في مسعى جديد لحلحلة الأزمة الخليجية، يصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نهاية الأسبوع الجاري إلى العاصمتين السعودية والقطرية.
ولم يخف الوزير الأمريكي تشاؤمه من الوصول إلى حل سريع لتلك الأزمة التي دخلت شهرها الخامس.
وأرجع تيلرسون تأخر حل تلك الأزمة إلى “غياب فعلي لرغبة بعض الدول بالدخول في حوار”، داعيا الدول الأربع المقاطعة لقطر لاتخاذ خطوة في هذا الشأن.
وعلى عكس تفاؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي توقع قبل شهر نهاية سريعة للأزمة في الخليج، بدا تيلرسون متشائما حيث قال قبيل الزيارة التي سيجريها إلى البلدين، لوكالة الأنباء المالية بلومبرج الخميس “لا أتوقع التوصل إلى حل سريع”.
وقال تيلرسون “يبدو أن هناك غيابا فعليا لأي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الأطراف المعنية”، قبل أن يضيف “يعود الآن إلى قادة الرباعي (الدول الأربع) القول متى يريدون الدخول في حوار مع قطر لأن هذا البلد كان واضحا جدا بالإعراب عن رغبته بالحوار”.
وأكد “نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، إلا أن الأمر يبقى مرتبطا بالفعل حتى الآن بقادة هذه الدول”.
من جهتها، قالت هيذر نويرت الناطقة باسم تيلرسون إن وزير الخارجية يشعر “بخيبة أمل” في غياب أي تقدم “لكنه سيشجع الدول على الجلوس للتحاور”. إلا أنها أضافت “لا يمكننا إجبارهم على شيء لا يريدون فعله”.
وقال سايمن هندرسن من “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” إن “تيلرسون سيقول لهم:هيا يا أطفال عليكم أن تصبحوا راشدين وتتراجعوا عن مطالبكم العبثية للتوصل إلى تسوية”.
وكان تيلرسون الذي يعرف المنطقة بشكل جيد منذ أن كان رئيسا لمجلس إدارة المجموعة النفطية “أكسون-موبيل”، أخفق خلال مهمة أولى في أكتوبر، في تحقيق مصالحة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها
– السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وقطعت الدول الأربع، وعلى رأسها السعودية، علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو بعد زيارة لترامب إلى الرياض، متهمة الدوحة بدعم “الإرهاب” والتقرب من إيران الشيعية.
وتنفي قطر دعمها لأي مجموعات متطرفة فيما تتهم الدول المقاطعة لها بالمساس بسيادتها.
ومنذ ذلك الحين، وصلت الأزمة إلى طريق مسدود على الرغم من وساطة قامت بها الكويت.
المصدر: أ ف ب