أكد وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الخميس، أن العلاقات الاستراتيجية والآليات المتعددة التي يتم تناولها بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على مستوى القمة أو الاجتماعات الوزارية أو تفعيل آلية الحوار الاستراتيجيي أو اجتماعات ٢ + ٢ كلها تصب في إطار تدعيم أواصر العلاقة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون بين البلدين.
جاء ذلك ردًا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الوزير شكري مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، عقب محادثتهما اليوم الخميس بمقر وزارة الخارجية، حول عقد مشاورات في إطار آلية ٢ +٢ لوزيري الخارجية والدفاع بالبلدين وعقد اجتماع آلية الحوار الاستراتيجيي بين البلدين وأهم الموضوعات المتوقع طرحها في هذين الاجتماعين وما إذا كان تم الاتفاق على موعد محدد لعقدهما.
وقال شكري إن العلاقات الاستراتيجية والآليات المتعددة التي يتم خلاها تناول العلاقات سواء على مستوى القمة أو الاجتماعات الوزارية أو تفعيل آلية الحوار الاستراتيجيي أو اجتماعات ٢ + ٢ كلها تصب في إطار تدعيم أواصر العلاقة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون.
وأوضح أن الحوار الاستراتيجي هو حوار واسع يتضمن تعاونًا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتنموية بما في ذلك التعليم و الصحة، وبالتالي يحتاج الأمر لتحضير جيد لعقد هذه الجولة، وقد عزمنا على بدء المشاورات الداخلية بين الأجهزة المعنية تحضيرًا لهذا الاجتماع حتى يكون له مفردات محددة لدعم العلاقات وتسير بها قدمًا.
وتابع شكري قائلًا “إنه وبالتاكيد فإن الحوار الاستراتيجي يوفر كما يوفر اجتماع ٢+٢ فرصة لاستمرار التشاور والتنسيق الوثيق لتناول القضايا الاستراتيجية التي تهم البلدين والتي تسهم من خلال التعاون بيننا في مواجهة التحديات المرتبطة بالساحة الإقليمية وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية.
وأكد شكري أن العلاقات المصرية الأمريكية عميقة ومتنوعة، مشيرًا إلى أن هذه الآليات تخدم استمرار العمل المشترك على تدعيم هذه العلاقة والبناء على ما تم من إنجازات في مختلف المجالات.
من جانبه، قال بومبيو إن العمل على الإعداد لعقد هذه اللقاءات مهم خاصة وأنها تغطي عدة مجالات على النحو الذي ذكره الوزير شكري بالإضافة إلى مجالات الطاقة والنقل والطيران المدني، ونحن مصممون على العمل معًا للتنسيق ليس فقط في علاقتنا الثنائية ولكن أيضًا فيما يتعلق بقضايا المنطقة.
وأشار إلى انخراط الولايات المتحدة في العديد من الموضوعات، مؤكدًا أن التنسيق مع مصر دليل على الشراكة المستمرة بين بلدينا.
وردًا على سؤال للصحافة الأمريكية حول ما إذا كان قد تم مناقشة مسائل تتعلق بحقوق الإنسان، قال بومبيو إنه بشكل عام فإنه يجري خلال أي نقاش بين الجانبين التطرق إلى أمور تهم البلدين ومنها ما يتعلق بحقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي من سوريا والتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة قال بومبيو إننا منخرطون في مباحثات عميقة مع تركيا، والسفير جيفري المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا موجود بالمنطقة لإجراء مباحثات للتوصل الى تفاهمات.
وحول التناقض بين ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من سحب قواته في سوريا في ضوء القضاء على تنظيم “داعش” وتناقض ذلك مع تصريحات أمريكية لاحقة وما إذا كان ذلك يعني تغيرًا فيما يتعلق بقرار الرئيس الامريكي بسحب القوات من سوريا، قال بومبيو: “لا يوجد تناقض، والإعلام فقط هو الذي يرى ذلك وهو الذي اختلقها لكن الرئيس ترامب كان واضحًا في أن الحرب على داعش مستمرة، وسنستمر في محاربة داعش بطرق مختلفة، وقد أصدر ترامب قرار الانسحاب من سوريا ونحن سننفذ ذلك وسنستمر في سحب القوات من سوريا، وقد دمرنا ٩٩ في المائة من قدرات داعش ولكن سنواصل أيضا حملتنا لدحرها، ونحن مصممون على ذلك وهو ما أكده المسئولون الذين التقيتهم وأيضًا فإن مصر أكدت ذلك”.
ومن جانبه، عقب الوزير شكري قائلًا إنه فيما يخص مكافحة الإرهاب فإن شراكتنا في حربنا على الإرهاب مهمة، مشيرًا إلى أنه وبصرف النظر عن قدرات داعش لكن الشبكة الكاملة والإجمالية للإرهاب تتخطى ذلك، ونرى ذلك في منظمات إرهابية أخرى مرتبطة بداعش تحمل أسماء مختلفة في سوريا والعراق وفي غرب أفريقيا وليبيا مثل بوكو حرام وجبهة النصرة وأحرار الشام والإخوان المسلمين.
وأضاف أن كل هذه منظمات ملتزمة بأيديولوجية للتطرف واللجوء للعنف والإرهاب، وهو ما يشكل تهديدًا نواجهه جميعًا، ونحن مصممون على مواجهة كل المنظمات ذات الأيديولوجية الإرهابية المتطرفة والقضاء عليها جميعًا.
هذا وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالدور الذي تلعبه مصر في مواجهة الإرهاب وحماية شعبها، معربًا في الوقت ذاته عن فخر الإدارة الأمريكية إزاء ما تقوم به مصر في هذا الصدد.
ونقل بومبيو، في بداية كلمته بالمؤتمر، تحيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشعب المصري والقيادة المصرية، كما قدم بومبيو الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على استضافته وحسن الاستقبال.
وأضاف أن المباحثات الثنائية التي جرت اليوم مع الوزير شكري تناولت العلاقات بين البلدين وهو أمر ضروري في المرحلة الراهنة وخاصة في ظل قيام مصر بمواجهة الإرهاب، والذي كانت آخر عملياته يوم السبت الماضي، معربًا عن تعازي الشعب الأمريكي وتضامنه مع
الشعب المصري.
وأشار إلى خطر الإرهاب الذي يواجه مصر حاليًا، بالإضافة إلى راديكالية متطرفين إسلاميين والتي تقوم بإشعال الإرهاب، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية لطالما ظلت تؤكد على الدور التاريخي الذي تلعبه مصر في محاربة الإرهاب.
وتابع الوزير الأمريكي قائلًا: “الرئيس ترامب طلب من الدول المختلفة القيام بحماية شعوبها، ووجه الشكر للرئيس السيسي على ما قام به في هذا الخصوص”، مضيفًا: “نحن نحث كافة الدول على التحرك لدحر الإرهاب والقضاء على جذوره”.
وأوضح أن الحرب ضد تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية ستستمر، ومصر والولايات المتحدة تعملان معًا لأجل تسوية القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط وتحقيق التوازن بالشرق الأوسط وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في المبادرات التالية الخاصة بهذا الشأن.
وأضاف قائلا “لدينا فرصة لمناقشة دعم الولايات المتحدة ومصر للعملية الديمقراطية في ليبيا، وكذلك الحملات الإيرانية المروجة للإرهاب”، مشيدًا بدور مصر في مواجهة الإرهاب، معربًا في الوقت ذاته عن فخر الإدارة الأمريكية إزاء ما تقوم به مصر في هذا الصدد.
وتطرق بومبيو إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي التي تقوم به مصر، معربًا عن فخر الإدارة الأمريكية بما حققته مصر من تقدم في هذا الخصوص، مضيفًا أن بلاده ستستمر في تشجيع الاقتصاد وفتح فرص كبيرة للشركات الأمريكية للاستثمار في مصر.
وتابع بومبيو قائلًا “تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تقوم مصر بإجراءات إصلاحية ضرورية لتحقيق تقدم في قطاعي الاقتصاد والطاقة”، مشددًا على أنها خطوات مهمة يتم اتخاذها لتحقيق الرخاء للشعب المصري، وأن بلاده مستعدة لدعم ذلك”.
واستطرد قائلًا “نقدر قيام الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعم الحرية الدينية، والولايات المتحدة ترحب بذلك، فلابد أن يكون لكل الأشخاص الحرية في العبادة”.
واختتم بومبيو كلمته بالتأكيد على أنه تم خلال المباحثات مناقشة الأمور الخاصة بتحقيق المصالح المشتركة للجانبين في المجالات المختلفة وكيفية تحقيق أقصى استفادة للشعب المصري، والتطلع إلى تفعيل العلاقات الثنائية، قائلًا: “إن مصر ستستمر في الحصول على صديق
قوي وداعم في الولايات المتحدة”.
المصدر: وكالات