أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان، مطالباً جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس 2019 بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة، بأنه “لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بدون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار في السودان”.
وحث بيان الأمم المتحدة جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وعلى العودة فوراً إلى الحوار والمشاركة بحسن نية لاستعادة النظام الدستوري.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس عن قلق المنظمة الدولية العميق “بشأن الأوضاع فى السودان ومحاولات تقويض عملية الانتقال السياسي في السودان”، ودعا إلى” الإفراج الفوري عن الذين تمّ اعتقالهم، أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية”، محملا هذه القوات مسؤولية ضمان أمن وسلامة الأشخاص المحتجزين لديها.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية السعودية جميع الأطراف السياسية في السودان إلى الحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف.
وأكدت على استمرار وقوف المملكة “إلى جانب الشعب السوداني ودعمها لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والنماء والازدهار للسودان وشعبه الشقيق”.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى “الإفراج سريعا” عن قادة السودان المدنيين، مشددا على وجوب “تجنّب العنف وسفك الدماء”.
هذا وأعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء التطورات في السودان، ودعا إلى الإفراج فورا عن المسؤولين السودانيين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن “الحكومة الأمريكية تشعر بقلق عميق، وترفض تصرفات الجيش وتدعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية”.
بدورها، وصفت الخارجية الروسية الأحداث التي يشهدها السودان بأنها دليل على أزمة حادة ناجمة عن اتباع سياسة فاشلة على مدى عامين، وأكدت ثقتها بقدرة شعب السودان على حل المشاكل الداخلية بنفسه.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: “ننطلق من حقيقة أن مثل هذا التطور للأحداث في السودان أصبح دليلا على أزمة حادة وشاملة طالت مجالات الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، هذه نتيجة طبيعية لسياسة فاشلة تم اتباعها خلال العامين الماضيين، حيث تجاهلت السلطات الانتقالية ورعاتها ومستشاروها الأجانب حالة اليأس والبؤس التي عانت منها الغالبية العظمى من السكان”.
يذكر أن العاصمة الخرطوم كانت شهدت صباح اليوم انتشارا أمنيا كثيفا وحملة مداهمات واعتقالات لعدة وزراء. وقد شملت قائمة المعتقلين وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة ومجلس السيادة، فضلا عن مسؤولي أحزاب، وولاة خارج الخرطوم.
كذلك ضربت القوى الأمنية طوقا حول مطار الخرطوم، في حين علقت كافة الرحلات الدولية، فضلا عن وقف خدمات الإنترنت والاتصالات.
المصدر : وكالات