أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الخميس، أن فكرة الصراع النووي المحتمل تعد أمرا غير مقبول، مطالبا جميع الدول التي تمتلك أسلحة نووية بالالتزام بعدم استخدامها والقضاء الكامل عليها.
وأعرب جوتيريش، خلال كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوجود خطط لتنظيم استفتاءات في مناطق بأوكرانيا لا تخضع حاليا لسيطرة الحكومة، مشددا على أن أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى ناتج عن استخدام القوة أو التهديد هو انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأشار جوتيريش إلى أن الآلاف من المدنيين الأوكرانيين ومن بينهم مئات الأطفال قتلوا أو أصيبوا، ومعظمهم بسبب القصف الروسي لمناطق مدنية، مضيفا أن كل طفل في أوكرانيا تعرض لكابوس الحرب إما عن طريق العنف أوالانفصال عن عائلته.
وأوضح أن الموقف سيزداد سوءا عند اقتراب فصل الشتاء وتناقص إمدادات الغاز والكهرباء، كما أنه على المستوى العالمي فإن الصراع سيتسبب في تفاقم أزمة الغذاء والتمويل والطاقة وهو ما سيدفع ملايين الأشخاص إلى المزيد من الفقر والجوع وتعطيل عجلة التنمية والعودة بها إلى سنوات للخلف.
وتابع جوتيريش أن هذه التطورات تأتي في أعقاب جائحة كورونا والآثار الكبيرة التي تسبب فيها التغير المناخي، مشيرا إلى أن الأشخاص الأكثر ضعفا والأكثر احتياجا هم الذين يعانون بشكل أكبر في الدول النامية التي مازالت تتعافى من أزمة كوفيد-19 وظاهرة التغير المناخي.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل من أجل تعظيم كل فرصة لتقليل هذه المعاناة، لافتا إلى أنه عن طريق محادثاته مع كل من الرئيسين الأوكراني فلوديمير زيلينيسكي والروسي فلاديمير بوتين وبالتعاون مع الشركاء على الأرض فقد تم توفير مساعدات لحوالي 13 مليون شخص.
وأشار إلى أن لجنة حقوق الإنسان عملت على توثيق آثار غير مقبولة لهذه الحرب على حقوق الإنسان، موضحا أن التقارير مليئة بصور مختلفة للوحشية والعنف والمعاملات السيئة مع سجناء الحرب بالإضافة إلى العنف الجنسي.
ولفت إلى أن آخر التقارير بشأن مواقع الدفن في منطقة “إيزيوم” كانت مزعجة للغاية، حيث أكد أنه يجب أن يتم التحقيق في كل هذه الانتهاكات ومحاسبة المسئولين عنها من خلال إجراءات عادلة وقانونية.
وشدد على أن إنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم الدولية يعد أمرا أساسيا، ولهذا فإن المحكمة الجنائية الدولية تلعب دورا مهما لضمان المساءلة الفعالة وقد بدأ المدعون فيها بالفعل تحقيقا في الوضع في أوكرانيا، داعيا جميع الأطراف إلى التعاون بالكامل مع المحكمة، حيث إن هذا يعد أمرا ضروريا.
وقال جوتيريش إن الأشهر السبعة الأخيرة من الحرب شهدت معاناة ودمارا لا يوصفان، واستمرارها ينطوي على إمكانية غير محدودة لإلحاق ضرر جسيم بأوكرانيا وحول العالم.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء الوضع عند محطة “زابوريجيا” النووية في أوكرانيا، مؤكدا أنه يجب أن تنتهي جميع الهجمات على المنشآت النووية لأن أي ضرر للبنية التحتية النووية عمدا أو عن غير عمد ستكون له عواقب وخيمة والعالم لا يتحمل وقوع كارثة نووية.
وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتشاور مع جميع الأطراف لضمان أمن المحطة والمناطق المحيطة بها، معربا عن شكره للمنظمة على العمل الذي تقوم به، ومطالبا بالإبقاء فقط على المنشآت النووية التي تحافظ على طبيعة سلمية.
ورحب جوتيريش بقرار تبادل السجناء بين كل من أوكرانيا وروسيا والذي يتضمن مبادلة أكثر من 250 فردا من سجناء الحرب، كما طالب جميع الأطراف بالقيام بالمزيد من هذه المبادلات.
وحول الغذاء والأسمدة، قال جوتيريش إنه في شهر يوليو تم التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن استئناف صادرات الغذاء والأسمدة من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، ومنذ ذلك الحين تم نقل أكثر من 3ر4 مليون طن متري من الغذاء إلى 29 دولة في 3 قارات ومن بينها 3 شحنات تم نقلها عن طريق برنامج الغذاء العالمي لكل من اليمن وأفغانستان والقرن الأفريقي.
وأكد أنه منذ توقيع هذا الاتفاق، فقد انخفضت أسعار الغذاء العالمي بشكل كبير ولكن تظل أعلى بحوالي 8 في المائة عن العام الماضي، مشددا على أهمية أن تستمر شحنات الغذاء للمساعدة في استقرار الأسواق.
وفي ختام كلمته، ناشد جوتيريش جميع الدول الأعضاء مضاعفة الجهود لمنع أي تصعيد وبذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب وضمان تحقيق السلام الدائم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)