجانية حية، فى مشهد يمزج بين الفن والبيئة ويجسد رؤية كامينوس بأن يصبح “ميامى ريف ستار” رمزا جديدا للمدينة.
المصدر: وكالات أنباء

