عادت الحياة تدريجيا إلى مدينة الرقة (شمال وسط سوريا)، بعد عام على طرد تنظيم داعش منها من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل عربية وكردية يدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إثر معارك ضارية وغارات كثيفة.
رغم هول الأضرار التي طالت مدينة الرقة الواقعة شمال وسط سوريا، عادت الحياة تدريجيا إلى المدينة التي كانت أبرز معاقل تنظيم داعش سابقا.
ويقدر حجم الدمار الذي لحق بالمدينة بنسبة 80 في المئة. فالمنازل والأحياء تحولت بالكامل إلى أنقاض بسبب المعارك العنيفة وغارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي استمرت أربعة أشهر تمكنت خلالها من طرد تنظيم داعش.
ولا تزال عودة المدنيين إلى الرقة محفوفة بالمخاطر على الرغم من خروج عناصر داعش من المدينة. فرغم عملية التمشيط وإزالة الألغام المنتشرة في شوارع ومنازل المدينة، لا يزال الخطر قائما.
يذكر أن تنظيم داعش لجأ إلى زراعة آلاف الألغام المصنعة يدويا بشكل كثيف في مناطق سيطرته، لإعاقة خصومه من التقدم. كما لا تزال عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض والمقابر الجماعية مستمرة.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أفادت في تقرير صادر مؤخرا عن انتشال فريق محلي في الرقة أكثر من 2500 جثة غالبيتها لمدنيين قتلوا خلال المعارك.
وأكدت المنظمة أن عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض ومن المقابر الجماعية بعد عام من خروج تنظيم “الدولة الإسلامية” دليل على حجم الدمار والأضرار في الرقة.
ويسيطر الجيش السوري منذ صيف العام 2017 على أجزاء واسعة من ريف الرقة الغربي والجنوبي، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الجزء الأكبر من المحافظة وبينها مدينة الرقة.
ولذلك، أطلقت منظمة العفو الدولية مشروعا إلكترونيا بهدف تقييم أدق لحجم الأضرار التي ألحقتها غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في مدينة الرقة العام 2017. وتأمل المنظمة الدولية أن يساهم المشروع بـ”تغيير موقف التحالف بشأن وقوع إصابات بين المدنيين من الإنكار المتواصل إلى قبول مسؤولية أكبر وإجراء تحقيقات ذات مغزى”.
ومن المفترض أن تنشر منظمة العفو الدولية وشريكتها في المشروع، شركة “آيرورز” المعنية بتقدير الأضرار التي تلحق بالمدنيين جراء القصف الجوي في الأزمات، نتائج المشروع في العام 2019.
وكالات