بالفيديو.. خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الألمانى.. عبد العاطى يؤكد ضرورة الدخول فى المرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن غزة
جدد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، اليوم الثلاثاء، التأكيد على ضرورة الدخول في المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وقال إن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أوشكت على الانتهاء، ويجب الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق ونأمل إدخال مساعدات أكبر للشعب الفلسطيني بقطاع غزة الذي نرفض أي محاولة لتقسيمه.
وأضاف عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني يوهان فاديفول فى برلين، أن المباحثات مع فاديفول تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في الضفة الغربية والذي لا يقل سوءا عن قطاع غزة، خاصة في ضوء حملات الترويع التي يقوم بها المستوطنون ضد المدنيين الأبرياء في الضفة.
وأوضح أنه تم مناقشة الأوضاع في غزة مع قرب الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام، معربا عن أمله في دخول المساعدات بكميات أكبر لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني ودون قيود والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار والبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب والدخول في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وأشار وزير الخارجية إلى الترحيب المصري ـ الألماني باعتماد القرار الأممي في مجلس الأمن وضرورة البدء في تنفيذه، لافتا إلى أن هناك 3 آليات تم النص على تشكيلها (مجلس السلام، قوة الاستقرار الدولية، واللجنة الإدارية الفلسطينية التي تتولى إدارة القطاع) وهي كلها كيانات ذات طابع انتقالي مؤقت تنتهي ولايتها في ديسمبر 2027 .
وأوضح أن الجانبين أكدا أن الضمان الوحيد للاستقرار في هذه المنطقة هو التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، خاصة الارتباط الكامل بين الضفة والقطاع وعدم تقسيم قطاع غزة والعمل على تجسيد حل الدولة الفلسطينية وإقامتها على خطوط الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمقررات الشرعية الدولية.
وأكد أهمية الدور الهام الذي تضطلع به ألمانيا سواء ثنائيا أو في إطار الاتحاد الأوروبي في البناء على المقترح الأوروبي الأمريكي لتنفيذ الاتفاق بكل مراحله بما يضمن السلام والأمن لشعوب المنطقة، مضيفا أن المباحثات تطرقت أيضا حول الترتيبات الخاصة بعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر لإعادة الإعمار في غزة.
بشأن السودان، قال الوزير عبد العاطي إن المباحثات مع نظيره الألماني يوهان فاديفول تناولت مستجدات الأحداث في السودان الشقيق وأهمية التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف كامل لإطلاق النار بما يؤسس لإطلاق عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا، كما توافقنا على الموقف المشترك بين مصر وألمانيا في دعم الرباعية والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية والرفض الكامل لأي تقسيم، فضلا عن دعم مؤسسات الدولة الوطنية في السودان.
وأكد أهمية نفاذ وصول المساعدات وإنشاء ملاذات آمنة للسودانيين الذين فروا من عمليات الترويع والقتل الذي حدث عند سقوط الفاشر، مضيفا أنه توافق مع نظيره الألماني على الإدانة الكاملة لهذه الأفعال التي ارتكبت في حق المدنيين الأبرياء.
وأوضح الوزير عبد العاطي أن المباحثات تناولت الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان، مشددًا على ضرورة وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي السورية واللبنانية، كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الوضع في ليبيا، مع التشديد على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن كخطوة أساسية نحو الاستقرار.
وأشار إلى أنه تم مناقشة مستجدات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل الإفريقي، لافتا إلى أن أمن واستقرار هذه المناطق يعد عنصرًا محوريًا في معالجة جذور الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وأكد أن مواجهة هاتين الظاهرتين تتطلب حلولًا سياسية شاملة للأزمات الممتدة في المنطقة.
وذكر الوزير أن المحادثات شملت الملف النووي الإيراني والأزمة الأوكرانية، موضحا أنه “لا حلول عسكرية” لأي من هذين الملفين، وأن السبيل الوحيد يتمثل في دفع المسار السياسي والدبلوماسي.
كما استعرض الموقف المصري فيما يتعلق بقضية الأمن المائي وسد النهضة الإثيوبي، محذرًا من خطورة الإجراءات الأحادية غير المسئولة من جانب أديس أبابا، وما تمثله من تهديد مباشر للمصالح المائية المصرية وأمنها القومي، فضلًا عن انعكاساتها على استقرار المنطقة والقارة الإفريقية بأكملها.
وأكد الوزير عبد العاطي تطلع مصر لاستمرار التشاور الوثيق مع الوزير الألماني في مختلف ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وردا على سؤال حول موعد انعقاد مؤتمر إعادة إعمار غزة، قال وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي إن القاهرة تسير قدمًا في عملية الإعداد للمؤتمر، بالتنسيق مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى أن ألمانيا سيكون لها دور رئيسي باعتبارها من الدول المشاركة في تنظيم المؤتمر.
وأضاف أن مصر تتواصل حاليًا مع الولايات المتحدة للاتفاق على موعد مناسب، بحيث يُعقد المؤتمر برئاسة مشتركة بين القاهرة وواشنطن، موضحًا أن الدور الأمريكي “محوري”، وأن ملف إعادة الإعمار يمثل جزءًا أساسيًا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وشدد الوزير عبد العاطي على أهمية الدور الأوروبي، لافتًا إلى أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي شريكان أساسيان، وخاصة فيما يتعلق بـ تدريب الشرطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن بعثة EUBAM Rafah الأوروبية لها دور حاسم، وأن مصر مستعدة للتنسيق الكامل مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا في هذا الملف.
وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر تنفذ بالفعل برامج تدريب للشرطة الفلسطينية على أراضيها، بهدف تجنب أي فراغ أمني في قطاع غزة، موضحًا أن هناك قوة شرطة فلسطينية متواجدة داخل القطاع وجاهزة للانتشار الفوري، إلى جانب الدفعات التي يجري تدريبها حاليًا في مصر، داعيا إلى دعم أوروبي إضافي ومشاركة من بعثة EUBAM Rafah وبعثة EUPOL لتدريب أكبر عدد ممكن من عناصر الشرطة بعد استيفاء الإجراءات الأمنية اللازمة، تمهيدًا لإعادة انتشارهم داخل القطاع بما يضمن فرض الأمن والاستقرار والنظام العام.
ولفت الوزير إلى أن هناك نقاشات مطولة مع الجانب الألماني حول الأزمة السودانية، مؤكداً أن مصر تمتلك رؤية واضحة ضمن إطار الرباعية الدولية .
وأوضح “أن إعلان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر 2025 يحدد خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتدشين عملية سياسية شاملة ذات ملكية سودانية كاملة”، مشيرا إلى أن مصر تتواصل مع الولايات المتحدة والأشقاء أعضاء الرباعية، وكذلك مع الجانب الألماني، بهدف التوصل سريعاً إلى هدنة وإنشاء ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بما يمهد لوقف إطلاق النار والشروع في عملية سياسية شاملة تشمل جميع الأطراف دون استثناء.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال الوزير عبد العاطي إن مصر تتابع تنفيذ خطة عربية إسلامية لإعادة الإعمار، تم اعتمادها خلال القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة في 4 مارس، مؤكدا أن مصر تعمل على توثيق التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا وجميع الشركاء الإقليميين والدوليين لعقد مؤتمر إعادة الإعمار وتنفيذ الخطة على الأرض، في ظل الوضع الإنساني الصعب ومع اقتراب الشتاء والتحديات المناخية في القطاع.
ونوه الوزير بأن هناك جهات عديدة، بينها ألمانيا، تدعم المؤتمر وستشارك في التنظيم، مشيراً إلى أن المشاركة الأمريكية ستكون رئيسية تحت رئاسة مشتركة لضمان نجاحه.
يأتى هذا فيما أكد الوزير عبد العاطي، الأهمية التي توليها مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية، لاسيما فيما يتعلق بتوطين الصناعة، وعلى رأسها صناعة السيارات والصناعات الدوائية ووسائل التنقل الذكي والكهرباء وغيرها من المجالات التي يحظى فيها الجانب الألماني بسمعة عالمية وتطور ملحوظ.
وشدد الوزير عبد العاطي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، على أن الاقتصاد المصري يتمتع بالعديد من الإمكانيات الكبيرة، حيث ارتفع الاقتصاد المصري خلال الربع الأخير من العام المالي الحالي 2024 ـ 2025 إلى 5% وهو معدل يتخطى توقعات العديد من المؤسسات الدولية، ويتسم الاقتصاد المصري بتنوع قاعدته ليشمل قطاعات الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والخدمات بما يعكس تحول الاقتصاد المصري إلى قاعدة إنتاجية مهمة ومتنوعة.
وأكد حرص مصر على تعزيز العلاقات مع ألمانيا للوصول إلى آفاق أرحب، وقال “من دواعي سروري أن أتواجد اليوم في برلين لتلبية الدعوة الكريمة من فاديفول”، مشيرا إلى أن مدينة برلين تحتل مكانة رفيعة في نفسه بعد أن تشرف بالعمل فيها سفيرا لمصر لمدة 4 سنوات خلال الفترة من 2015 ـ 2019”.
وأوضح أنه “من هذا المنطلق يسعدني أن أتواجد في هذه المدينة العريقة والتشاور مجددا مع الوزير يوهان بعد أقل من شهرين من زيارته الأخيرة إلى القاهرة في السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما يعكس عمق العلاقات المصرية ـ الألمانية والحرص المتبادل على مزيد من التنسيق بين البلدين، بما يخدم مصالحهما المشتركة”.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى أنه وقع اليوم مع الوزير الألماني الإعلان المشترك لتدشين آلية وزارية للتشاور السياسي بين البلدين على مستوى وزيري الخارجية، وهو ما يعكس عمق العلاقات المصرية الألمانية، وهذه ستكون خطوة نحو رغبتنا المشتركة في ترفيع هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال الفترة القادمة بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير.
وتابع قائلا “نحرص على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر وألمانيا في الربيع القادم بمشاركة وزيرة الاقتصاد الألمانية، كما نرحب بالمقترح الألماني لعقد منتدى أعمال على هامش أعمال اللجنة الاقتصادية من أجل تعميق الروابط والعلاقات بين القطاع الخاص في البلدين الصديقين”.
وأضاف “رحبت أيضا أثناء المحادثات مع الوزير الألماني بعقد المفاوضات الحكومية المصرية ـ الألمانية حول التعاون التنموي والتي عقدت يوم 17 نوفمبر 2025، حيث تم الاتفاق على العمل بشكل مشترك من أجل تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين والاستفادة من المميزات التنافسية التي تتمتع بها كل من مصر وألمانيا، حيث تعد مصر سوقا آمنا للاستثمارات الألمانية وتساهم في مساعي الشركات الألمانية في منافسة في الأسواق العالمية خاصة بالقارة الإفريقية.
وأشار إلى الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها مصر من توفر الأيدي العاملة الماهرة منخفضة التكلفة والمدربة وموقعها الجغرافي المتميز، فضلا عن انخراط مصر في العديد من اتفاقيات التجارة الحرة سواء في إفريقيا أو مع الاتحاد الأوروبي أو مع الدول العربية أو حتى مع الدول اللاتينية في إطار اتفاقية “الميركوسور”، ونتطلع في المقابل للاستفادة من الخبرات الألمانية في مجالات التصنيع والطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة.
وذكر أن المباحثات مع نظيره الألماني تناولت الوجود الألماني في مصر والحرص على جذب المزيد من الاستثمارات، معربا عن تطلعه إلى أن تظل مصر في صدارة الدول بالنسبة للسائح الألماني، خاصة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وأضاف الوزير عبد العاطي أن المباحثات تطرقت إلى العمالة المدربة والماهرة والاتفاقيات القائمة بين البلدين للاستفادة من العمالة المصرية في مختلف المجالات، خاصة وأن هناك ما يقرب من 550 ألف مصري ممن يتحدثون اللغة الألمانية، كما تم مناقشة التعاون في مجالات التدريب المهني والبحث العلمي والتعليم العالي .
وأشار إلى أنه تم بحث مشاركة الشركات الألمانية في العديد من مشروعات البنية التحتية مثل مشروع سيمنز لتطوير قطاع الكهرباء ومشروع شبكة القطارات الكهربائية السريعة وغيرها من المشروعات التي تحقق مصالح البلدين.

