رئيس وزراء بولندا: واشنطن تعهدت لأول مرة برد عسكرى إذا انتهكت روسيا أى اتفاق سلام مع أوكرانيا
صرح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعهدت، وللمرة الأولى، بالرد عسكرياً في حال أقدمت روسيا على خرق أي اتفاق سلام مستقبلي مع أوكرانيا، معتبراً ذلك تطوراً مهماً في موقف الحلفاء الغربيين من الحرب الدائرة.
وأشاد توسك بما وصفه بـ”الوحدة الجديدة” بين حلفاء كييف الغربيين، معتبراً إياها “اختراقاً سياسياً”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنها “لا تمثل بأي حال ضمانة كاملة للنجاح” في إنهاء الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البولندي عقب صدور بيان مشترك عن قادة أوروبيين، أكد تحقيق “تقدم ملموس” بعد يومين من محادثات السلام التي جرت في برلين بمشاركة ممثلين عن أوكرانيا ودول أوروبية والولايات المتحدة.
وبحسب ما أفادت به التقارير، التزمت الولايات المتحدة وأوروبا بالعمل معاً لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال انتهاء الحرب، تشمل تشكيل قوة متعددة الجنسيات تقودها دول أوروبية بدعم أمريكي، تعمل داخل الأراضي الأوكرانية، إلى جانب التزامات قانونية ملزمة بالرد على أي هجوم مسلح مستقبلي.
وفي تصريحات أدلى بها على متن طائرة خلال توجهه من ألمانيا إلى قمة أمنية أخرى في فنلندا، قال توسك إن ما يميز هذه المرحلة هو الوضوح غير المسبوق في وحدة الموقف بين الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا التوافق لم يكن دائماً قائماً منذ وصول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، بحسب ما اوردته وكالة الانباء البولندية.
وأضاف: :”ما يمثل اختراقاً، وإن لم يكن ضماناً للنجاح، هو أنه بات واضحاً لأول مرة تقريباً أن الأمريكيين والأوروبيين وأوكرانيا يقفون في خندق واحد”.
وعندما سئل عما إذا كانت الضمانات الأمنية المقترحة لأوكرانيا تعادل المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع الجماعي، رد توسك قائلاً إن ذلك “سيكون مبالغة”، لكنه أوضح أنه سمع بشكل صريح من المفاوضين الأمريكيين أن واشنطن ستكون منخرطة في الضمانات الأمنية بطريقة لا تترك مجالاً للشك لدى روسيا، مؤكداً أن أي هجوم روسي جديد بعد وقف إطلاق النار سيقابل برد عسكري أمريكي.
وشدد توسك على أن روسيا لن تدخل في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب أو حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلا إذا استمر الغرب في إظهار هذا التماسك والوحدة، مؤكداً أن موسكو يجب أن تدرك أنه لا يمكن شق صف الحلفاء.
وفيما يتعلق بمشاركة بولندا عسكرياً، أكد رئيس الوزراء البولندي أن بلاده لن ترسل قوات إلى أوكرانيا ضمن أي قوة حفظ سلام محتملة، مشيراً إلى أن وارسو ستدعم ما يعرف بـ”تحالف الراغبين” بوسائل أخرى.
وأوضح أن بولندا تتحمل مسؤوليات أخرى تتعلق بتأمين الجناح الشرقي، مؤكداً أن قرار إرسال القوات أو عدمه قرار سيادي خالص.
وأشار توسك إلى أن وجوده في قمة هلسنكي، التي جمعت فنلندا والسويد ودول البلطيق ورومانيا وبولندا، يهدف إلى تعزيز أمن الجناح الشرقي لأوروبا، ومناقشة سبل زيادة دعم الاتحاد الأوروبي لدول الخط الأمامي في مواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا.
وعلى صعيد آفاق السلام، أعرب توسك عن تفاؤل حذر إزاء محادثات برلين، مشيراً إلى أن المسؤولين الأمريكيين أبدوا تفاؤلاً بحل نحو 90% من القضايا الخلافية، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إنهاء الحرب بات «أقرب من أي وقت مضى»، مع إقراره بأن هذا التقدير تكرر سابقاً.
وأكد رئيس الوزراء البولندي أن الطريق لا يزال طويلاً، مشيراً إلى أن موسكو ستضطر إلى الموافقة على نشر قوة لحفظ السلام في أوكرانيا، كما لفت إلى أن محادثات صعبة لا تزال قائمة بشأن أي تنازلات إقليمية محتملة، مؤكداً في هذا السياق أن بولندا لن تمارس أي ضغوط على كييف، وأن القرار في هذا الشأن يعود حصراً إلى القيادة الأوكرانية وفقاً لتقديراتها ومصالحها الوطنية.
المصدر: أ ش أ

