أيّد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، اليوم الأحد، رفع سعر البنزين الذي فجّر احتجاجات في شتى أنحاء البلاد منحيا باللوم في ”أعمال التخريب“ على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي ”هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك… ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا“.
وذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع للتواصل الاجتماعي أن الشرطة وقوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين يوم السبت في طهران وعشرات المدن الأخرى بعد يوم من رفع سعر البنزين.
وقال خامنئي، قبل ساعات من قول وسائل الإعلام إنه تمت استعادة الهدوء في البلاد، ”الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب والإخلال بالأمن ويواصلون فعل ذلك“.
وأضاف ”للأسف حدثت بعض المشاكل وفقد عدد من الأشخاص أرواحهم ودُمرت بعض المراكز“.
وقال إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب تطبيقها لكنه دعا المسؤولين إلى الحيلولة دون ارتفاع أسعار السلع الأخرى.
وقالت طهران إنه من المتوقع أن يوفر رفع أسعار البنزين نحو 2.55 مليار دولار سنويا لإضافة مزيد من الدعم لنحو 18 مليون أسرة إيرانية أو نحو 60 مليون شخص من ذوي الدخول المنخفضة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن بعض نواب البرلمان، الذين كانوا يعتزمون مناقشة السبل المقترحة لإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها، سحبوا اقتراحهم بعد خطاب خامنئي يوم الأحد.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن بيان لوزارة المخابرات الإيرانية إنها حددت هوية قادة الاحتجاج ويجري اتخاذ ”الإجراءات المناسبة“.
وقال الرئيس حسن روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي ”الناس لهم الحق في الاحتجاج. لكن ذلك يختلف عن الفوضى. لا يمكننا أن نسمح بزعزعة الأمن في البلاد بأعمال الشغب“.
وقال مسؤولون إن شخصا قُتل في مدينة سيرجان بجنوب شرق البلاد الجمعة بينما أشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقوع عدة وفيات أخرى إذ اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيا.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن شرطيا لاقى حتفه يوم السبت في الاحتجاجات التي اندلعت فيما يزيد على 100 مدينة وبلدة.
وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أنه تم اعتقال ألف محتج وأنه تم إضرام النار في 100 بنك.
ويحرص رجال الدين الذين يحكمون إيران على منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 حينما خرجت احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لتنحي رجال الدين عن الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون إن 22 شخصا لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات.
وعلى الرغم من أن الحكومة رفعت سعر البنزين إلى 15 ألف ريال (0.13 دولار) للتر من عشرة آلاف ريال وحددت حصصا لصرفه، وستبلغ تكلفة المشتريات الإضافية 30 ألف ريال للتر، فإن سعر الوقود في إيران لا يزال من بين الأرخص في العالم.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنه تم تقييد الوصول إلى الإنترنت بعد الاحتجاجات بناء على أمر من مجلس معني بأمن الدولة.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحول المحتجين إلى العنف يوم السبت بعد أن اشتبكت معهم شرطة مكافحة الشغب وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع واستخدمت العصي لتفريقهم.
وأضافت وكالة أنباء الطلبة أن العديد من المتاجر في سوق طهران أغلقت أبوابها يوم الأحد بعد ”اضطرابات“ قام بها أشخاص من خارج المنطقة التجارية مشيرة إلى أن المتاجر ستفتح أبوابها على الأرجح بعد وصول تعزيزات الشرطة.
المصدر: رويترز