عرض الجيش الروسي على مقاتلي المعارضة السورية الخروج الآمن من الغوطة الشرقية وذلك في اتفاق يجعل المعارضة تتخلى عن آخر معقل كبير لها قرب العاصمة دمشق.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه يمكن لمقاتلي المعارضة الخروج مع أسرهم وأسلحتهم الشخصية عبر ممر آمن من الجيب الذي تحقق القوات الحكومية فيه مكاسب سريعة من خلال هجوم عنيف.
ولم يحدد الاقتراح الروسي إلى أي مكان سيذهب مقاتلو المعارضة لكنه يعيد إلى الأذهان اتفاقات سابقة وافق بموجبها المقاتلون على التخلي عن أراض مقابل الخروج بسلام إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ”يضمن مركز المصالحة الروسي الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة الشرقية بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم“.
وأضافت أنه سيتم توفير سيارات ”وتأمين المسار بأكمله“.
وقتل مئات المدنيين في الجيب المحاصر الذي يتألف من بلدات ومزارع ويقع على أطراف دمشق في واحدة من أعنف حملات القصف في الحرب التي اقتربت من عامها الثامن.
وتعتقد الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص محاصرون في الغوطة الشرقية التي كانت تنفد فيها بالفعل إمدادات الغذاء والدواء حتى قبل أن يبدأ الهجوم بضربات جوية مكثفة قبل أسبوعين.
وتواصل دمشق وموسكو الحملة على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار، وبررتا ذلك بأن مقاتلي المعارضة في المنطقة أعضاء في جماعات ”إرهابية“ محظورة لا تشملها الهدنة.
ويتبع القتال في الغوطة الشرقية على ما يبدو نفس الأساليب التي استخدمها الأسد وحلفاؤه في المناطق الرئيسية الأخرى في الحرب والمتمثل في فرض حصار على مناطق المعارضة ثم شن هجمات جوية وبرية وعرض ممر لخروج المدنيين الفارين والمقاتلين المنسحبين.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن، إحدى جماعات المعارضة الرئيسية، إن روسيا ”تخالف قرار مجلس الأمن وتصر على التصعيد العسكري لفرض التهجير“ على سكان الغوطة الشرقية، وهو ما وصفه بأنه جريمة.
وأبلغ علوان، الذي يعمل انطلاقا من اسطنبول، رويترز أنه لا يوجد تواصل مع روسيا بشأن مقترح الانسحاب.
واستعادت القوات الحكومية السورية أكثر من ثلث الغوطة، مما يهدد بشطرها إلى نصفين.
وأفادت الأنباء الواردة من سوريا ان القصف الذي تشنه القوات الحكومية فيالمنطقة أودى بحياة 790 شخصا منذ 18 فبراير شباط، بينهم 80 يوم الاثنين فقط.
وقال الأسد يوم الأحد إن القوات الحكومية ستواصل هجومها في الغوطة الشرقية التي تحاصرها منذ عام 2013. وفر مدنيون كثر من الخطوط الأمامية إلى مدينة دوما.