أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن مصر هي قلب الأمة العربية، وهي مركز الحاضر والمستقبل.
وأضاف بن دغر- خلال حديث خاص للتلفزيون المصري- أن مصر واليمن صنوان إحداهما في الشمال والأخرى في الجنوب، وكلاهما يطلان على ممرين بحريين مهمين جدا، مشيرا إلى أن هناك علاقات تاريخية قديمة بين مصر اليمن، موضحا أن هذه العلاقات هي علاقة تعاون مشترك بين البلدين.
وأوضح أن الشعب المصري والشعب اليمني يتطلعان لعلاقات أفضل، مؤكدا أن هذه العلاقات شهدت نموا مستمرا خلال العقود الأخيرة.
وفيما يتعلق بزيارة رئيس الوزراء اليمني لمصر، قال ابن دغر إنه يحمل رسالة من الرئيس اليمني إلى نظيره سارت في كل الاتجاهات فالقاهرة وصنعاء على موقف سياسي واحد من الأزمة اليمنية، كما أن مصر دعمت الشرعية واستعادة الدولة في اليمن ورفضت الانقلاب على الشرعية والدولة اليمنية.
وأضاف أن مصر ساهمت في التحالف العربي بقيادة السعودية، موضحا أن الرسالة حملت مضامين عديدة حيث إنها تضمنت الجوانب السياسية والتعاون الإقليمي والتعاون الدولي، ومشيرا إلى أن مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي تقوم بعمل كبير على المستوى العربي والدولي، ومنوها بمواقفها المشرفة في مجلس الأمن المؤيدة للشرعية وعدم المساس بوحدة واستقرار اليمن.
وتابع قائلا إن اليمن تخوض حربا لاسترداد البلاد من الانقلابيين، ولابد أن تكون مصر في الصورة مما يجري على الأرض، وبالتالي ناقش مع الرئيس السيسي الأوضاع الحالية في اليمن ومجريات الأحداث هناك، وكذلك المعطيات التي حدثت خلال فترة الأزمة منذ عام 2014 عندما اجتاحت الميلشيات الحوثية العاصمة صنعاء ثم تعز وعدن.
وقال رئيس الوزراء اليمني إنه استعرض مع الرئيس المصري جوانب الأزمة، وخاصة الجوانب الأمنية، موضحا أن القتال يدور في مدن أخرى غير الجنوبية، فهناك قتال شرس حول العاصمة وآخر في تعز ومأرب والبيضاء.
وأشار إلى أن استمرار الحرب حتى الآن هو مسئولية الشعب اليمني وكافة الأطراف كلها بما في ذلك السلطة الشرعية والحوثيين والمجتمع الدولي، متابعا أن استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة لابد أن ينتهي لكي تتوقف الحرب، ومشيرا إلى أن الشعب اليمني في معظمه يحارب الحوثيين بما في ذلك المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الانقلابيون.
واستطرد قائلا إن بعض وسائل الإعلام لا تنقل الحقيقة كاملة، نافيا أن يكون هناك أي عدوان عربي على اليمن بل هناك عدوان من الحوثيين على اليمن، والذي بدأ منذ زمن طويل، مشددا على أن العرب، وخاصة السعودية، لم يتحركوا إلا بطلب من السلطة الشرعية في البلاد وخاصة عندما تدخلت إيران في الأزمة، مشيرا إلى أن إيران تتدخل في شئون المنطقة العربية بأكملها وليس اليمن وحده.
وتابع رئيس الوزراء اليمني أن إيران لها مطامع في المنطقة العربية وهي تعمل على خلق قلق وتوتر في المنطقة، فهي سبب رئيسي لما يجري في المنطقة، فحين توجد صراعات طائفية في أية دولة توجد إيران.
وأوضح أن هناك تقاعسا من جانب المجتمع الدولي في أن يكون له موقف واضح وخاصة في قرارات مجلس الأمن التي لم تُطبق، مضيفا “قيل وقتها أنه على اليمنيين أن يبحثوا عن حل، ولكن مجلس الأمن لا يريد أن يظهر الحوثيين بأنهم معتدون ولم يطلب منهم الانسحاب من صنعاء أو أية مدينة أخرى وأن يسلموا أسلحتهم وإنما يطلب بأن يكون هناك تحاور وإن طال أمد الحرب وفي ذلك إشكالية”.
وأضاف أن الشعب اليمني لن يقبل باستمرار وجود المليشيات الحوثية في العاصمة ولن يقبل باستمرار حيازتهم للسلاح، كما أن الحلول الوطنية المطروحة تمت صياغتها في وقت مبكر من قبل الشعب، والممثلة في مخرجات الحوار الوطني، وقد قبل بها الحوثيين وعلي عبد الله صالح والانقلاب عليها غير مقبول.
ولفت إلى أن ورقة الضغط الأولى في الأزمة الحالية هي الشعب اليمني الذي يقاوم واستطاع تحرير ثلثي البلاد من قبضة الحوثيين، الذين لم يصبح لديهم سوى خيار واحد هو السلام، وإما استمرار القتال وعليهم أن يتحملوا مسئولية ذلك.
وتابع قائلا “قد أجرينا مفاوضات لمدة 100 يوم في الكويت وللأسف كانت سلبية، فقد رفض الانقلابيون ما قدمته الأمم المتحدة من مخارج للأزمة وكذلك الإطار العام للمباحثات، لذا فالعودة إلى المفاوضات بعد هذا الرفض ستكون عديمة الجدوى”، منوها إلى أنه، مع ذلك، الشرعية اليمنية في نهاية المطاف مستعدة للتفاوض من أجل استعادة الدولة.
وفيما يتعلق بالحصار على اليمن سواء البحري أو البري أو الجوي نتيجة الحرب في البلاد، قال رئيس الوزراء إن الحصار لا يستهدف المواد الغذائية والأدوية ولا احتياجات الشعب، إلا أن ذلك الحصار استُغل من جانب الحوثيين لتهريب الأسلحة والكثير من المعدات التي يحتاجون إليها مما أدى إلى إطالة أمد الحرب، مشيرا إلى أن اليمن مستمر في الالتزام بقرار الأمم المتحدة في هذا الشأن وهو حريص على إيصال الغذاء إلى كافة المناطق سواء كانت في الشمال أو الجنوب، وكذلك إيصال المساعدات لكل مكان في اليمن وهذه هي مسئولية الدولة.
وأوضح أن هناك مشاكل في وصول المساعدات الإنسانية كما تذكر الأمم المتحدة، إلا أن السبب في ذلك هم الحوثيون أنفسهم، فهم من يرتكبون جرائم ضد الشعب اليمني وبعض المنظمات، ووسائل الإعلام العالمية تغض النظر عن ذلك.
وأكد رئيس الوزراء اليمني، أن بلاده تحاول أن ترسل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن هذه الميلشيات مهما كانت قدراتها الحالية فهي تضر بالأمن في اليمن والمنطقة، مضيفا أن الحرب في اليمن ليس لمصلحة أحد، والطريق واضح نحو السلام، ومع ذلك الحوثيون يريدون الحرب.
وأشار إلى أنه رغم صدور قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن، فإن الأمم المتحدة لا تريد إرغامهم على هذا القرار، ولكن التحالف العربي – من جانبه – يراعي هذا القرار تجنبا لسفك المزيد من الدماء، مؤكدا أن تشكيل المجلس السياسي الجديد هو محاولة لإضفاء شكل من أشكال الشرعية على الانقلاب، وموضحا أن البرلمان لم ينعقد للموافقة على المجلس السياسي ولكن بعض الأعضاء فقط هم من اجتمعوا إلا أنهم لم يمثلوا البرلمان في شيء.
وأضاف أن المؤتمر الشعبي العام هو صاحب الأغلبية الكبرى في البرلمان اليمني، و”إذا أخذنا في الاعتبار أن هذا البرلمان كان منتخبا بطريقة ديمقراطية فبالتالي لا بد أن يكون للمؤتمر والأحزاب الأخرى داخل البرلمان رأي مما يعني أن للبرلمان دورا مهما جدا في اليمن.”
وأكد أن الحرب في اليمن ستنتهي إذا التزم الحوثي وصالح ببنود المبادرة الخليجية، مضيفا أنهما يسعيان لفرض مشروع سياسي أمامي جديد.
وفي ختام حديثه، أبدى رئيس الوزراء اليمني تقديره لمصر ووقوفها إلى جانب بلاده في المحافل الدولية، موضحا أن هناك اتفاق في الرؤى بين مصر وبلاده تجاه الأزمة اليمنية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )