يعرف التهاب المعدة بأنه تهيّج أو التهاب يصيب بطانة المعدة، وهو من الحالات التي تتأثر كثيرًا بنمط الحياة، لا سيما النظام الغذائي. ورغم أن الطعام ليس سببًا مباشرًا للمرض، فإن نوعية الأطعمة وطريقة تناولها يمكن أن تُحدث فرقًا واضحًا في حدة الأعراض وسرعة التعافي.
يمكن أن ينشأ الالتهاب بسبب العدوى البكتيرية، مثل الملوية البوابية، أو نتيجة الاستخدام الطويل لبعض الأدوية كمسكنات الألم من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، إضافة إلى التدخين. وهناك حمية او نظام غذائي يحد من هذا الالتهاب.
أطعمة للحمية تساعد في تهدئة المعدة أثناء الالتهاب
خلال فترات التهاب المعدة النشط، تحتاج المعدة إلى أطعمة لطيفة وسهلة الهضم.وهو ما توفره حمية التهاب المعدة، ويُنصح بأن تكون الوجبات صغيرة ومتكررة لتجنب امتلاء المعدة وزيادة الحموضة. من أبرز الخيارات التي يوصي بها الأطباء وخبراء التغذية:
1- الفواكه والخضراوات المطهية بلطف
الطبخ بالبخار أو السلق أفضل الطرق لجعل الخضراوات سهلة الهضم. البطاطا، الكوسا، الجزر، والقرع من الخيارات الممتازة، إلى جانب الفواكه اللينة مثل الموز، والتفاح المطهو، والبطيخ. هذه الأطعمة تمد الجسم بالعناصر الغذائية دون إرهاق المعدة.
2- النشويات الخفيفة
الأرز الأبيض، دقيق الشوفان، البطاطا المسلوقة توفر طاقة لطيفة لا تسبب تهيجًا. يوصى بالابتعاد عن الحبوب الكاملة القاسية مؤقتًا أثناء فترات الالتهاب النشط لأنها تحتوي على ألياف صعبة الهضم.
3-البروتينات الخفيفة على الجهاز الهضمي
يمكن تناول اللحوم البيضاء مثل صدور الدجاج أو الديك الرومي منزوع الجلد، والسمك الأبيض، والبيض المسلوق أو بياضه فقط، إضافة إلى التوفو النباتي. يُفضل تحضير هذه الأطعمة بالسلق أو الطهو بالبخار بدل القلي.
4- الترطيب بالماء وشاي الأعشاب
الماء يظل الخيار الأمثل، مع إمكانية تناول كميات صغيرة من شاي الزنجبيل أو النعناع. ومع ذلك، يجب الحذر؛ فبعض أنواع النعناع قد تُفاقم أعراض الحموضة لدى بعض الأشخاص.
أطعمة يفضل تجنبها أثناء التهاب المعدة
بعض المأكولات والمشروبات تُعد من أبرز مثيرات التهاب المعدة، لذا يُنصح بالابتعاد عنها أو تقليلها قدر الإمكان:
1- المشروبات الكحولية
الكحول من أكثر المواد التي تضر بطانة المعدة، فهو يُضعف الغشاء الواقي للمعدة ويؤدي إلى التقرحات مع الوقت.
2- الأطعمة والمشروبات الحمضية
الفواكه الحمضية مثل الليمون والبرتقال والأناناس، وكذلك العصائر التي تحتوي عليها، تهيج المعدة الملتهبة وتزيد الشعور بالحرقان.
3- القهوة والمشروبات الغازية
الكافيين والغازات من المكونات التي ترفع حموضة المعدة وتُسبب الانتفاخ والاضطراب الهضمي، سواء كانت القهوة عادية أو منزوعة الكافيين.
4- الأطعمة المقلية والدهنية
الدهون تُهضم ببطء وتبقى في المعدة لفترة أطول، ما يزيد من الإحساس بالامتلاء والغثيان. وتشمل هذه الفئة الوجبات السريعة والمعجنات الجاهزة والمقرمشات عالية الدسم.
5-الخضراوات النيئة عالية الألياف
مثل البروكلي والكرنب والتفاح غير المقشّر، فهي صعبة الهضم وقد تزيد الغازات. يُفضل طهيها جيدًا أو تجنبها مؤقتًا إلى أن تتحسن الأعراض.
عادات غذائية ونمط حياة لدعم التعافي
ليس الطعام وحده ما يؤثر في التهاب المعدة، بل أيضًا طريقة الأكل والعادات اليومية. إليك أبرز الإرشادات:
تناول وجبات صغيرة على فترات متقاربة بدلًا من وجبتين أو ثلاث ضخمة.
تجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة؛ يُفضل الانتظار ساعتين على الأقل.
حاول تحديد أوقات ثابتة للوجبات يوميًا لتسهيل عملية الهضم.
تجنب التوتر والإجهاد العصبي قدر الإمكان؛ فالعامل النفسي يُعد من أهم محفزات التهابات المعدة.
استشر الطبيب قبل استخدام أي دواء مسكن لفترات طويلة، فبعضها يضر بطانة المعدة.
متى تحتاج إلى مراجعة الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض كالألم في المعدة، الغثيان، أو الحموضة لعدة أسابيع، فزيارة الطبيب ضرورية. فقد تكون هناك أسباب أخرى مثل الحساسية الغذائية، أو اضطرابات في الهضم، أو عدوى بكتيرية تحتاج إلى علاج محدد.
النظام الغذائي لا يسبب التهاب المعدة، لكنه عنصر أساسي في التحكم بالأعراض وتسريع التعافي. تناول الأطعمة اللطيفة وسهلة الهضم، والابتعاد عن المهيجات، يمكن أن يقلل الالتهاب بشكل ملموس.
الراحة، والتنظيم في الوجبات، وتجنب العوامل الضارة مثل الكحول والتدخين، تشكل معًا خطة فعالة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
المصدر: وكالات أنباء

