أكد وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو، اليوم الخميس، عمق علاقات التعاون التى تربط بين البلدين فى العديد من المجالات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الوزيران اليوم فى ختام جلسة المباحثات التى جرت بمقر وزارة الخارجية.
ورحب الوزير شكرى بنظيره المجري، مشيرا إلى أنهما عقدا مشاورات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين.
وأعلن الوزير شكرى أنه تم اليوم التوقيع على اتفاقيتين فى قطاع الطاقة وأخرى بين المعهد الدبلوماسي المصرى والمعهد المجري.
وقال إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية التي شهدت طفرة كبيرة فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء المجري اوربان منذ عام ٢٠١٤.. لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين متينة حيث سنحتفل هذا العام بمرور ٩٢ عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية.
وأكد الوزير شكري على وجود إرادة سياسية فى البلدين لتدعيم العلاقات.. مضيفا أن المباحثات تناولت أيضا سبل الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أرفع.
وأعرب الشكر للمنح الدراسية المقدمة لمصر والتى تصل إلى حوالى ١٠٠ منحة والاستفادة من الطلاب المصريين، بالإضافة إلى فرص زيادة الاستثمارات المجرية وتنفيذ مشروع تطوير سكك الحديد بالتعاون مع روسيا والمجر، والأوضاع الاقليمية وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي والتفهم الذي تبديه دوما المجر لما تشهده مصر.
وأعرب الوزير شكري عن التطلع إلى العديد من اللقاءات؛ لاسيما وأن المجر ستتولى العام المقبل رئاسة مجموعة فيشجراد ويتم الإعداد لعقد القمة الثانية بين مصر ودول المجموعة العام القادم.
وأوضح أنه تم أيضا مناقشة تداعيات كورونا وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد؛ حيث تم إطلاع الوزير المجري على الإجراءات التي اتخذتها مصر؛ لا سيما فى القطاع السياحي، حيث اتخذت السلطات المصرية خطوات لتأمين بأقصى الدرجات السائحين.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية والتجارة المجري بالعلاقات التي تربط بين البلدين، كما أكد على رؤية بلاده أن أمان أووربا يبدأ فى شمال افريقيا.. لافتاً إلى أن مصر تعد أهم دولة في منطقة شمال أفريقيا.
وأوضح أن المباحثات مع الوزير شكري تناولت قضية الهجرة، خاصة وأن اللجنة الاوروبية أعلنت عن سياستها للهجرة، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للمجر، لإنها تؤسس على نفس المبادىء منذ ٢٠١٥ بما فى ذلك تطبيق نظام من أجل إدماج وإسكان اللاجئين بطريقة غير لائقة.
واعتبر الوزير المجري سياسة الهجرة المتبعة من قبل اللجنة الاوروبية تسبب مخاطر وتهدد بنشوب موجات جديدة للهجرة، إذ ترى بودابست أنه يجب دخول دول الاتحاد الاوروبى بشكل شرعي وهو الامر الذي يزيد الاعباء على مصر.
وشدد على أن الهجرة غير الشرعية يمكن إيقافها وهو ما نجحت فيه مصر عن طريق البحر، كما اثبتت المجر أن الهجرة يمكن إيقافها في البر.
وردا على سؤال حول الاتفاقيتين اللتين وقعتا اليوم بين البلدين والآفاق المستقبلية للعلاقات فى المرحلة القادمة، أكد الوزير شكري أهمية مجال الطاقة والغاز بالنسبة لمصر باعتبارها دولة تتزايد فيها استكشافات الغاز ولدينا البنية الأساسية للتسييل بالإضافة إلى أنها تدخل في إطار إقامة منتدى غاز شرق المتوسط والآفاق التي يتم فتحها من خلال المنتدى في إطار التعاون الإقليمي؛ سواء الاستكشاف أو الإنتاج أو التصدير لهذا المنتج العام للرواج الاقتصادي.
وأضاف الوزير شكري أن المجر تقع في طريق العبور لخطوط الإمداد إلى أوروبا لتنويع مصادر للطاقة لديها، وترى أن مصر تعد شريكا تربطه به علاقات قوية تستطيع أن توسع من تعاونها في هذا المجال، مشيرا إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم يفتح مجالات التعاون والتواصل بين الأجهزة الفنية في البلدين لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار وكيفية الاستفادة وتحقيق المصلحة المشتركة.
ولفت إلى أن الاتفاقية الأخرى بين المعهدين الدبلوماسيين المصري والمجري تأتي في إطار التعاون بين الجانبين في مجال الدورات التدريبية المتبادلة والتواصل بين الشباب الملتحق لوزارتي الخارجية.
وشدد وزير الخارجية على وجود الإرادة السياسية فى البلدين لتطوير العلاقات وتوسيع رقعة التعاون والاستثمار والمصلحة المشتركة.
وأكد وزير الخارجية المجرين من جانبه، أن بلاده تستهلك ١٠ مليار متر من الغاز، بينما تنتج مليارا ونصف المليار فقط، ويتم استيراد الجانب الأكبر من روسيا، وحاليا تسعى المجر إلى توسيع مصادر استيراد الغاز وأحد هذه الخيارات هى مصر.. مشيرا إلى أن الغاز سيصل إلى المجر عن طريق الأنابيب وأن بلاده تدعم أن تقوم مصر بإنتاج المزيد من الغاز السائل حتى تستطيع بودابست الاستفادة منه.
وفيما يخص توقعاته لعودة السياحة المجرية لمصر وخاصة للمدن الساحلية.. قال وزير الخارجية المجري إن جائحة كورونا تسببت فى قطع إمدادات السفر، مشيرا إلى أن المجر اتخذت إجراءات مشددة على حدودها مع فرض حجر صحى على المواطنين المجريين لدى عودتهم من السفر من الخارج.
وأوضح أنه عندما يصبح الوضع ملائما فإن السياح المجريين سيعودون إلى مصر، لافتا إلى أن الوزير شكري يعد أكبر مروج المعالم السياحية المصرية سواء شرم الشيخ أو الغردقة أو المناطق السياحية الأخرى.
ومن ناحيته، قال شكري إن العالم يعيش مرحلة استثنائية مرتبطة بحائجة كورونا ويتم مراعاة الإجراءات التي تحمي الشعوب من هذه الجائحة، ونحن نقدر هذه الاعتبارات، مشيرا إلى أننا نقوم بطمأنة شركائنا بأننا اتخذنا إجراءات عميقة ومشددة في تأمين المقاصد السياحية حتى نستفيد من العوائد الاقتصادية من خلال توفير المناخ الآمن للزائرين.
وقال الوزير شكري “إننا سوف نستمر في التواصل ومتابعة التطورات لإيجاد المدخل الملائم لاستناف الطيران العارض للمقاصد السياحية وهو ما أكده وزير الخارجية المجري.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
