أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أمس الأربعاء، أن غاز السارين استخدم في «حادثة» في إحدى القرى الواقعة في شمال سوريا في أواخر مارس ، قبل خمسة أيام من الهجوم على مدينة خان شيخون الذي أوقع أكثر من 80 قتيلاً،أيدت فرنسا والولايات المتحدة مواصلة التحقيقات حول الأسلحة الكيميائية في سوريا في ضوء التقرير الاخير لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية .
وقال مدير المنظمة أحمد أوزومجو، في لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن «تحليل العينات التي جمعتها (المنظمة الدولية…) يرتبط بحادثة وقعت في القسم الشمالي من سوريا في 30 مارس من العام الجاري»، مضيفا أن «النتائج تثبت وجود (السارين)». وأضاف: «لا نعرف الكثير حالياً. أفادت تقارير بأن 50 شخصا أصيبوا ولم تسجل أي وفيات».
وكان يعتقد أن غاز السارين استخدم للمرة الأولى في هجوم خان شيخون الذي وقع في 4 أبريل، واتُهم النظام السوري بتنفيذه، بعد هجوم مشابه وقع في أغسطس 2013، واستهدف منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق وتسبب بمقتل المئات.
وأشار أوزومجو إلى أنه من المستبعد أن يزور فريق التحقيق المنطقة، حيث لا يزال القتال دائرا بين القوات التابعة للنظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة. ولكن الفريق «يبذل كل جهد للاتصال بالضحايا»، على حد تعبيره.
وقال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة ﻓرانسوا دولاتر – في تصريح له تعليقا على شبهات اسخدام غاز الساران الاخيرة قائلا -:” ننتظر التفاصيل.. فهذا عنصر جديد مثير جدا للقلق.. ويشير الى الحاجة الضرورية أن تواصل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والآلية المشتركة للأمم المتحدة عملهما في سوريا”.
واعتبر دولاتر أن خبراء هذه الهيئات بحاجة إلى التحقيق والكشف بشكل كامل عن أي استخدامات للأسلحة الكيميائية في سوريا، فضلا عن تحديد المسؤولين عن ذلك، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب تعاونا كاملا من النظام السوري.
وأكد دولاتر أن فرنسا، التي ترأس المجلس في أكتوبر الجاري مستعدة، كخطوة استباقية، لتسهيل النقاش بشأن تجديد تفويض الالية المشتركة.
ومن جانبها، قالت المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة نيكي هالي – في بيان يوم – “يجب أن يكون تجديد عمل آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة في صدارة أولويات مجلس الأمن الآن”.
فيما قال مصدر دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه إن الروس لا يروق لهم ما توصلت إليه آلية التحقيق المشتركة حتى الآن ويفكرون في عدم السماح بالتمديد.
ونفت دمشق مرارا حيازتها أو استخدامها أسلحة كيماوية، مؤكدة أنها فككت ترسانتها في عام 2013، بموجب اتفاق روسي – أمريكي. وشدد النظام السوري على أن دمشق «لم ولن تستخدم الغازات السامة ضد شعبها، لأنها لا تمتلكها أصلا».
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قدمت تقريرا مؤخرا، أكدت فيه أن غاز السارين استخدم في الهجوم على خان شيخون دون أن تلقي اللوم على أي جهة.
ولكن محققين تابعين للأمم المتحدة أعلنوا الشهر الماضي أن لديهم أدلة تفيد بأن قوات النظام السوري مسؤولة عن الهجوم، في أول تقرير أممي يلقي باللوم رسميا على دمشق.
المصدر:(أ ف ب) -( أ ش أ)