قال المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبيي، إنه مع أي طرح يحتفظ باستقلالية المؤسسة العسكرية في ليبيا خلال هذه المرحلة بالذات عن الأجهزة التنفيذية المعنية بالشؤون الخدمية، تجنبا لآثار التجاذبات والخلافات السياسية على نشاطاتها ومكوناتها، وإفساح المجال للمدنيين في قمة هرم السلطة التنفيذية للتفرد بصنع القرار السياسي والخدمي دون أدني تدخل من طرف المؤسسة العسكرية، وأي طرح يؤدي إلى هذه النتيجة نحن ندعمه.
وأكد حفتر، اليوم الإثنين، أن مجلس النواب الممثل الوحيد لإرادة الشعب الليبي، أما الجيش فمهمته «محاربة الإرهاب، وتقديم التضحياتٍ بعد أن اكتسب خبرةً عاليةً في هذا النوع من الحروب غير المألوفة، واستطاع طيلة فترة الحرب الاعتماد علي نفسه في التدريب والتخطيط الحربي وتوفير الإمكانات رغم الحظر علي تسليحه، دون أن يتدخل الجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب في شئونه، وحقق نتائج باهرة، ومازالت أمامه معارك ضد الإرهاب في ساحاتٍ عديدةٍ أخري داخل حدود الوطن».
وعن رفضه مقابة المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، قال حفرت، إن «كوبلر يحشر نفسه في قضايا حساسة عديدة لا علاقة لها بمهمته كرئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طلب اللقاء ليناقش معي الهيكل التنظيمي للجيش الليبي، هل هذا معقول؟ ما علاقة السيد كوبلر بهذا الموضوع؟».
مضيفًا «وقتنا ثمين، ولا يمكننا أن نضيعه في نقاش أجوف مع السيد كوبلر في مواضيع لا علاقة له بها»، مستطرداً «إذا خطر ببال السيد كوبلر طلب مقابلة معي في المستقبل أرجو أن يتم إبلاغه بأن يقدم طلبه مكتوبا في رسالة رسمية موجهة إلى القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، بدلاً من الاتصالات الهاتفية عن طريق وسطاء، حتى يمكننا الرد عليه كتابياً وبصفة رسمية أيضا».
وكشف حفتر أسباب نجاح عملية تحرير الموانئ النفطية بأنها جاءت لحسن الإعداد للعملية، والتخطيط المبني على دقة بيانات الاستطلاع التي سبقت التنفيذ، واعتماد أسلوب المباغتة في الهجوم. والعامل الآخر هو طبيعة ضباط وجنود الوحدات العسكرية التي نفذت العملية، أفراد هذه الوحدات يتميزون بالحرفية والانضباطية، ومؤمنون إيمانا راسخاً بأنهم علي حق، ويؤدّون واجباً وطنياً، في حين أن أفراد المليشيا التي كانت تسيطر علي تلك الموانئ يدركون جيداً أنهم يعملون خارج القانون، ولا يربطهم بتلك الموانئ إلا المنفعة الشخصية المتمثلة في الحصول علي المال.
وأثنى حفتر على شيوخ بعض القبائل، وعلى رأسهم الباشا صالح الأطيوش، شيخ قبيلة المغاربة، الذي وجه «نداءً إلى أفراد تلك الميليشيا بأن يسلموا أسلحتهم إلى الجيش الوطني، ولا يقفوا عرضة في طريقه، وقد لقي هذا النداء استجابة كبيرة أسهمت في تسهيل مهمة الجيش وحقن الدماء».
مصر وروسيا والصين
وأثني حفتر بموقف مصر وروسيا والصين في التعامل مع الملف الليبي، قائلا “الدول الثلاث لا يراودها أدني شك في حسن نوايانا، لأنها تدرك أن الجيش الليبي الذي هزم الإرهاب في معارك شرسة استمرت أكثر من ثلاثين شهراً، وقدم فيها قوافل الشهداء من أجل الكرامة والحرية وسيادة الوطن، لا يمكن أن يستهويه النفط والمال والسلطة والجاه، ولا يمكن أن يحيد عن مبادئه في الدفاع عن الوطن ومقدراته، ولا يمكن أن يقف متفرجا على عصابة مليشياوية تتحكم في قوت الليبيين واقتصاد بلادهم».
وأكد حفتر، أن أبناء «الجيش الليبي هم من أبناء الشعب، وليسوا مستوردين من الخارج، أما الجيش كمؤسسة فانه لا يملك إلا أن يكون متفقاً مع الشعب، وعندما يرفض الشعب أي تنظيم أو حزب من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع، ويعمل هذا التنظيم أو الحزب علي فرض نفسه بالقوة علي إرادة الشعب، فان ذلك يعد تعدياً صارخاً علي الدستور، ولن يقف الجيش متفرجا وقد أوكل له الشعب حماية الدستور».
واعتبر حفتر، أن أي «تنظيم له جناح مسلح هو تنظيم إرهابي، والإخوان المسلمين هو في صدارة التنظيمات التي تعتمد علي ميليشيا مسلحة لفرض نفسه بالقوة، ومن ثم فهو تنظيم إرهابي بجدارة، ولا يمكن أن يقبله الشعب شريكاً في العملية السياسية وهو بهذه الصورة».
وبرر حفتر عدم تدخل قوات الجيس الليبي في معركة تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش والتي تقوم بها قوات تابعه للمجلس الرئاسي، بأن «قوات البنيان المرصوص اتخذت قرارها بدخول سرت وباشرت التنفيذ دون أدني تنسيق مع الجيش الوطني»، مضيفاً على الرغم من أننا كنا قد أعددنا الخطة العسكرية لاجتياح سرت، وأرسلنا وحدات عسكرية إلي بعض المناطق المجاورة للمدينة استعداداً للهجوم، إلا أننا رأينا أنه من الحكمة تجميد العملية بعد عملية البنيان المرصوص، مكتفين بمراقبة ما يجري، والبقاء علي أهبة الاستعداد للتدخل إذا دعت الضرورة، حتي لا يختلط الحابل بالنابل، وتفادياً لأي إرباك قد يحدث نتيجة دخول قوتين إلي ساحة قتال واحدة دون تنسيق مسبق بينهما.
المصدر : وكالات
